من شوارع برونكس وكوينز المكتظين بالمهاجرين العرب والآسيويين، إلى وول ستريت ومانهاتن مركزي الاقتصاد العالمي، تحولت نيويورك أمس الى منعطف بارز في سباق الرئاسة الأميركية بتتويجها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون فائزة في السباق الديموقراطي ورجل الأعمال دونالد ترامب لدى الجمهوريين. فوز هيلاري وترامب بامتياز وبنسبتي 57 و60,5 في المئة من الأصوات على التوالي، أغرق منافسيهما السيناتور الديموقراطي الاشتراكي الميول بيرني ساندرز والجمهوري اليميني تيد كروز. ويمكن القول إن نتيجة كلينتون أنهت طموح ساندرز باللحاق بها لانتزاع الترشح الديموقراطي سواء على صعيد العملية الحسابية لأصوات الناخبين أو المندوبين، أما فوز ترامب فيحتم إعادة الحزب الجمهوري مراجعة فرص لحاق كروز بترامب. ومنح الفوز في نيويورك السيدة الأولى السابقة كلينتون تقدمها الأكبر على ساندرز في عدد المندوبين (1893 في مقابل 1180 لساندرز من أصل 2383 مطلوبين للفوز). كما نال ترامب تأييد 845 مندوباً في مقابل 559 لكروز من أصل 1237 مطلوبين لحسم الترشيح الجمهوري. وبدأت كلينتون تتصرف كأنها المرشحة المنتظرة للحزب الديموقراطي، وسط تكهنات داخلية باحتمال انسحاب ساندرز. وهي ركزت خطابها على ترامب، في مقابل مغازلة مناصري منافسها الديموقراطي. وأعتبر ترامب الذي تجنب «الأخطاء» في الأسبوعين الماضيين، أن العملية انتهت حسابياً، وأن عمليات التصويت في الولايات التالية في بنسلفانيا وماريلاند وإنديانا ورود آيلاند ستعزز تقدمه، وتفرضه مرشحاً للحزب. ورسم الحضور المسلم فارقة في معركة نيويورك من خلال مشاركة فاعلة لناشطين مثل ليندا سرسور في حملة ساندرز، ومجموعة «مسلمون مع هيلاري» التي ساعدت في استقطاب الأصوات في الولاية التي تضم أكثر من ربع مليون مسلم. كما حضر اليهود الأميركيون بقوة من خلال تأييد نسبة 68 في المئة منهم لكلينتون، رغم أن ساندرز هو أول مرشح يهودي يبلغ هذه المرحلة من المنافسة في الحزب الديموقراطي. ورجحت مواقف ساندرز المنتقدة لإسرائيل كفة كلينتون داخل الأقلية. وبعد نيويورك، يتجه السباق الثلثاء المقبل إلى ولايات رود آيلاند وماريلاند وبنسلفانيا، حيث يتقدم المرشحان كلينتون وترامب أيضاً. وبسبب الفارق الكبير لمصلحتهما في عدد المندوبين، بدأ شكل المواجهة يعزز فرص تنافسهما في الانتخابات العامة، لكن كلينتون تحظى بدعم المؤسسة الديموقراطية، فيما ينقسم الجمهوريون في شأن تبني ترشح ترامب، ويراهن بعضهم على منعه من بلوغ عدد 1237 مندوباً المطلوب للفوز، واختيار المرشح في مؤتمر الحزب في كليفلاند في تموز (يوليو) المقبل. ولعبت الورقة الاقتصادية دوراً محورياً في نيويورك، حيث أعطت النجاحات في مجال الأعمال أفضلية لترامب على منافسيه، فيما ارتبطت أفضلية كلينتون برصيدها كسيناتور عن الولاية بين عامي 2001 و2009، وهفوات ساندرز حول خططه الاقتصادية في مقابلة صحيفة «ديلي نيوز» النيويوركية.