أكد عدد من المختصين والخبراء في مجال العيون أن حوالى 95 في المئة من مرضى السكري حول العالم مصابون باعتلال شبكية العين السكري أو جزء منه، والذي يؤدي إلى ضعف الرؤية وفقدان البصر، بينما 74 في المئة من الذين يعانون من المرض لمدة 10 سنوات أو أكثر سيصابون بشكل من أشكال اعتلال الشبكية، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن ثلث المصابين بداء السكري حول العالم البالغ عددهم نحو 422 مليون شخص، قد لا يحتاجون إلى أي علاج إذا حرصوا على ممارسة الرياضة والحفاظ على وزنهم المثالي ومستوى السكر الطبيعي في الدم. ويقول المختصون إن حوالى 90 في المئة من المصابين بالسكري لا يعلمون ذلك إلا متأخراً. وقدرت دراسة علمية أن عدد الذين يمكن علاجهم من «وذمة البقعة الصفراء السكرية» على مستوى العالم يقدر بحوالى 6.2 مليون شخص. وجميع مرضى السكري، من النوع الأول والثاني على حد سواء، معرضون إلى خطر تطوير اعتلال الشبكية السكري (DR) و«وذمة البقعة الصفراء» السكرية (DME)، وهو السبب الأكثر شيوعاً للعمى في الشباب والبالغين في منتصف العمر. وقدرت دراسة سكانية من البيانات المجمعة من السكان عموماً، ومرضى السكري خصوصاً، في الولاياتالمتحدة وأستراليا وأوروبا وآسيا أن هناك 21.3 مليون شخص مصابون ب«وذمة البقعة الصفراء» على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد إلى 328 مليون شخص في 2030، كما أن حوالى 70 في المئة من المرضى الذين يعانون من أشد أشكال اعتلال الشبكية واعتلال الشبكية التكاثري سيصابون به، بينما حوالى 55 في المئة لا يدركون أصلاً أنهم مصابون بالسكري. وأوضح عضو «الجمعية السعودية لطب العيون» واستشاري أمراض الشبكية الدكتور وليد التركي أن «مرض السكري يشكل أزمة صحية كبرى تؤثر في حياة حوالى 25 في المئة من السعوديين، أي حوالى 7 ملايين مواطن»، مشيراً إلى أنه «من المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 9 ملايين مريض في حلول العام 2035». وأضاف: «إنه مع زيادة انتشار السكري يظهر مرض اعتلال الشبكية السكري، أحد الأسباب الرئيسة المؤدية إلى فقدان البصر، والذي يمكن تجنبه بين الفئة العمرية العاملة». وأشار إلى أن «علاجات اعتلال شبكية العين تطورت خلال السنوات الخمس الماضية، بعد التوصل إلى علاج من خلال حقن العين بأدوية تسهل عمليات علاج، وأيضاً تزيد نسب نجاح الجراحات إلى حوالى 90 في المئة». وأكد التركي أنه لا يوجد على مستوى العالم، دواء مرخص للحقن في العين لعلاج الشبكية، سوى دواء واحد مرخص من «هيئة الغذاء والدواء» السعودية، مشيراً إلى أن «عدداً من المستشفيات حول العالم، وفي السعودية أيضاً، كانت تستخدم دواء غير مرخص لعلاج اعتلال الشبكية، وهو في الأساس دواء لعلاج سرطان القولون، وكان غالباً يتم استخدامه بشكل خاطئ في العيادات وليس غرف الجراحات، ما كان ينتج منه عواقب وخيمة تؤدي إلى العمى». وذكر أن «كل مريض بالسكري معرض للإصابة باعتلال الشبكية»، لافتاً إلى أن «حوالى 35 في المئة من المرضى لديهم درجة من الإصابة باعتلال الشبكية السكري، بينما 10 في المئة من المصابين معرضون لفقدان البصر». وقال استشاري أمراض الشبكية إن «95 في المئة من المصابين بالسكري يمكنهم تجنت الإصابة باعتلال الشبكية السكري من طريق الكشف والعلاج المبكر، وهو ما يتطلب إجراء فحص طبي سنوي للعين لكل المصابين بالسكري، إذ إن أعراض المرض لا تظهر في مراحله الأولى»، مشدداً على ضرورة أن «فحص شبكية العين لدى طبيب مختص في أمراض الشبكية، بمعدل لا يقل عن مرتين سنوياً، حتى يكتشف مدى تضرر العين مبكراً، إضافة إلى ضبط مستويات السكر والضغط في الدم». ولفت التركي إلى أن «الأشخاص الذين يتبعون حمية لإنقاص الوزن معرضون للإصابة بأمراض الشبكية بعد نزول مستويات السكر في الدم». وعن كلفة علاج اعتلال الشبكية، أوضح أنه يكلف في السعودية حوالى 20 ألف ريال في المتوسط، قد تزيد أو تنقص بحسب نوع التأمين الذي يغطي الجراحة أو عدم وجود تأمين وبحسب حال المريض، مشيراً إلى أن «متوسط عدد من يجرون هذه الجراحة يصل إلى حوالى 40-45 مريضاً في الأسبوع، يحقن كل منهم بست حقن في عينه قبل إجراء الجراحة». من جهته، قال جراح الشبكية رئيس مركز طب وجراحة العيون في مدينة الملك عبدالله الطبية الدكتور إسماعيل بنتن: «إن المصابين بمرض السكري ل10 سنوات أو أكثر، هم الأكثر عرضة للإصابة باعتلال الشبكية السكري»، مشيراً إلى أن «احتمال الإصابة باعتلال الشبكية السكري يزداد كلما ازدادت فترة الإصابة بمرض السكري، وقلّ التحكم في مستوى السكر في الدم، وخصوصاً في حال كان المريض يعاني من أمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم ومستوى الدهون المرتفع ومشكلات الكلى».