حذر استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر بن عطية المزروعي مرضى السكري من إهمال الفحص الدوري للعينين، مبينا أنه في حالة الإصابة بمرض السكر فإن الجسم لا يستهلك ولا يخزن السكر بصورة سليمة، كما أن ارتفاع نسبة السكر بالدم قد يسبب الضرر للأوعية الدموية الموجودة بالشبكية (وهي طبقة الأعصاب في الجزء الخلفي من العين التي تحس بالضوء وترسل الصور التي يراها الإنسان للمخ). وأشار إلى أن غالبية المصابين بالسكري لا تظهر عليهم أي عوارض في المراحل الاولى من المرض، مع التنوية بأن الأعراض تبدأ عادة بالظهور في المراحل المتأخرة من الإصابة ومنها ضعف مفاجئ أو تدريجي في النظر، ظهور أجسام متحركة في مجال البصر، ظهور عتمة في مجال البصر، ألم في داخل العين في المراحل المتقدمة جداً. ولفت إلى أن الفرد عادة لا يشعر دائماً بالعوارض في المراحل الأولى من الإصابة لذا فإن الفحص الدوري لقاع العين ضروري ومهم لاكتشاف هذه التغييرات التي تعتبر إنذاراً مبكراً لإصابة شبكية العين بالمضاعفات، وفي حالة تجمع السوائل والدم في مركز الإبصار في الشبكية فمن الممكن أن تؤثر بشكل خطير على الرؤية المركزية وتؤدي إلى خسارة رؤية الأشياء الدقيقة، أما في المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية فتنمو أوعية دموية غير عادية وجديدة ضعيفة الجدار وسهلة النزف على سطح الشبكية، وهذه الأوعية الجديدة قد تؤدي إلى حدوث نزف متكرر على سطح الشبكية وداخل الجسم الزجاجي للعين، وتؤدي هذه المضاعفات في المراحل الأكثر تقدماً الى تليف الشبكية والجسم الزجاجي وانفصال الشبكية المعقد، والعوامل التي تزيد من شدة اعتلال الشبكية هي عدم ضبط مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة مدة الإصابة بداء السكري وظهور السكري في سن مبكرة والحمل. وعن العلاج قال: أفضل علاج هو منع تلف الشبكية قدر الإمكان، لذلك قد تصبح السيطرة الكاملة على معدل السكر في الدم ضرورية جداً لتقليل الخطر الممتد من فقدان البصر بسبب تلف الشبكية، وفي حالة وجود ارتفاع في ضغط الدم أو مشاكل في الكليتين فيعتبر علاج تلك الحالات مهماً جداً، وتعتبر جراحة الليزر ضرورية للمرضى الذين يعانون من استسقاء وتورم البقع الصفراء أو مرض الشبكية المتشعب أو الجلوكوما المصاحبة لانتشار الأوعية الدموية الجديدة. واكد على أن التشخيص المبكر لمرض الشبكية المصاحب للسكر هو أفضل وقاية ضد فقدان البصر بجانب التحكم في معدل السكر في الدم والمتابعة الدورية.