أكد مجلس محافظة الأنبار عودة التوتر الأمني إلى بعض مناطق الرمادي، وحذر من كارثة إنسانية واقتصادية في المناطق القربية من سد الفلوجة الذي يسيطر عليه المسلحون ويتحكمون به بشكل كامل. وقتل أمس 12 عراقياً في هجمات متفرقة. وقال عضو مجلس المحافظة طه عبد الغني إن «الوضع الأمني في الرمادي متذبذب في أكثر الأحيان». وأضاف إن «جنوب الرمادي ما زالت غير آمنة ويسيطر عليها المسلحون ما أدى إلى نزوح كثير من العائلات منها إلى مناطق أكثر أمناً». ونفى عبد الغني «وجود أي عملية عسكرية كبيرة ضد المسلحين غير معالجات بعض الخروقات». وزاد إن «انفجار سيارتين مفخختين داخل الرمادي استهدف أحدهما جسر الجزيرة على الطريق السريع قرب منزل رئيس صحوة العراق الشيخ أحمد أبو ريشة بينما انفجرت الأخرى قرب المجمع الحكومي في المحافظة». وأكد «سيطرة المسلحين على سد الفلوجة والتحكم به بشكل كامل». وأشار إلى «معلومات غير مؤكدة تحدثت عن قطع مسلحي داعش أسلاك التحكم بفتح بوابات السد لضمان بقاء إغلاقها». ولفت إلى أن «إغلاق السد أدى إلى غرق المناطق القريبة والماء بدأ يصل إلى مناطق واسعة شرق الفلوجة». وحذر من «كارثة إنسانية واقتصادية في المناطق المتضررة من الغرق لأن تلك المناطق يقطنها كذلك نازحون من الرمادي ما ضاعف معاناة أهالي هذه المناطق». ودعا عبد الغني الحكومة الاتحادية إلى إيجاد حلول سريعة لهؤلاء النازحين». وعن نية الحكومة شن حملة لاستعادة السيطرة على منطقة السد أكد «وجود حشود عسكرية قريبة»، لكنه أعرب عن اعتقاده «بصعوبة مثل هذه العملية لأنها كارثة جديدة تتمثل بسقوط مزيد من الضحايا». وأشار إلى أن «ما يصعب العملية هو أن تلك المناطق المغمورة بالماء بشكل كامل، ما يجعل حركة سير العجلات والمعدات العسكرية صعباً للغاية». وكانت وزارة الدفاع نعت في بيان قائد عمليات الجزيرة والبادية الفريق الركن حسن كريم خضير الذي لقي حتفه إثر سقوط طائرة مروحية كانت تقله، وأوضح بيان للوزارة: «أن المروحية كانت تقل قائد عمليات الجزيرة والبادية الفريق الركن حسن كريم خضير البيضاني وضابطين أحدهما آمر سرية وشخصين من طاقمها سقطت، مساء الثلثاء، نتيجة خلل فني لدى تحليقها فوق مقر قيادة العمليات شمال هيت غرب الأنبار، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً». من جهة أخرى، قتل 12 شخصاً في أعمال عنف متفرقة جديدة بينها هجوم انتحاري مزدوج بسيارتين مفخختين في محافظة الأنبار المضطربة غرب البلاد، بحسب ما أفادت مصادر. وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة «قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود وشرطي وأصيب 12 في هجوم انتحاري مزدوج بسيارتين مفخختين في مدينة الرمادي» (100 كلم غرب بغداد). وأضاف إن «الهجوم استهدف حوالى الساعة العاشرة صباحاً (07,00 تغ) نقطتي تفتيش في موقعين مختلفين يؤديان إلى مجمع مبان حكومية ومقر عسكري». ويضم المجمع ثلاثة مبان رئيسية هي مقر قيادة عمليات محافظة الأنبار ومجلس المحافظة ومكتب محافظ الأنبار. وأكد ضابط برتبة نقيب في الجيش تفاصيل الهجوم وأعداد الضحايا. ووقع الهجوم بعد ساعات قليلة على مقتل الفريق في الجيش العراقي حسن كريم خضير، قائد قوات الجزيرة والبادية، اثر تعرض مروحية كانت تقله إلى خلل فني أثناء هبوطها في إحدى مدن محافظة الأنبار. ويسيطر منذ نهاية العام الماضي مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وآخرون مناهضون للحكومة على مناطق في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار التي تشترك بحدود تمتد لحوالى 300 كلم مع سورية، وعلى كامل مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد). وفي بغداد، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة «قتل شخص في هجوم مسلح قرب منزله في منطقة الشعب. وقتل شخص آخر وأصيب خمسة بانفجار عبوة ناسفة عند سوق شعبية في منطقة سبع البور الواقعة إلى الشمال من بغداد. وفي المنطقة ذاتها قالت مصادر أمنية إن هجوماً آخر بقذائف الهاون «استهدف مقراً عسكرياً ما أدى إلى وقوع ضحايا» من دون الإشارة إلى تفاصيل أكثر. وأكدت مصادر طبية في مستشفى الكاظمية «تلقي جثتي جنديين ومعالجة تسعة جنود أصيبوا في الهجوم». وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد) قتل أحد قادة الصحوة ومرافقه في منطقة المزرعة (غرب) في هجوم نفذه مسلحون مجهولون منتصف النهار، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. كما قتل أحد عناصر شرطة المرور في هجوم بأسلحة مزودة كواتم للصوت في شمال الموصل (350 كلم شمال بغداد).