قبل سنة بدأت نورة الجوهرجي بشكل فعلي التعلم على النحت باستخدام الصلصال الحراري، بعد متابعتها لحساب فنان روسي على شبكات التواصل. أعجب نورة هذا النوع من الفن، ثم دلفت لتعلمه بشكل ذاتي من خلال متابعتها للمقاطع التعليمية على «يوتيوب» واستغرق منها ذلك خمسة أشهر إلى أن نحتت أول منحوتة باستخدام الصلصال، فالإرادة التي أبدتها نورة شفعت لها لتعلم هذا الفن. توالت منحوتاتها التي تزين بها ركنها في فعالية الشارع الثقافي بالرياض، حيث لفتت تلك المنحوتات زوار الشارع، فيما توقف الكثيرون عند منحوتة تعبر عن واقع الأطفال السوريين، والتي تقول نورة عنها إنه تعبيرها الخاص عن هذه المعاناة: «تأثرت كثيراً بما يجري للأطفال السوريين، وأحببت أن أعبر عما بداخلي من خلال هذه المنحوتة». وتظهر المنحوتة طفلاً سورياً ممزق الثياب وملطخاً بدمائه ويحمل علم سورية. لم يثنِ نورة عدم وجود أدوات النحت الدقيقة في السعودية، إذ تطلب أدواتها من خارج المملكة، فيما أضحت المنحوتة الواحدة تستغرق ساعة واحدة منها بعد أن كانت تستغرق ثلاثة أيام. بالقرب من نورة، تركن فاطمة الدوسري رسماتها التي خرجت عن المألوف لدى الفنانين. فاطمة استخدمت الضوء في إظهار رسالة الرسمة، وجعلت الضوء جزءاً من الرسمة، وبدأت باستخدام هذه الطريقة بالصدفة: «حدث ذات يوم أن وضعت الضوء بالصدفة على إحدى رسماتي ونشرتها على «أنستغرام» ». لاقت الفكرة استحسان الكثير من الناس، ثم بدأت بهذا اللون لكسر روتين الفن التشكيلي، وأضافت: «بدأت بعرض مشاركاتي بإحدى الفعاليات، وكنت حينها أستخدم الإضاءة عن طريق البطاريات فقط، إلا أنني الآن أستخدم الكهرباء أيضاً مع البطاريات». وقالت: «كل لوحة تمثل فكرة، والضوء في اللوحة هو الأمل والقوة والأمنية وتحقيق الأحلام». ويعد الرسم في حد ذاته جامعاً للكثير من التفاصيل التي لا بد من أن تراعى بشكل دقيق، إلا أن فاطمة استطاعت أن تستخدم الإضاءة في الرسم، ما جعل من التفاصيل شيئاً دقيقاً وصعب التعامل معه. ويشارك الكثير من الفنانين والفنانات في فعالية الشارع الثقافي الذي تقيمه أمانة منطقة الرياض على أرصفة شارع التحلية بالرياض، وتركز الفعالية بشكل كبير على الفنانين الذي ملأوا جنبات الشارع، فيما أوضح المدير العام لحدائق الرياض المهندس إبراهيم الهويمل ل«الحياة» أن هناك «أكثر من 36 ركناً في الشارع الذي يستهدف الثقافة بشكل دقيق، الفنون متعددة وهنالك من الفن ما هو ثقافة لذلك، تم إعطاء مساحة جيدة للفنانين، الفعالية في عامها الأول، ومع الاستمرار ستكون هنالك مساحة أكبر للفنانين وسيتم استقطاب ثقافات بشكل أوسع». وفي جانب التوعية، شاركت اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية في الشارع الثقافي بطريقة غير تقليدية، إذ عرضت نماذج مباشرة لأشخاص يتعرضون لأعراض الوسواس القهري والإدمان وفصام الشخصية، ما جعل العديد من الزوار ينجذبون لهذا الركن لرؤية المشاهد والاستماع لتفاصيل أعراض الأمراض النفسية، ويقول عبدالرحمن: «ارتأينا بدلاً من استخدام الأساليب التقليدية في نشر الوعي استخدام عرض لأشخاص يمثلون الاضطرابات النفسية على الجمهور للتعرف أكثر على أعراض هذه الأمراض، كما ويوجد عند كل شخص أخصائي أو أخصائية نفسية لشرح الحال وأسباب وقوع الأشخاص بهذه الاضطرابات». وتستمر فعالية الشارع الثقافي حتى (الخميس) المقبل، إذ من المنتظر أن تشهد إقبالاً كبيراً خلال الأيام المقبلة لإقامتها في إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول.