كشف نائب رئيس وحدة الدراسات في الإدارة العامة للشؤون الفنية بوزارة الداخلية أحمد الموكلي، أن عدد الذين يستخدمون متصفح (تور) الأميركي في السعودية- الذي يعد من أبرز الوسائل المؤمنة لتخطي الرقابة على الإنترنت - بين 12 ألفا و15 ألف متصفح يوميا. عناصر مخابراتية طالب الموكلي خلال الجلسة الأولى للملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، الذي يقام برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بإنشاء مركز للسلامة على الإنترنت على غرار ما هو معمول به في كثير من دول العالم، مقترحا أن يكون تحت إشراف وزارة الداخلية، ومتابعة شبكات التواصل الاجتماعي، فكثير من عمليات الاستدراج التي تستهدف الأطفال تبدأ من هناك، مشيرا إلى أن الوصول لهم يكون فعالا وجيدا عن طريق الهندسة الاجتماعية، وتوظيف العنصر المخابراتي في هذه المواقع لعمل كمين افتراضي للمتحرشين.
أسباب استغلال الأطفال بين عميد مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية سابقا الدكتور أحسن طالب، أن إشباع النزوات الجنسية الشاذة لدى بعض الأفراد أو الاتجار بالأطفال جنسيا، من أبرز أسباب الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن الاستغلال الجنسي للأطفال هو من الظواهر الجنسية الإجرامية المستجدة والمتمثلة في استغلال شبكة الإنترنت، إذ ينبغي الوقوف تجاه هذه الموجة بشكل سريع وحازم.
ألف جريمة معلوماتية أكد وزير العدل، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور وليد الصمعاني، أن استغلال الأطفال عبر الإنترنت يعد من الجرائم التي يشدد القضاء في عقوباتها، لافتا إلى أن القضاء في المملكة يتصدى بحزم لكافة جرائم المعلوماتية وفقا للأنظمة الإجرائية والموضوعية، كاشفا أن المحاكم الجزائية فصلت في أكثر من 1000 قضية متصلة بالجرائم المعلوماتية خلال العام الماضي. جاء ذلك خلال ترؤسه أمس الجلسة الثانية في الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، والذي عقد في الرياض بعنوان "الإطار القانوني والنظامي لتجريم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت". وقال وزير العدل إن "الأمن الوقائي" هو الجانب الضروري في مجال استغلال الأطفال عبر الإنترنت، مشيرا إلى أهمية هذا الملتقى الذي يتطرق إلى خطورة جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت خصوصا مع تزايد أعداد المستخدمين للإنترنت في المملكة. أساليب الاستغلال أوضح مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن اللواء جمعان الغامدي في ورقته التي قدمها للملتقى، أن هذا الملتقى يعد فرصة كبيرة لتوعية المجتمع بخطر الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، مشيرا إلى قيام وزارة الداخلية باستخدام شتى الطرق والتعاون مع عدد من الدول الصديقة للتصدي لمثل هذه الجرائم الخطيرة. وبين الغامدي أن الأسلوب الأول الذي يستخدمه المتحرش عبر الإنترنت هو ابتزاز الطفل عبر استخدام معلوماته الخاصة والسرية للطفل، وبعضهم يتحصل عليها بطرق ملتوية، وإذا كان الطفل ذا شخصية ضعيفة، فقد يستجيب له. أما الأسلوب الثاني فهو استخدام المحادثات الشخصية في مواقع التواصل لفترات طويلة حتى يمنح المتحرش الثقة الكبيرة للضحية ويقع فريسة له. وأضاف أن الأسلوب الثالث يرتكز على نشر المتحرش لمقاطع جنسية وإباحية تغذي عقلية الطفل حتى يستجيب لها، فيطلب منه المزيد، ويجد المتحرش بذلك وسيلة للتواصل معه واستغلاله لتنفيذ ما يطلبه منه.