باتت أوكرانيا على حافة نزاع عسكري واسع، إذ أعلنت سلطاتها أنها ستشنّ «عملية شاملة لمكافحة الإرهاب» ضد انفصاليين موالين لموسكو احتلوا مقار رسمية شرق البلاد، ما قد يُواجَه بتدخل عسكري روسي. (للمزيد) وقال الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف إن بلاده لن تسمح ب «تكرار سيناريو القرم» في شرق أوكرانيا، في إشارة إلى ضم روسيا شبه الجزيرة على البحر الأسود، بعد «استفتاء» بين سكانه. وأضاف في خطاب إلى الأمة وجّهه عبر التلفزيون، أن سلطات كييف قرّرت شنّ «عملية شاملة لمكافحة الإرهاب، تشمل الجيش»، ضد الانفصاليين الموالين لموسكو. واتهم «المعتدي» الروسي ب «شنّ حرب على أوكرانيا، أهرقت دماءً»، إذ «يتابع زرع فوضى في شرق البلاد». لكنه عرض الامتناع عن ملاحقة أي ناشط يسلّم سلاحه بحلول صباح اليوم. واعتبرت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور أن الأحداث الأخيرة في أوكرانيا تحمل «دلائل واضحة على ضلوع موسكو»، إذ تذكّر ب «مؤشرات شاهدناها في القرم». وأضافت: «ما يحصل محترف ومنسق، ولا عوامل محلية هنا». ولفتت إلى أن العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو «دفعت الروبل إلى أدنى مستوى له تاريخياً» والى تراجع البورصة الروسية وهروب استثمارات، وزادت: «تبيّن أن العقوبات يمكن أن تلحق ضرراً، وسنشددها إذا استمرت هذه التحركات» الروسية. وأعلن وزير فرنسي أن بلاده «ستُضطر إلى فرض عقوبات جديدة، في حال حدث تصعيد عسكري» في أوكرانيا، فيما رأى الحلف الأطلسي «تطوراً خطراً» في «عودة ملثمين يحملون أسلحة روسية ويرتدون بزات عسكرية روسية لا تحمل شارات (في شرق أوكرانيا)، كما حصل لدى ضم القرم». ودعا الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن موسكو إلى «تهدئة التوتر وسحب قواتها» المنتشرة على حدود أوكرانيا، محذراً من أن «أي تدخل عسكري جديد، أياً تكن ذريعته، سيفاقم عزلة روسيا على الساحة الدولية». في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحكومة الأوكرانية بالعجز عن أن «تأخذ في الاعتبار الحاجات والمصالح المشروعة للسكان الروس والناطقين بالروسية». وأعلنت الخارجية الروسية أن لافروف سيزور بكين غداً حيث سيناقش «الوضع في أوكرانيا» مع نظيره الصيني وانغ يي والرئيس شي جينبينغ. واعتبرت أن «الصين تتخذ في مقاربتها، موقفاً متوازناً وموضوعياً وتبدي تفهماً لكل العناصر بما فيها التاريخية التي أدت إلى الحقائق الجديدة في المنطقة»، في إشارة إلى أحداث أوكرانيا. وكان مسلحون موالون لموسكو سيطروا السبت في شكل شبه كامل على مدينة سلافيانسك التي تبعد نحو 150 كيلومتراً من الحدود الروسية، وأقاموا متاريس على مشارفها. وأمام مقرّ الشرطة الذي سيطر عليه المسلحون، تجمّع حوالى مئة مدني مطالبين بتنظيم استفتاء لنيل حكم ذاتي أو الانضمام إلى روسيا. وأعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف سقوط «قتلى وجرحى من الجانبين» في «عملية لمكافحة الإرهاب» شنّتها سلطات كييف ضد المسلحين الموالين لموسكو في سلافيانسك. وبين القتلى ضابط في أجهزة الأمن الأوكرانية، فيما أوردت وسائل إعلام روسية أن ناشطاً موالياً لموسكو قُتل وجُرح اثنان. وفي مدينة كراماتورسك التي تبعد 15 كيلومتراً عن سلافيانسك، احتل مسلحون مقر الشرطة بعد اشتباك مع أفرادها. كما سيطر انفصاليون على مقر الإدارة المحلية في بلدية ماريوبول، ورفعوا علم «جمهورية دونيتسك»، بعد تظاهرة شارك فيها حوالى ألف شخص، دعت إلى قيام جمهورية منفصلة في شرق أوكرانيا. واتّسعت الاضطرابات لتشمل بلديات في شرق أوكرانيا، بينها مدينة دونيتسك التي تقطنها مجموعة كبرى ناطقة بالروسية. وفي مدينة خاركوف، جُرح 50 شخصاً بصدام بين موالين للحكومة الأوكرانية ومؤيدين لروسيا حاصروا مقر المجلس المحلي.