يعد داء السكري من الأمراض الأكثر انتشاراً في مجتمعنا، حيث وصلت نسبة المرضى المصابين إلى 23 % في عام 2004م بعد أن كانت 12 % للرجال و 14 % للنساء في عام 1997م، ومن الواضح أن نسبة المرضى المصابين بداء السكري في تزايد ملحوظ، ليس فقط على مستوى المملكة العربية السعودية ودول الخليج فحسب بل على مستوى العالم، ففي عام 1990م بلغ عدد المصابين بهذا المرض 150 مليون شخص، وفي عام 2010م وصل إلى 230 مليون مصاب، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض السكر إلى 300 مليون شخص بحلول عام 2025م، وينقسم مرض السكر إلى نوعين: النوع الأول (I): ويصيب الأطفال والشباب، ويعتمد على الأنسولين للعلاج، والنوع الثاني (II): يصيب الكبار (30سنة فما فوق)، ويعتمد على الحمية والأدوية عن طريق الفم وعلى الأنسولين في بعض الأحيان. وتعتبر شبكية العين المكان الوحيد في جسم الإنسان الذي يمكن من خلاله رؤية الأوعية الدموية الصغيرة مباشرة، لذا فإنها من الأماكن المهمة التي يمكن من خلالها الكشف عن العديد من الأمراض مثل السكر والضغط وغيرهما، وكما هو معلوم فإن داء السكري يؤثر على الأوعية الدموية الدقيقة وعلى الشعيرات الدموية في كافة أعضاء الجسم مثل القلب والعين والكلى والأعصاب وغيرها من الأعضاء، ويصاحب ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكر ارتفاع نسبة المضاعفات ومنها اعتلال الشبكية السكري، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية أن اعتلال الشبكية السكري يعد ثالث مسبب لفقدان الإبصار في العالم، فقد بلغت نسبة المرضى المصابين باعتلال الشبكية السكري إلى 31 % في إحدى الدراسات التي أقيمت في السعودية عام 1999م. وأود أن أنبه على أن مريض السكر قد يعاني من مرحلة متقدمة من اعتلال الشبكية السكري دون أن يلاحظ ذلك إلا إذا أصيب مركز الرؤية بارتشاحات أو نزيف حاد في الجسم الزجاجي، وهنا يبدأ المريض رحلة البحث المتأخرة عن العلاج، لذلك ينصح مريض السكر بالكشف الدوري على قاع العين حسب ما يراه الطبيب المختص. أدام الله على الجميع نعمة البصر. - د. عبدالله بن سليمان الخراشي / أستاذ مساعد واستشاري طب وجراحة العيون مركز الأعمال - م م ع ج