الفنون جنون، هذا ما يؤكده بصورة عملية متحف الفن المعاصر الذي سيعرض أعمالاً للفنان النمساوي إيروين ويرم، بالاشترك مع الفنان الهولندي ومصمم الأزياء ولتر فان بريندونك في ال25 من يونيو الجاري ويستمر حتى 18 سبتمبر المقبل، في حديقة مفتوحة أمام الجمهور بمدينة إنتورب بهولندا، والتي يطلق عليها حديقة "ميديل هيمبارك". المتحف سيقدم منحوتات فنية غريبة الأشكال والألوان، استخدمت فيها مواد من الطبيعة، كأخشاب الأشجار، وقطع النبات، بجانب البرونز والبوليستر والبلاستيك، وستقدم هذه المنحوتات والمجسمات في أشكال جمالية وتجريدية، وأيضاً ما يشبه الأزياء الغريبة، التي سيرتديها أشخاص يقومون بدور التماثيل، للوقوف أمام جمهور المشاهدين، لعرض القطع الفنية المختلطة بين الجماد والبشر، فى صرعة فنية جديدة وغريبة من نوعها. كما سيقدم المتحف 29 صورة التقطت لمنحوتات معاصرة وغريبة نحتها ويرم في ذات السياق، ومنذ أول من أمس، والفنانان يقيمان ما يشبه البروفات المصغرة للمتحف المفتوح، لقياس ردة فعل الجمهور، ومدى تقبله لهذا الفن الجديد الذي سيعرض تحت شعار "المعاصرة"، وهو فن مبتكر سيستخدم وفقاً للفنانين في تجميل وتزيين الحدائق والغابات، كما يمكن استلهام أفكاره في تصميم الأزياء المختلفة والمتميزة الأشكال زاهية الألوان، والتي تشبه الطبيعة وتعد جزءاً منها. ووفقا للفنان الهولندي بريندونك، فإن هذا المتحف سيعد تحدياً للأشكال التقليدية من فن النحت، وسيتيح للزائر الاطلاع على أشكال جديدة دقيقة وقريبة أيضاً للواقع، يمكن لأي إنسان تنفيذها بنفسه مع قليل من التدريب، لينتج منحوتات مثيرة وممتعة. يذكر أن النمساوي ويرم (1954) من رواد الفن المعاصر، له تطلعات فنية يحاول من خلالها كسر قيود فن النحت التشكيلي، ليخرج به من إطار الجمود الممثل في تماثيل ورؤوس بشر، إلى كيانات تقترب من الحياة والطبيعة، لتصبح جزءاً منها، وهي عملية فنية يمكن أن نراها في أي مكان، وليس فقط داخل المتاحف، أو بهو قصور الأثرياء. من جانب آخر، وتحت شعار "شارع الفن"، أعلن في هولندا عن إطلاق جائزة للفن الشعبي بالبلاد، يتم من خلالها قيام المواطنين باختيار أجمل عمل فني متميز، يتم تزيين الشوارع أو الميادين والأماكن العامة به، سواء جداريات أو تماثيل أو منحوتات، وغيرها، ويتم اختيار الفائز بموجب عملية تصويت شعبي على الأعمال المتنافسة المقدمة للجائزة، فلجنة التحكيم هنا هي الشعب نفسه وإجماع آرائه على شيء معين. وبدأ إطلاق الفكرة في العاصمة أمستردام، حيث تقدم أكثر من 560 عملاً للتنافس منذ السابع من يونيو الجاري، فاز فيها، كما أعلن أمس، بعد كل التصفيات، عمل فني للفنان ماريان بولينك، لمنحوتة فنية وضعها في بحيرة "زي برخ" بشرق العاصمة، ويمثل هذا العمل رأس رجل وآخر لخروف، ينبثق من عيني كل منهما شعاع مضيء في الماء، لتتلاقى الأعين مع شعاع الضوء وانطلاقة الماء المتقاطعة. ويهدف الفنان من هذه المنحوته إلى التأكيد على وجود نوع من الاتصال الحسي بين الإنسان والحيوان، إذا ما نظر كل منهما في عين الآخر، وأن كلاً منهما يمكن أن يفهم ما يريده الآخر من خلال نظرة العين. وتقول مؤسسة "فن الأماكن العامة" القائمة على الجائزة بالاشتراك مع أحد البنوك: إن جائزة فن الشوارع سيشجع وينمي الإحساس العام بالفن، والعمل على الرقي به، فتلك جدارية، وهذا تمثال عملاق، وهذه منحوتة، والرأي متروك للجمهور. ويعد ماريان بولينك (1967) من أبرز الفنانين الهولنديين المهتمين بعالم الحيوان وعلاقته بالإنسان.