«الحياة»، في وقت تواصلت فيه ردود الفعل الغاضبة من دول ومنظمات العالم الإسلامي، بعد استهداف ميليشيا الحوثي مكة بصاروخ باليستي اعترضته دفاعات التحالف العربي، رفض رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي أمس تسلم خريطة الطريق للأزمة اليمنية، التي قدمها المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. وقال هادي، خلال استقباله إسماعيل ولد الشيخ في الرياض أمس، في حضور نائبه الفريق ركن علي محسن صالح ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر: «إن خطة ولد الشيخ أحمد بعيدة كل البعد عن الحل، ولا تحمل إلا بذور الحرب حال تسلمها أو قبولها والتعاطي معها، باعتبار أنها تكافئ الانقلابيين»، مضيفاً: «إنها تعاقب الشعب اليمني وشرعيته التي ثارت في وجه الكهنوت والانقلابيين، الذين دمروا البلد واستباحوا المدن والقرى وهجّروا الأبرياء وقتلوا العزّل والأطفال والنساء». وأشار إلى أن تنديد الشعب اليمني بتلك الأفكار، أو ما يسمى بخريطة طريق، «تأتي ليقينه بأنها ليس إلا بوابة نحو مزيد من المعاناة والحرب، وليست خريطة سلام أو تحمل شيئاً من المنطق تجاهه». وأعلنت قيادات الدولة كافة، خلال الاجتماع - بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية - عدم قبولها أو استيعابها تلك الرؤية والأفكار التي رفضت وترفض مجتمعياً وسياسياً وشعبياً ومن الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني كافة، التي عبرت صراحة عن موقفها المعلن تجاه ذلك. وطالبت القيادات اليمنية المبعوث الأممي بأن يكون مدركاً ومستوعباً لمتطلبات السلام في اليمن، «الذي لن يتأتى إلا بإزالة أثار الانقلاب والانسحاب وتسليم السلاح وتنفيذ ما تبقى من الاستحقاقات الوطنية المؤكدة في مرجعيات السلام المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة». من جانبه، أكد المبعوث الأممي حرصه الدائم على السلام في اليمن وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعب اليمني، متمنياً أن تضع الحرب أوزارها وتعود اليمن موحدة فاعلة في إطار محيطها. وأكد ولد الشيخ بذل قصارى جهوده، على رغم صعوبة المرحلة، من أجل تحقيق ذلك، مستمعاً إلى مجمل الأفكار والإيضاحات التي دارت خلال اللقاء. ميدانياً، أصيب أربعة أشخاص في انفجار سيارة ملغومة قرب مقر البنك المركزي اليمني في مدينة عدن أمس (السبت)، من دون أن تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادثة. وأعلنت وزارة الداخلية أمس - بحسب وكالة الأنباء اليمنية - إحباط مخطط لتنفيذ عملية إرهابية ترتبط بميليشيا الحوثي وصالح كانت تستهدف البنك المركزي في العاصمة الموقتة عدن. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن أحد أفراد النقطة الأمنية اعترض السيارة المفخخة، التي كانت تستهدف البنك لتفجيره. وأشار إلى أن العملية الإرهابية أسفرت عن إصابة أربعة من أفراد رجال الأمن، أحدهم الذي اعترض السيارة. وألحق الانفجار أضراراً طفيفة بالمبنى الواقع في منطقة كريتر (وسط عدن)، فيما احترقت سيارتان مجاورتان له، إحداهما تابعة لحراس الأمن، والأخرى خاصة. وتأتي هذه الحادثة بوصفها أول محاولة لمهاجمة البنك المركزي، منذ قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي في أيلول (سبتمبر) الماضي تعيين محافظ جديد له ونقل مقره من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، إلى مدينة عدن حيث يوجد مقر الحكومة. في سياق متصل، أحرزت وحدات الجيش، مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي أمس، تقدماً جديداً باتجاه منطقة بني بارق بمديرية نهم شرق صنعاء، مكبدة ميليشيا الحوثي وعلي صالح خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة: «إن المعارك العنيفة التي تخوضها قوات الجيش والمقاومة تجري تحت غطاء جوي مكثف من طيران التحالف العربي»، مضيفاً: «إن المقاتلات شنت غارات جوية عدة، نتج منها إحراق دبابة وتدمير عربة تابعة للميليشيا». واستهدفت غارات طيران التحالف تعزيزات للميليشيا كانت في طريقها إلى منطقة نهم، إذ تمكنت الغارات من إحراق ثلاثة أطقم، نتج منها مصرع وجرح 20 عنصراً من الميليشيا كانوا على متنها. وفي تعز، شنت طائرات التحالف العربي ثلاث غارات استهدفت مواقع لميليشيا الحوثي وعلي صالح في الصلو جنوبالمدينة. وتمكن الجيش والمقاومة من تحرير مناطق جديدة جنوبي المحافظة، وسط انهيار في صفوف الميليشيا، وذلك بعد أن شن أمس هجوماً على مواقع الميليشيا في جبهة الشقب وسيطر على أربع مواقع، هي الكريف، والفراوش، وأكمة ذا الريش، وفوق الرازي. واستمرت المواجهات بين مديريتي الوازعية «والشمايتين» غرب محافظة تعز، إذ كثفت ميليشيا الحوثي وقوات صالح هجومها على مواقع الجيش والمقاومة في جبل الضعيف وجبل جرداد غرب الشمايتين. سياسياً، قررت الحكومة اليمنية وقف تحويل إيرادات الغاز المنزلي إلى البنك المركزي في صنعاء، الخاضع لسيطرة الحوثيين، فيما طلبت الحكومة اليمنية من محافظ مأرب فتح حسابات في البنك المركزي - فرع مأرب، لإيداع إيرادات الغاز البالغة مليون دولار يومياً.