حصلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، على براءة اختراع في مجال تحلية المياه بالتقطير، من مكتب الاختراعات في الولاياتالمتحدة الأميركية، بعد أربع سنوات من تسجليها. وقام بالبحث فريق من قسم هندسة الطيران والفضاء، يتكون من رئيس قسم هندسة الطيران والفضاء الدكتور أحمد القرني (باحثاً رئيساً)، والدكتور أيمن قاسم، والدكتور سعيد فاروق (من الباحثين المشاركين). وأوضح رئيس قسم هندسة الطيران والفضاء في الجامعة أحمد القرني أن «هناك براءات اختراع مقدمة، ستمنح قريباً، بالإضافة لهذه البراءة الجديدة، وأن الفريق يقوم بعدد من البحوث العلمية المبتكرة المبنية على التجارب المعملية، وهي جزء من مشروع مبتكر وواعد اقتصادياً، يمكن أن يوفر للمملكة بلايين الريالات خلال عقدين من الزمن، وذلك باستخدام الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية والرياح) المتآلفة مع البيئة. وأكد أنه «يضع الجامعة والمملكة في مركز علمي وتفاوضي متقدم للمشاركة في أي مشروع اقتصادي يستخدم هذه التقنية، حيث إن النتائج البحثية مشجعة وواعدة، وتضيف للجامعة مركزاً علمياً قوياً، بالإضافة لما تملكه من تجارب علمية متراكمة، وشراكات متنوعة ناجحة». وقال الدكتور القرني إن «المشروع يركز على إيجاد وسائل مبتكرة وجديدة لتحلية المياه وذات جدوى اقتصادية أفضل، وذلك باستخدام الطاقة الشمسية والرياح التي تحظى السعودية بكميات وافرة منها. وحيث تعد المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، فهناك حاجة ماسة لتطوير الوسائل المنتجة وتقليل الكلفة». ويركز البحث على التطوير والابتكار في هذا المجال من أجل خفض الكلفة، والحفاظ على البيئة باستخدام الطاقة المتجددة في مجال المياه الاستراتيجي. وبين أن «المقطرات الشمسية تستخدم في تحلية المياه، ويعد المقطر جهازاً لتبخير وتكثيف الماء ويمكن استخدامه في معظم أرجاء العالم، ويعتمد على الطاقة الشمسية، لذلك فإنه يعمل بكفاءة أعلى في المناطق التي تحظى بشمس ساطعة، وتقوم المقطرات بالعملية نفسها التي تقوم بها الطبيعة من تبخير وتكثيف لإنزال المطر». حيث يوضع الماء المالح في حوض مسطح لزيادة المساحة المعرضة للشمس، ويطلى قاع الحوض باللون الأسود لزيادة امتصاص حرارة الشمس، ويغطى الحوض بغطاء زجاجي أو سطح شفاف، مائل بزاوية مناسبة جهة أشعة الشمس حسب الموقع الجغرافي. وتخترق أشعة الشمس الزجاج أو (السطح الشفاف)، فترفع درجة حرارة الماء وتبخره، ثم يتكثف على الزجاج وينزلق إلى إناء التجميع. وهناك مقطرات صغيرة (منزلية) ومقطرات لمساحات كبيرة على شكل برك وأحواض ضخمة. ووصف المقطرات بأنها تتميز بعدة مزايا منها أنها يمكن بناؤها من موارد رخيصة ومتوفرة بسهولة وليس لها أجزاء متحركة مكلفة في تشغيلها، لذا فهي تتمتع بمتوسط عمري تشغيلي جيد (20-30 عاماً) . ويمكن استخدام البحيرات الطبيعية أو الاصطناعية في حالات المقطرات الكبيرة. والماء المستخدم يمكن أن يكون من ماء البحر أو مياه جوفية أو من المطابخ ودورات المياه وغيرها. ويمكن بالتقطير الحصول على ماء مقطر نقي، وكذلك يمكن استخدام المحلول الملحي المتبقي بعد التبخر لإنتاج الملح، والمقطرات تمتاز بأنها صديقة للبيئة وتقلل من رفع درجة حرارة المناخ.