بدأت الحكومة الاوكرانية الاحد "عملية لمكافحة الارهاب" في الشرق ضد متمردين مسلحين موالين لروسيا، وردت موسكو بحض السلطات الموالية لاوروبا في كييف على وقف "الحرب على شعبها". وقال الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف في خطاب الى الامة ان "الدماء اهرقت في الحرب التي تشنها روسيا على اوكرانيا"، مضيفا انه امر ب"عملية واسعة النطاق مع القوات المسلحة لمكافحة الارهاب" بهدف وضع حد لهذه الاضطرابات. وسارعت موسكو الى الرد منددة ب"الامر الاجرامي لتورتشينوف باللجوء الى الجيش لقمع الاحتجاجات"، وطالبت باجتماع "عاجل" لمجلس الامن الدولي. وقال متحدث باسم الخارجية الروسية ان "تفادي حرب اهلية في اوكرانيا هو من مسؤولية الغرب". واعلنت الاممالمتحدة ان مجلس الامن سيعقد اجتماعا طارئا مغلقا مساء الاحد في الساعة 20,00 (00,00 ت غ) لبحث التطورات في شرق اوكرانيا. وقال دبلوماسي غربي في الاممالمتحدة فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان الاجتماع سيعقد بطلب من روسيا العضو الدائم العضوية في مجلس الامن والتي تعتبر ان "التصريحات الاوكرانية الاخيرة حول عملية +مكافحة الارهاب+ تهدد السلام والامن". ومن ناحيته، اعتبر الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الاحد ان اوكرانيا دخلت في الحرب الاهلية، حسب ما ذكرت وكالات الانباء الروسية. وقال ان "الدم قد اريق. اصبحت بلادنا في وضع جديد: بالواقع، بدأت الدخول في الحرب الاهلية". واتهم الرئيس الذي اطيح به في شباط/فبراير الماضي بعد مظاهرات دامية في العاصمة الاوكرانية كييف، الولاياتالمتحدة بالمشاركة مباشرة في الاضطرابات بشرق اوكرانيا. واضاف "اريد ان اتحدث عن الضلوع المباشر للولايات المتحدة في التطورات الاخيرة والتي لا تتدخل فقط في كل ما يجري في البلاد ولكنها تقول كيف وماذا يجب فعله" في اوكرانيا. وشهدت مدن الشرق الاوكراني المحاذي لروسيا سلسلة هجمات منسقة السبت شنها مسلحون يرتدون بزات عسكرية من دون شارات. ويلقي هذا التصعيد بظله على المحادثات المقررة الاسبوع المقبل لمحاولة حل اسوأ ازمة بين الشرق والغربي منذ نهاية الحرب الباردة. كما يثير مخاوف من استغلال موسكو التي حشدت 40 الف جندي على الحدود هذا الوضع كذريعة للتدخل، بعد ان وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدفاع عن المواطنين الروس في الاتحاد السوفياتي السابق "باي ثمن". وتذكر الاحداث في شرق اوكرانيا بما حصل خلال اذار/مارس في القرم التي انضمت الى روسيا بعد تدخل مجموعات مسلحة واجراء استفتاء مثير للجدل. واضاف تورتشينوف "لن ندع روسيا تكرر سيناريو القرم". والاحد، قارن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن والسفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سامنتا باور الوضع في الشرق بما جرى في القرم، منددين ب"ضلوع" موسكو في هذا الامر. وقال وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف ان الهجوم المضاد الذي بدا صباح الاحد خلف قتيلا وخمسة جرحى في صفوف الاوكرانيين و"عددا غير محدد" من الضحايا لدى الانفصاليين. واوضح ان العملية تركزت في سلافيانسك حيث استولت مجموعة مسلحة على مقار الشرطة والاجهزة الامنية رافعة العلم الروسي. من جهتها، تحدثت الادارة المحلية عن قتيل وتسعة جرحى. وشاهد مصور لفرانس برس سيارات مدنية تحمل اثار رصاص على طريق قرب سلافيانسك اثر حادث اسفر عن قتيل بحسب الادارة المحلية وشهود. واكدت وكالة ريا الروسية ان مدنيا قتل في هذه المدينة. غير ان مصورين لفرانس برس في المكان لم يشهدوا معارك داخل المدينة التي حلقت فوقها المروحيات العسكرية. وسيطر المهاجمون على احد الجسور التي تجيز الدخول الى المدينة التي تضم نحو 100 الف نسمة. واحتشد مدنيون موالون لروسيا تحت المطر ووسط الصقيع لحماية المباني المحتلة. وندد افاكوف باستخدام "دروع بشرية". وبدا المهاجمون منظمين ومجهزين. واقدمت مجموعة مشابهة على السيطرة على مركز الشرطة ومقر بلدية مدينة كراماتورسك المجاورة بحسب السلطات المحلية. وشهدت مختلف مدن الشرق الاحد تظاهرات موالية لروسيا ومن اجل وحدة اوكرانيا بحسب السلطات المحلية. وفي ماريوبول على البحر الاسود سيطر المتظاهرون بلا اي مقاومة على مقر الادارة المحلية ورفعوا علم "جمهورية دونيتسك". وفي خاركيف كبرى مدن الشرق التي شهدت اعمال شغب موالية لروسيا وقعت مواجهات بين متظاهرين من المعسكرين اسفرت عن جرح نحو 50 شخصا بحسب السلطات المحلية. وبعد سلسلة اولى من عمليات التمرد في السادس من نيسان/ابريل، اعلن موالون لروسيا في دونيتسك كبرى مدن الشرق "جمهورية ذات سيادة"، مع انهم لا يسيطرون سوى على مبنيين. وهم يطالبون بالحاقهم بروسيا او على الاقل بتعديل الدستور الاوكراني لينص على الفدرالية من اجل منح المناطق سلطات واسعة. وترفض حكومة كييف ذلك وتعتبره تمهيدا لتفكك البلاد. ولا تقبل سوى "بالغاء المركزية". ولم تعترف موسكو البتة بالحكومة الانتقالية الاوكرانية التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط/فبراير اثر تظاهرات دامية في كييف. وتنفي روسيا اي مسؤولية لها عن الاضطرابات واكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف مجددا السبت ان موسكو لا تنوي البتة الحاق مناطق شرق اوكرانيابروسيا. وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه الكبير من "المخاطر المتزايدة لحدوث مواجهات عنيفة"، داعيا كل اطراف الازمة في اوكرانيا الى "اظهار اكبر قدر من ضبط النفس". واعلن عن مباحثات بين روسياواوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الخميس المقبل في جنيف لكن روسيا اعلنت السبت انه لم يتقرر اي شيء لا سيما بشان "صيغة" المباحثات وشددت على ضرورة ان يتمتع الموالون لروسيا بامكانية التمثيل وطرح "مطالبهم المشروعة". وصعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الاسبوع وتيرة الازمة بالتحذير من انها قد تعرض الى الخطر امدادات اوروبا من الغار. ويعبر نحو 13% من الغاز الذي تستهلكه اوروبا اوكرانيا التي لديها مستحقات بمليارات الدولارات لموسكو من ديون الغاز. وهدد بوتين بقطع الامدادات اذا لم تسدد المتأخرات.المصدر ا ف ب