تحولت المعركة الانتخابية المرتقبة في ولاية نيويورك إلى مشهد صاخب تدور في فلكه مزايدات بين المرشحين، خصوصاً هيلاري كلينتون ومنافسها الديموقراطي بيرني ساندرز حول من هو «النيويوركي» الأفضل، تخللتها مفاجأة من السناتور اليهودي الاشتراكي الميول، بتوجهه إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس والمشاركة في مؤتمر للكنيسة الكاثوليكية. يأتي ذلك قبل عشرة أيام من تصويت الولاية لاختيار مرشح لكل من الديموقراطيين والجمهوريين لانتخابات الرئاسة. ورافق التنافس بين كلينتون وساندرز على أصوات مندوبي نيويورك، سجال ساخن حول المرشح ذي المؤهلات الأفضل للوصول إلى البيت الأبيض، بعد إعلان السناتور «الثائر» أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون «لا تمتلك المؤهلات»، بسبب تأييدها حرب العراق في 2003 واتفاقات التجارة الحرة، كما قال أمام حشد من أنصاره وصل عدده إلى عشرة آلاف شخص. إلا أن ردة الفعل على كلام ساندرز، وتجييش حملة كلينتون طاقاتها لانتقاد النمط السلبي لحملته من دون اللجوء إلى التشكيك في مؤهلاته، أمران دفعا ساندرز إلى سحب أقواله، إذ أكد في مقابلة لبرنامج «تشارلي روز» أن كلينتون «لديها مؤهلات بالطبع»، واعداً بدعم ترشحها ضد الجمهوريين في حال كسبت السباق الديموقراطي. وحاولت كلينتون إثبات أنها «النيويوركية» الأفضل، مستندة الى تمثيلها نيويورك في مجلس الشيوخ لثماني سنوات. ولجأت الأميركية الأولى سابقاً مع مساعديها الى ركوب مترو الأنفاق في المدينة الذي قال ساندرز إنه لا يهوى ركوبه وأعطى إجابة خاطئة حول طريقة الصعود إليه. إلا أن لكنة السناتور النيويوركية وكونه مولوداً في بروكلين ورسالته الشعبوية، أججت المنافسة مع كلينتون هناك. وأثارت تصريحات ساندرز المنتقدة لإسرائيل بسبب عدد القتلى في الحرب الأخيرة في غزة، تحفظاً في أوساط يهود أميركيين، على رغم تأكيد ساندرز أنه لا يؤيد رفع السلطة الفلسطينية دعاوى ضد إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي، ولم يعط إجابة أمس حول إذا ما كان على القوات الإسرائيلية الانسحاب إلى خط 1967. وتعود أهمية نيويورك في المعركة الرئاسية، كون أصواتها تمثل 247 مندوباً للديموقراطيين و95 للجمهوريين، وتعول كلينتون على فوز كبير فيها يعيد إلى حملتها زخماً وقفزة في المندوبين بعد خسارتها ست ولايات متتالية. وفي الوسط الجمهوري، يراهن دونالد ترامب، ابن المدينة الذي بنى ثروته فيها، على اكتساح أصواتها والعودة الى الصدارة بين الجمهوريين. وتعطي الاستطلاعات تقدماً كبيراً لترامب على السناتور اليميني تيد كروز في نيويورك، فيما يضيق الهامش بين كلينتون وساندرز إلى 17 نقطة لمصلحة المرشحة الديموقراطية، كما أظهر استطلاع «أميرسون» أمس. بذلك، تكون نيويورك منعطفاً حاسماً في السباق، إذ قد يعني لحاق ساندرز بكلينتون فيها أو فوزه، انتكاسة كبيرة لحملة وزيرة الخارجية السابقة قد توصل إلى مؤتمر حزبي ديموقراطي مفتوح من دون مرشح. أما خسارة ترامب، فستفاقم مشاكله وترجح كفة كروز. وفي حال فوز ترامب وكلينتون في 19 الجاري وبهامش مريح، فسيعزز ذلك صدارتهما، وسيعطي الوزيرة السابقة فرصة حسم السباق في الجولات المتبقية.