افتتح أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمس، فعاليات أعمال «مؤتمر سابك الفني الثاني عشر» والمعرض المصاحب، تحت عنوان «التميّز في تكامل الأصول»، بحضور رئيس الهيئة الملكية ل «الجبيل وينبع» رئيس مجلس إدارة «سابك» الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، ونائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي يوسف بن عبدالله البنيان، وعدد من كبار مسؤولي المنطقة الشرقية، وذلك في «مركز الملك عبدالله الحضاري» في مدينة الجبيل الصناعية. ويهدف المؤتمر، الذي يُعقد كل سنتين ويجمع عدداً من كبار الرؤساء التنفيذيين ورؤساء الشركات الصناعية والعلماء والباحثين المهندسين والخبراء الفنيين من داخل المملكة وخارجها، إلى تبادل الخبرات والآراء حول المواضيع ذات الصلة. وتجوّل سعود بن نايف في أرجاء المعرض المصاحب لفعاليات المؤتمر، وعبر عن إعجابه بما احتواه المعرض الذي يضم 365 شركة عالمية ومحلية من 35 بلداً، على مساحة 65 ألف متر مربع. وانطلقت فعاليات «مؤتمر سابك الفني الثاني عشر»، بكلمة له تناول فيها دور «سابك» في مجال نقل التقنية وتوطينها في المملكة، مؤكداً أن «الشركة كانت رائدة منذ البداية في نقل أحدث التقنيات العالمية إلى المملكة، وأهّلت أجيالاً متعاقبة لحمل هذه التقنيات وتطويرها وابتكار جديدها». وأضاف: «نجحت الشركة، من خلال الإبداع والابتكار، في بلوغ المرتبة الرابعة على قائمة أكبر 100 شركة بتروكيماوية على الخريطة العالمية». ولفت إلى أن «أهداف المؤتمر تلتقي مع الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020» خصوصاً في الجوانب المتعلقة بتعزيز الإبداع والابتكار، «ونقل التقنيات العالمية المتقدمة، وإعداد أبناء الوطن لحملها، وبناء كوادر بشرية مؤهلة لتطويرها، وإثراء المحتوى التعليمي، ودعم الاقتصاد المعرفي». وأشار إلى أن «نهج شركتي أرامكو وسابك في مجال الابتكار وتطوير العمليات التصنيعية، التي تتجسد في مشروعهما المشترك لتحويل النفط إلى كيماويات، وفي مشروعي سابك مع أكسون موبيل لاستثمار الغاز الصخري، ومع شركة شينهوا نينغيشيا لتحويل الفحم إلى مواد كيماوية». وأكد الفالح في كلمته أن «سجل المملكة حافل بالإنجازات في مجالات التنمية عموماً، والتنمية الاقتصادية والصناعية خصوصاً»، مشيراً إلى أن «القطاع الصناعي يقف اليوم على ثلاث ركائز أساس، وهي النفط والبتروكيماويات والتعدين، تساهم كلها في تنويع مصادر الدخل ودعم صناعات وقطاعات اقتصادية أخرى». وأشاد «بتطلعات القيادة الحكيمة وطموحات أبناء الوطن التي لا تقف عند هذه الإنجازات، إذ جاء إطلاق رؤية المملكة 2030، التي تهدف في إطارها إلى النهوض بالمحتوى المحلي، وتحديداً في قطاع النفط والغاز من 40 إلى 75 في المئة، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من 20 إلى 35 في المئة، وتطوير القدرات التصديرية للصناعة لرفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16 إلى 50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ورفع مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من 40 إلى 65 في المئة، وجذب الاستثمارات النوعية والكفاءات والمواهب الوطنية والعالمية وفق أولوياتنا الوطنية». وأضاف: «تقوم منظومة التصنيع السعودية على ثلاثة مسارات أساس، تتلخص في البناء على القدرات التي توفرها ركائز الصناعة السعودية، والتوسع في قطاعات صناعية متعددة، بما فيها الصناعات التحويلية، والعمل على توطينها»، موضحاً أن «المسار الثاني يتمثل في السياسات والتشريعات التي تدعم القطاع الصناعي عموماً والصناعات التحويلية خصوصاً، في حين أن المسار الثالث يختص بالتنافسية في السوق العالمية التي تتزاحم فيها الشركات الصناعية، وتتطلب التطوير المستمر للجودة وتميز الأداء بما يعزز مستوى الموثوقية والكفاءة». وأكد الفالح أن «شعار المؤتمر الثاني عشر يعكس تركيز سابك القوي على تحقيق مستوى عالٍ من التكامل بين أصولها التصنيعية، وتحقيق أهداف الاستدامة في كل عملياتها التصنيعية، في إطار مضيها قدماً نحو تحقيق إستراتيجية الشركة لعام 2025». وأشاد أمير المنطقة الشرقية ب «الإنجازات العالمية لشركة سابك وجهودها لتعزيز الاقتصاد الوطني»، مرحباً في الوقت ذاته بالمشاركين في الجبيل والتي تضم أكبر مصانع «سابك»، ودورها الريادي في تعزيز التقنية والابتكار. وأضاف أن «اهتمام سابك بالابتكار وتحفيزه يساهم أيضاً في خلق الكثير من الفرص المهمة للشباب ليبدعوا ويصبحوا قادرين على تأسيس مشاريعهم الخاصة، ما يدفع بمزيد من شبابنا إلى سوق العمل متسلحين بإرادة وعزيمة قويتين وبمعرفة وعلم مفيدين». وقال: «الحديث عن سابك يمتد بطول قامتها في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، وبحجم إنجازها ومساهماتها الفاعلة في خطط المملكة التنموية، وأثبتت مرونتها وقدرتها الكبيرة على حمل مسؤولياتها الوطنية، فمنذ الإعلان عن إطلاق رؤية 2030، تؤكد الشركة توافق إستراتيجيتها لعام 2025 مع هذه الرؤية». وأضاف: «أشعر بفخر شديد بإنجازات هذا الصرح الكبير وطموحاته الوثابة، وأسعدني كثيراً أن يتحول الاجتماع السنوي الفني للشركة إلى مؤتمر». وأكد أنه على يقين من أن المؤتمر سيحقق أهدافه لأنه يضم علماء «سابك» والمبدعين من المملكة والعالم، مشدداً على أن «تحول الاجتماع هذا العام إلى مؤتمر، يشكل اعترافاً بنجاحه طوال السنوات الماضية، وشهادة لمدينة الجبيل باعتبارها مدينة جاذبة لصناعة المؤتمرات والفاعليات، وهي صناعة ذات فوائد جمة، على رأسها إيجاد فرص عمل لأبناء المنطقة، وتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في شكل مباشر».