قللت الحكومة السودانية من أهمية تهديد تحالف «قوى الإجماع الوطني» المعارضة بتشكيل جبهة عريضة لمناهضة قرارها رفع أسعار المحروقات والكهرباء، مؤكدة أنها لا تمنع التحركات السلمية، لكنها لن تسمح بأي شغب أو تخريب وعنف. وصرح وزير الإعلام أحمد بلال بأن «قوى المعارضة دأبت على هذا الحديث من أجل تسييس كل قضايا البلاد، والحكومة لا تمنع أي تحرك سلمي وديموقراطي، لكنها لن تسمح بزعزعة الاستقرار». وشدد على أن الإجراءات الأخيرة «تمثل حلولاً لمشكلات اقتصادية، ولم تكن عشوائية». وأعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الفريق أحمد إمام التهامي أن لجنته لم تتلقَ حتى الآن أي شكوى من أسر عشرات من المعتقلين خلال التظاهرات الرافضة لزيادة الأسعار، مشيراً الى أن السلطات ستُطلقهم «لأنها لا تخشى أحداً، وهي تدرك في الوقت ذاته حجم المعاناة المعيشية للمواطنين». في مؤتمر صحافي عقده بجوبا، أعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمستشار الخاص لشؤون منع الإبادة الجماعية أداما دينق، ان انتهاكات إنسانية خطيرة أرتكبت في جنوب السودان يمكن أن ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وأوضح أن التقارير التي تلقاها «تفيد بوجود قتل ممنهج واعتداءات جنسية، لذا يجب اتخاذ خطوات عاجلة لبسط السلام وإجراء مصالحة في البلاد»، علماً أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة شكل في آذار (مارس) الماضي لجنة تحقيق في انتهاكات بجنوب السودان وُصفت بأنها «ترقى إلى جرائم حرب». وأشار دينق الى أن «بعض الأماكن تشهد ازدياد الاستقطاب الحاد بين المجموعات القبلية في خضم المعارك التي اندلعت مطلع تموز (يوليو) في جوبا، بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت من إثنية الدينكا، والقوات الموالية للزعيم المتمرد رياك مشار من إثنية النوير». وأضاف: «أن خطاباً نارياً ومحدد الهدف ومملوءاً بالأفكار الجاهزة، رافق ارتكاب عناصر في بعض المجموعات جرائم قتل واعتداءات جنسية وشن هجمات عنيفة ضد أفراد أو جماعات على قاعدة انتمائهم السياسي المفترض، وبعضها تذكر بالإبادة التي شهدتها رواندا في 1994». ويعني ذلك ان ما بدأ باعتباره نزاعاً سياسياً تحول إلى ما قد يصبح حرباً إثنية حقيقية. وهناك خطر كبير من حصول تصعيد لأعمال العنف الإثنية التي قد تتحول إلى إبادة». الى ذلك، صرح الجنرال المنشق في ولاية شرق الاستوائية أقوك ماكور أن قواته سيطرت على مواقع استراتيجية في مناطق ديم زبير وكايا ودينكا قوقريال، وتخوض مواجهات في شرق الاستوائية وغربها، متهماً الحكومة بممارسة سياسة قمع العزل وقتلهم وتشريدهم وإيواء مجموعات مسلحة، ما لا يخدم السلام بجانب في الجنوب. وتحدث العقيد فوزي غبريال عن استمرار الانشقاقات عن الجيش الحكومي في ولايات الاستوائية ومنطقة الوحدة وراجا بولاية بحر الغزال الكبرى ومنطقة المابان بولاية أعالي النيل، ومواصلة الفصائل المنشقه تقدمها نحو المدن خصوصاً العاصمة جوبا، مع حصولها على دعم المواطنين وتأييدهم ومؤازرتهم. وفي تطور آخر، أغلق ضباط جهاز الأمن في جنوب السودان اذاعة «آي راديو» المحلية في جوبا. وقال صحافي بارز من الاذاعة: «جاء ثلاثة ضباط من جهاز الأمن إلى المحطة وأغلقوا الأستوديوات الثلاثة وذهبوا مع المفاتيح، وأمروا جميع الصحافيين بمغادرة المحطة فوراً».