انتقد مشاركون في «الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال من الإنترنت» تناول الجلسة الأخيرة قضايا تتعلق بالمداخل والأساليب الوقائية التقنية من الاستغلال الجنسي للأطفال، فضلاً على استغلال المحاضرين الذين يمثلون شركات «تويتر» و«غوغل» و«مايكروسفت» للتسويق لبرامجهم، باعتبار أن السعودية الأكثر استخداماً ورواجاً لتلك البرامج. وأثارت الجلسة التي انعقدت برئاسة محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وبحضور ممثلين من «تويتر» و«قوقل» و«مايكروسفت» حفيظة الحضور، لتطرقها لمواضيع حساسة، إضافة إلى الجرأة في الطرح التي تتنافى مع تقاليد وأعراف المجتمع السعودي. وبيّن عدد من الحضور أن برنامج «تويتر» أصبح أكبر سوق للأفلام الإباحية، لافتين إلى أنه عند فتح أي «وسم» تجد حسابات تعلن الإباحية! فيما انتقد القاضي بديوان المظالم خالد القاسم هيئة الاتصالات وضعفها الكبير خلال الفترة الأخيرة في حجب كل ما يخل بالذوق العام والأخلاقي الدينية، متسائلاً بقوله: «أين دور الهيئة عن الحماية في «تويتر»؟ المقاطع والصور الإباحية أصبحت ظاهرة في كل وسم»! وركزت المداخلات الأخيرة على التخوف من تصاعد الأرقام في الاستغلال الجنسي للأطفال، والتي أعلنها الملتقى بأيام سابقة بوجود 25 في المئة من الأطفال في المملكة تعرضوا للتحرش الجنسي، إذ أوصت بعض الجلسات بمنع الأطفال من الذهاب إلى بعض الأقارب والتفتيش الفوري لجوالاتهم بشكل مستمر. فيما انتقد مستشار شرعي وقانوني بوزارة الداخلية ما جرى تناوله بخصوص الاستغلال الجنسي للأطفال، باعتباره ظاهرة موجودة في أي مجتمع، ولكن لا يعني ذلك منع الأطفال من بعض الأقرباء والشك فيهم، فهم ليسوا الجناة، بل تجب حمايتهم من هذه المواقع. في حين ذكر رئيس السياسة العامة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة «تويتر» المهندس جورج سلامة أنه أب ومواطن مصري قبل أي شيء، وأنه يشعر بالأمان لاستخدام أبنائه برنامج «تويتر»، لافتاً إلى أن المحتوى الإباحي في «تويتر» ليس من صنعها، بل من إنتاج مواقع أخرى. فيما أكد في الوقت نفسه أنه سيقوم بنقل ما دار في جميع المداخلات لإدارة «تويتر». من جانبه، وعد محافظ هيئة الاتصالات الدكتور عبدالعزيز الرويس بأن الهيئة ستقوم ضمن وفد من دول الخليج العربي بزيارة أميركا، والالتقاء بشركة «تويتر» لمناقشة موضوع تعديل المحتويات ومعالجتها. «الملتقى» يوصي بإنشاء مركز للسلامة الإلكترونية أوصى الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، الذي نظمه الأمن العام برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أقيم في الرياض 15-17 صفر 1438ه بالتعاون مع جهات وزارة الداخلية والوزارات الحكومية وشارك فيه 12 دولة و15 جهة، بإنشاء مركز للسلامة الإلكترونية على غرار ما هو معمول به في كثير من دول العالم، ويمكن أن يكون هذا المركز عند تأسيسه بإشراف وزارة الداخلية. وأوصى «الملتقى» بتحقيق التعاون مع الجهات الأمنية الوطنية ذات العلاقة للقيام بحملات دورية مكثفة ومشتركة مع نظائرها الدولية لكشف وتوقيف ومحاكمة منتجي الصور الإباحية الجنسية بشكل عام والأطفال بشكل خاص، والاستفادة من الحملات المنفذة في هذا الشأن، ودعم الجهود الوطنية في مجال التصدي والوقاية لجرائم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت والوسائل التقنية وتوحيد رعايتها والإشراف عليها، وتوفير وتطوير وسائل آليات التبليغ المختلفة عن جرائم الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت مع الأخذ في الاعتبار سهولة استخدامها والوصول إليها ونشرها والتوعية بها بين شرائح المجتمع كافة وضمان سرية وحماية المبلغين. وأوصى باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة في التشريعات الوطنية لحظر استغلال الإنترنت والوسائط التقنية المختلفة في إيذاء الأطفال سواء جنسياً أم أي انتهاكات أخرى تعترضهم بسببها. الصبحي: لا تتركوا أبناءكم عند بعض الأقارب حذّر وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور نايف الصبحي من اللبس المخل للأطفال، داعياً الوالدين إلى متابعة أطفالهم في لبسهم وحياتهم اليومية، خصوصاً من ناحية السلوك. وذكر خلال استعراضه ورقة تتناول دور وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في مكافحة الجرائم الإباحية واستغلال الأطفال عبر الإنترنت في الجلسة الثانية من الملتقى، أنه في الزمن القديم كانوا يلبسون الطفل الجميل ملابس رثة، محذراً من نوم أبنائهم في بيوت بعض الأقارب، إذ ثبت أن التحرش يحدث من بعض الأقارب، خصوصاً من الدرجة الأولى، وذلك بنسبة 75 في المئة. وأشار إلى أن أعداد المتحرش بهم في دور الملاحظة العام الماضي بلغ 1358 حالة، فيما بلغ عددهم في رعاية الفتيات 628 حالة متحرشاً بها، منوهاً إلى أن أعمار الجناة راوحت بين 30 و40 عاماً، إذ إنهم على استعداد للسفر لأميال للوصول إلى الضحية، وتكون للجاني علاقات مع خمسة أو ستة أطفال في آن واحد! في حين يبلغ أعمار الأطفال المتحرش بهم من سن 13-14، وهي الفترة التي ينشغل بها الطفل بجهازه التناسلي لمحاولة اكتشافه. كما حذّر المدير العام للإدارة العامة لخدمات تقنية المعلومات بهيئة الاتصالات الدكتور مشعل القدهي في ورقته نحو برنامج علمي فعال لمعالجة مدمني الجنس والإباحية، من الإدمان على الصور الإباحية، مؤكداً أنها ستؤدي في نهاية الأمر إلى الاغتصاب بنسبة 500 في المئة. وأشار القدهي إلى دراسات عالمية في هذا المجال، لافتاً إلى أن الإدمان على الأفلام والصور الإباحية يسبب ضموراً في المخ، مثلما يسببه الكوكائين «المادة المخدرة». ونوه إلى أن أسباب التحرش تعود إلى الإدمان على الإباحية، لأن الجاني لا يولد مجرماً، ولكن بعد فترة من الإدمان يولد لديه تبلد منها، ويحقق المتعة بفعل أكبر. فيما أشار عضو هيئة التحقيق والادعاء العام الدكتور محمد الموسى، في ورقته التي تتناول الإطار القانوني لتجريم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر المملكة، إلى عقوبة من يؤسس شبكات أو صوراً أو مقاطع إباحية في المملكة، أو حتى ترويجها أو إعادة تغريدها، إذ تصل العقوبة بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وغرامة لا تزيد على 3 ملايين، بحسب المادة السادسة من نظام الجرائم المعلوماتية.