وصف أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، مدينة الجبيل بأنها أصبحت منارة للصناعة البتروكيماوية والصناعات التحويلية المتكاملة على مستوى العالم، مما يجسد بعد نظر القيادة وصواب رؤيتها في تحقيق أفضل عائد من مواردنا الطبيعية من خلال جلب التقنيات وتوطينها وبناء منظومة صناعية متطورة وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن وبناته وهم ركيزة البناء وعماد مستقبله. جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاحه أمس، فعاليات مؤتمر سابك الفني ال12. وقال الأمير سعود بن نايف: «لا شك أنكم تدركون أن البحث العلمي والابتكار من أهم الركائز التي تستند عليها الصناعة، ومما يحسب لسابك عنايتها واهتمامها بالجانب البحثي وهو ما تؤكده مراكزها البحثية المنتشرة حول العالم التي أصبحت إحدى العلامات الفارقة في تميز الشركة وبلوغها مكانة متقدمة بين مثيلاتها على المستوى العالمي». وأضاف: «تأكيداً على ما سبق، ها نحن في هذا المؤتمر العالمي الذي يستضيف نخبة من العلماء والباحثين والتقنيين من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات ونثر الإبداع مع نظرائهم من شركة سابك، حيث أصبح هذا المؤتمر بفعالياته المتعددة من أهم المحطات الإبداعية لسابك التي صدر الأمر الملكي الكريم في عام 1396ه على تأسيسها بالتوازي مع الأمر الكريم بتأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع في عهد المغفور له الملك خالد طيب الله ثراه ، وحظيت بدعم الملك فهد والملك عبدالله رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، واستمرت هذه الإنجازات في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وستبقى عماداً من أعمدة الصناعة في بلدنا الغالي والعالم، بفكر أبنائها وإبداعاتهم المستمرة». وأكد الأمير سعود بن نايف أن الحديث عن سابك يمتد بطول قامتها في الأسواق المحلية والعالمية وبحجم إنجازها وإسهامها الفاعل في خطط المملكة التنموية، وأثبتت مرونتها وقدرتها الكبيرة على حمل مسؤوليتها الوطنية. وتابع: «منذ الإعلان عن إطلاق رؤية 2030 تؤكد لنا سابك توافق استراتيجيتها مع رؤية المملكة التي ستشكل حجر الزاوية في التنمية الصناعية بالبلاد والارتقاء بالصناعة التحويلية وفتح مجالات استثمارية جديدة توفر مزيداً من فرص العمل لأبنائنا وبناتنا». ورحب الأمير سعود بن نايف بجميع المشاركين وضيوف سابك، كما شكر رئيس الهيئة الملكية بالجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة شركة سابك الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، وجميع القائمين على هذا المؤتمر المتميز، متمنياً لهم النجاح، وداعياً الجميع إلى الاستمتاع بمدينة الجبيل والمنطقة الشرقية. من جهته، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح إن المؤتمر بالغ الأهمية لصناعة البتروكيماويات في المملكة والشرق الأوسط، مبيناً أن العالم يمر اليوم بتحديات اقتصادية كبرى وتطورات تقنية متسارعة تؤثر في ديناميكية الأسواق، وترفع مستويات المنافسة العالمية وبالذات بزوال حواجز التجارة العالمية، مشيرا إلى أن البقاء في عالمنا اليوم هو للأقوى تقنياً وبشرياً، ولمن يتمكن من وضع الاستراتيجيات والخطط التي توظف هذه التقنيات والقدرات البشرية المؤهلة لبناء اقتصاد متين تكون الصناعة هي قاعدته الصلبة. وأكد أن سجل المملكة العربية السعودية حافل بالإنجازات في مجالات التنمية عموماً، والتنمية الاقتصادية والصناعية خصوصا، وأضاف: «قبل ما يزيد على 80 عاماً بدأت بلادنا مسيرة صناعتها النفطية وهي اليوم تتصدر صناعة النفط العالمية بموثوقية عالمية». وأوضح الفالح أن شركة سابك تعتبر الآن عملاقاً صناعياً عالمياً تنتشر مبيعاتها في أكثر من 80 بلدا حول العالم، مؤكداً أن قطاع المملكة الصناعي اليوم يقف على ثلاث ركائز أساسية وهي النفط والبتروكيميائيات والتعدين، تسهم جميعها في تنويع مصادر الدخل ودعم صناعات وقطاعات اقتصادية أخرى. إلى ذلك، شدد نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التصنيع بشركة سابك المهندس أحمد الشيخ، على أن طموح شركة سابك لا يتوقف عند إقامة المؤتمر التقني الحالي، بل تطمح للوصول للعالمية، حيث أن أغلب المشاركين في المؤتمر الحالي هم جهات خارجية. وقال في رده حول سؤال «الشرق»، عن تحول شركة سابك من جهة مستوردة إلى جهة مبتكرة للتقنية ومالكة ومرخصة لها: «سابك بالفعل تحولت عبر عديد من الخطوات إلى جهة مالكة ومبتكرة للتقنية والابتكار، ولديها حاليا 22 مركز أبحاث حول العالم وفي أغلب الدول الكبرى، وأضاف: «كذلك لدينا 2000 عالم وباحث، و11 ألف براءة اختراع، وكل هذا نتج من خطوات اتخذتها الشركة للوصول إلى التقنية وامتلاكها بل وتصديرها».