توجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى نيويورك أمس لقضاء بضعة أيام ودرس التعيينات الجديدة في إدارته، في حين أعاد موقع حملته نشر بيان «حظر المسلمين»، مشيراً إلى أن «خطأ تقنياً أعطى الانطباع بحذفه». كما بدأ الديموقراطيون استعداداتهم لانتخابات لجنتهم الحزبية مع ترجيح فوز أول نائب مسلم في الولاياتالمتحدة كيث أليسون برئاستها. (للمزيد) وبعد يوم حافل في واشنطن، غرّد ترامب على «تويتر»: «أعود إلى نيويورك، وسأتخذ قرارات مهمة جداً في شأن أشخاص سيقودون إدارتنا»، علماً أنه يتوقع أن يعتمد أسلوباً استثنائياً في استشارة أفراد عائلته، خصوصاً ابنته ايفانكا المقربة جداً منه، وصهره جاريد كوشنر المحتمل أن يتولى منصب مدير فريق البيت الأبيض. وأبلغت مصادر جمهورية في واشنطن «الحياة»، أن التعيينات ستستمر أسابيع، وتشهد إعادة غربلة أسماء وفتح أبواب على أجنحة في الحزب الجمهوري عارضت ترامب سابقاً وتنتمي إلى النخبة في السياسة الخارجية». وهنا يبرز اسم ستيفن هادلي، المتشدد ومستشار الأمن القومي السابق في عهد جورج دبليو بوش المرشح لتولي منصب وزير الدفاع. وأشارت المصادر إلى تنافس جناحين في الحزب الجمهوري، أحدهما انعزالي وأقرب إلى روسيا يقوده الجنرال المتقاعد مايكل فلين وكارتر بايج مستشار الرئيس المنتخب اللذان يعارضان بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الانفتاح على وجوه أيدت الحرب على العراق. أما التيار الثاني، فهو تقليدي يقوده نائب الرئيس مايك بنس ومعارضون سابقون لترامب، ويرى مؤشرات جيدة لتشدد ترامب في شأن ملف إيران. وأعلن السناتور ليندسي غراهام أنه يتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب لتشديد العقوبات المصرفية على إيران، والتي كانت جمدتها إدارة أوباما في أروقة الكونغرس. ولا تزال الصورة غامضة في شأن مسار السياسة الخارجية لترامب على رغم إعلانه خطوطاً عريضة، بينها العلاقة الجيدة مع إسرائيل ومصر والأردن وإعادة التفاوض حول الملف النووي الإيراني، ودعم مجلس التعاون الخليجي وتطوير استراتيجية أكثر بطشاً في الحرب ضد تنظيم «داعش». وفي رسالة كتبها بعد انتخابه ونشرتها صحيفة «إسرائيل هايوم»، تعهد ترامب العمل لتحقيق «سلام عادل ودائم» بين إسرائيل والفلسطينيين «يتم التفاوض عليه بين الطرفين، ولا يفرض عليهما من آخرين». وتابع ترامب في الرسالة: «هناك قيم مشتركة كثيرة بين أميركا وإسرائيل، مثل حرية التعبير وحرية العبادة، وأهمية خلق فرص لجميع المواطنين من أجل تحقيق أحلامهم، وإسرائيل هي الديموقراطية الحقيقية الوحيدة والمدافعة عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط ومنارة أمل لكثيرين». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال بعد لقائه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في رام الله أمس: «نطالب الرئيس الأميركي المنتخب بأن تقبل أميركا حل دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن واستقرار، وتعمل لتطبيقه». إلى ذلك، أعلن مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية أن فرنسوا هولاند اتفق مع ترامب في محادثة هاتفية بينهما أمس على توضيح المواقف في شأن قضايا مهمة مثل الحرب على الإرهاب وسورية وأوكرانيا والاتفاق النووي مع إيران. وفيما استمرت التظاهرات ضد انتخاب ترامب في ولايات أميركية عدة، مع تسجيل أعمال عنف واعتقال عشرات في بورتلاند ونيويورك وفيلادلفيا وبالتيمور، بدأ الحزب الديموقراطي إعداد مرحلة ما بعد الرئيس باراك أوباما وهيلاري كلينتون، تتناسب مع ظهور لهجة جديدة وأكثر شعبوية للحزب يقودها السناتور اليساري بيرني ساندرز. وتمثل ذلك في ترشيح ساندرز النائب كيث أليسون، وهو مسلم وأفريقي أميركي، لقيادة لجنة الحزب، ما سيكرس الانتقال إلى نبرة اليسار الأكثر شعبوية في الحزب بعد فشل الخط الوسطي الذي مثلته كلينتون في محاورة هموم الطبقة العاملة التي كسب ترامب أصواتها. وبدأت استعدادات مراسم تسلم ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، والتي سيشرف عليها رجل الأعمال وصديق ترامب صاحب الجذور اللبنانية توماس براق. كما يشرف على المرحلة الانتقالية رجل الأعمال بيتر ثيل، ما يعكس أهمية تفكير الرئيس المنتخب في ميدان الأعمال والاقتصاد.