عاد السباق الرئاسي الأميركي إلى مربع الصفر أمس، مع تحقيق المرشح الجمهوري دونالد ترامب قفزة في الاستطلاعات، وتقدمه للمرة الأولى منذ أشهر على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بعد تفجير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) قنبلة بإعلانه عن إعادة النظر في بريد مساعدة وزيرة الخارجية السابقة بحثاً عن تجاوزات. وعلى وقع ذلك، أخذت الحملتان نبرة هجومية وسلبية في الأيام الستة الأخيرة قبل التصويت، ودخلت صحيفة «نيويورك تايمز» على خط الحملة أمس، متهمة المرشح الجمهوري باعتماد أساليب «مريبة قانونياً» للتهرب من الضرائب، إلى حد أن محاميه أكدوا له أن الحكومة ستعتبرها تجاوزات. وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على وثائق تفيد بأن ترامب كان يجهد لتجنب خطر الإفلاس في تسعينات القرن الماضي، وسعى إلى تفادي التصريح عن مداخيل بمئات الملايين من الدولارات. ولفتت الصحيفة إلى أن الكونغرس منع لاحقاً أحد الأساليب التي اعتمدها ترامب لتجنب دفع الضرائب. تزامن ذلك مع تحقيق ترامب أول قفزة له في استطلاع ل «واشنطن بوست» وشبكة «آي بي سي»، وتقدمه بنقطة واحدة بنسبة 46 في المئة له في مقابل 45 في المئة لكلينتون. وأتى ذلك بعد خمسة أيام على رسالة مدير «أف بي آي» جايمس كومي حول التحقيق في بريد مساعدة كلينتون. غير أن الأميركية الأولى سابقاً تقدمت في سباق ثنائي ضد ترامب بنسبة 48 في المئة في مقابل 47 في المئة لمنافسها، فيما أعطى استطلاع ل «أن بي سي» تقدماً بنسبة 6 نقاط لكلينتون. وفي ظل تقلب وغموض في الاستطلاعات، عادت الحملتان إلى اللهجة الهجومية والسلبية للتأثير في الناخب الأميركي في الأيام الأخيرة من الحملة قبل الاقتراع العام يوم الثلثاء المقبل. وأطلقت كلينتون هجوماً إعلامياً نارياً ضد ترامب، ونددت بالخطر الذي يمثله خصمها الجمهوري في حال أوكل إليه قرار استخدام السلاح النووي. وعزز هجوم كلينتون دعم عشرة ضباط سابقين كانوا مكلفين الإشراف على إطلاق الصواريخ الباليستية النووية في حال استخدامها، وهم كتبوا رسالة ضد دونالد ترامب. وجال المرشح الجمهوري في ولايات تصوت للديموقراطيين تقليدياً، من بينها ميتشيغان وبنسلفانيا، وكثف هجومه على كلينتون في قضية ال «أف بي آي». وقال ترامب في تجمع انتخابي في غراند رابيدز في ولاية ميتشيغان حيث فاز أوباما في الانتخابات الأخيرة: «إذا انتخبت هيلاري، ستكون موضع تحقيق جنائي مطول، وربما محاكمة جنائية»، مؤكداً أنها «وحدها مسؤولة». وزاد أن «انتخابها سيغرق الدولة وبلادنا في أزمة دستورية». في المقابل، دعت كلينتون الناخبين في ولاية أوهايو إلى الهدوء وسط العاصفة. وعادت إلى التنديد بشخصية خصمها، منتقدة أطباعه النزقة. وقالت كلينتون في سينسيناتي: «تصوروه في المكتب البيضاوي، في مواجهة أزمة حقيقية». وعلى رغم اقتراب السباق، تحظى كلينتون بأرجحية بسبب تقدمها في ولايات حاسمة عدة، من بينها بنسلفانيا، بفارق 11 نقطة. كما يتقدم الديموقراطيون في التصويت المبكر بهامش واسع (ست نقاط) في نورث كارولاينا ونيفادا غرباً. وتجعل هذه الأرقام من الصعب على ترامب جمع أصوات الكليات الانتخابية ال270 المطلوبة للفوز.