تطال المشكلات التي تصيب شبكية العين بسبب السكري المرضى الذين لا يضبطون معدل السكر في الدم الذين لا يتبعون نمط حياة سليماً ويحرصون على نظام غذائهم عبر الابتعاد عن الدهون وتناول الخضراوات، والامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة والمواظبة على تناول الدواء وإجراء الفحوصات الدورية بانتظام. لكن اليوم بات من الممكن أن نوقف تدهور حالة عين مريض السكري ونحميه من العمى فيما بعد عبر «اللايزر» وطرق العلاج الحديثة، خصوصاً إذا جاءت هذه الأخيرة مبكراً وفي مراحل المرض الأولى. ويبقى فحص قاع العين دورياً من الأمور الضرورية للوقاية من الاشتراكات ولتجنب المضاعفات التي قد تؤدي إلى العمى. إن أبرز المشكلات التي تصيب شبكية العين سببها اعتلال ناجم عن ارتفاع معدل السكر في الدم، وهذا الأخير هو السبب الأول لفقدان البصر عند البالغين في سن العمل بحسب الإحصاءات. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يؤثر السكري على العين وما علاقته بفقدان البصر؟ يؤثر السكري على أجزاء مهمة من العين وخصوصاً الشبكية والعدسة، ما يؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه. وتقع الشبكية في الجدار الخلفي للعين ويمرّ من خلالها الضوء إلى الخلايا العصبية التي تستقبله. السكري إذا، هو السبب الأول لفقدان البصر عند البالغين في سن العمل في المجتمعات المتحضرة نتيجة للمضاعفات الخطرة التي تصيب العين كإصابة شبكية العين المتقدمة والإصابة بمرض المياه البيضاء التي قد تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم تعالج جراحياً. وبعد مرور 15 عاماً على الإصابة بداء السكري يقدر أن نحو 2 في المائة من المصابين سيفقدون البصر كلياً و10 في المائة سيعانون ضعفاً حاداً فيه. ويجب أن تعلم أن غالبية المصابين بالسكري لا تظهر عليهم أي عوارض في المراحل الأولى من المرض، علماً أن هذه الأعراض تبدأ عادة بالظهور في المراحل المتأخرة من الإصابة وهي: * ضعف مفاجئ أو تدريجي في النظر. * ظهور أجسام متحركة في مجال البصر. * ظهور عتمة في مجال البصر. * ألم في داخل العين في المراحل المتقدمة جداً. ويمكن اكتشاف تأثير السكري على العين مبكراً واتخاذ الخطوات العلاجية المناسبة وذلك من خلال متابعة فحص العدسة وقاع العين دورياً للتأكد من سلامة البصر. وكلما أبكرنا في التشخيص جنّبنا العين المضاعفات. ومن المعلوم أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يضرّ بالشعيرات الدموية في أعضاء الجسم كافة، وخصوصاً شبكية العين. وهذا يؤدي إذا إلى اعتلال الشبكة ويزيد معدل الإصابة بمرض الشبكية مع طول فترة السكري. ويبلغ معدل الإصابة تقريباً 80 في المائة بعد مرور 15 عاماً على الإصابة بمرض السكري. وهذا يؤدي إلى ضعف في البصر لدى حوالي 35 في المائة من المصابين خلال 5 سنوات من اعتلال الشبكية، وخصوصاً مع عدم الاهتمام بتنظيم مستوى السكري في الدم. وفي بداية الإصابة تتلف الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية وهذا يؤدي إلى: انسداد الشعيرات الدموية فتنقص التغذية الدموية والأوكسيجين.