تصاعدت الاشتباكات مع تنظيم «داعش» في أفغانستان، حيث أعلنت السلطات مقتل 27 من مسلحيه في معارك خلال الساعات ال48 الأخيرة، غير أن اللافت اعتراف كابول بتمدد التنظيم في ولايات عدة شمالاً وجنوباً، بعدما اقتصر تواجده على مناطق شرق أفغانستان المحاذية لباكستان. وأوردت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان أمس، أن الاشتباكات مع «داعش» شملت ولايات بكتيا وبكتيكا وقندهار وأوروزجان (جنوب شرقي) وهيرات (غرب) وقندوز (شمال) وعدداً آخر من الولايات، ما يعني تمدد انتشار مسلحي التنظيم في معظم المناطق الأفغانية. ولم يشر البيان إلى خسائر بشرية في صفوف القوات الأفغانية، لكنه تحدث عن وقوع 87 جريحاً في صفوف «داعش» إضافة إلى القتلى ال27، ولفت إلى مشاركة قوات الجيش والشرطة وأجهزة أمنية أخرى في العمليات ضد التنظيم الإرهابي. وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية تدمير ثمانية مجمعات للتنظيم الإرهابي خلال العمليات وضبط 660 كلغ من مادة نترات الأمونيا التي تستخدم في صناعة المتفجرات وأسلحة ومعدات أخرى. وتأتي عمليات وزارة الدفاع بعد أيام من إقدام مسلحي «داعش» على قتل 36 قروياً من بينهم أطفال في ولاية غور غرب أفغانستان الأربعاء الماضي، وذلك انتقاماً لمقتل قيادي في التنظيم الإرهابي عرف باسم «فاروق» برصاص القوات الأفغانية مطلع الأسبوع. ونجح التنظيم في شراء ولاءات قياديين سابقين في «طالبان» و «القاعدة» وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن عن تواجد مسلحيه بأعداد كبيرة في أفغانستان، إذ سبق أن أعلن «داعش» مسؤوليته عن هجومين كبيرين استهدفا الشيعة في كابول، أحدهما في تموز (يوليو) الماضي، أسفر عن سقوط 85 قتيلاً وأكثر من 400 جريح، والثاني في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وأوقع 18 قتيلاً و50 جريحاً. لكن كل المؤشرات كانت تدل على أن تمركز التنظيم يقتصر في شكل أساسي على بعض المناطق في ولاية ننغرهار (شرق) وعاصمتها جلال آباد. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في كابول أن القوات الأفغانية قتلت 36 من مقاتلي حركة «طالبان» قرب لشكر جاه في ولاية هلمند جنوبأفغانستان، في إطار محاولات الحكومة فك الحصار عن المدينة وهي أحد ثلاثة مواقع في الولاية لا تزال تحت سيطرتها بعد تمركز مسلحي الحركة في سائر أنحاء الولاية الاستراتيجية التي تعد من أهم معاقلهم جنوب البلاد. وكشف مسؤولون في الرئاسة الأفغانية إن هجمات «طالبان» تكلف الخزينة الأفغانية خسائر بملايين الدولارات، واتهموها بأنها لا تؤمن إلا بالعنف واستخدام السلاح وترفض أي دعوة للحوار وإيجاد حل سلمي للصراع. وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية شاه حسين مرتضوي إن «طالبان» لا تفرق في هجماتها بين عسكريين ومدنيين، مشيراً إلى أن مقاتلي الحركة دمروا جسرين وأكثر من 170 منزلاً خلال شهرين، إضافة إلى 302 مدرسة و40 مركزاً صحياً.