أن تكون في الحزب الديموقراطي الأميركي اليوم، فهناك كثير مما يدعو إلى التفاؤل، فمن تقدم مرشحة الحزب المفترضة للرئاسة هيلاري كلينتون على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إلى تنامي فرص استعادة الديموقراطيين لمجلس الشيوخ والسيطرة على المحكمة العليا، تلوح أفق منافسة انتخابية تاريخية ل «الحزب الأزرق» (الديموقراطي) في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وما بعد ولايتَي الرئيس باراك أوباما. وعزز هذه الفرضية تحول كلينتون نفسها نحو خطاب شعبوي أمس، لمنافسة ترامب بعد تصويت «البريكسيت»، واستعانتها بنجمة اليسار الأميركي، السناتور عن ماساشوستس إليزابيث وارن، التي دخلت على خط الحملة. وطرح دخول وارن من باب ولاية أوهايو الحاسمة، حيث شاركت في تجمع انتخابي ضخم مع كلينتون، فرضية اختيار وارن لمنصب نائب الرئيس وفي أول تذكرة رئاسية نسوية لأي حزب في التاريخ الأميركي. اذ تحظى وارن بشعبية غير متنازع عليها بين الشباب والطبقة العمالية وبسبب مواقفها المؤيدة طوال وجودها في مجلس الشيوخ منذ العام 2012 لحماية المستهلك والتصدي لعمالقة وول ستريت، وتخفيف فوائد القروض الجامعية. وتميز تجمع كلينتون - وارن وهو الأول في هذه الحملة بهجوم لاذع على ترامب، قادته سناتور ولاية ماساشوستس بوصفها إياه بأنه «جشع ويحتقر الأقليات والمسلمين والمرأة». ورد ترامب في تغريدات وصف وارن فيها ب «العنصرية»، كونها زعمت بأنها تتحدر من الهنود الأصليين في الولاياتالمتحدة، وهو ما كانت نسبته منذ عقود الى جذورها العائلية وتراجعت جزئياً عنه في العام 2012. واعتبر ترامب أن كلينتون اخطأت أيضاً في تقديرها لتصويت بريطانيا، مؤكداً أنه سيفوز بالرئاسة في تشرين الثاني. وكان متوقعاً أن يدلي ترامب بخطاب اقتصادي أمس، من ولاية بنسلفانيا ينتقد فيه اتفاقات التبادل التجاري التي وقعها الرئيس السابق بيل كلينتون ويضع فيها المرشحة الديموقراطية في خانة داعمي «وول ستريت» (حيّ المال) وليس الطبقة العاملة. ويعزز هذا الهجوم حاجة كلينتون لوارن كنائبة للرئيس وكصوت يجذب القاعدة الديموقراطية والطبقة العاملة في ولايات أوهايو وبنسلفانيا. وتضم لائحة الأسماء المرشحة لخوض السباق إلى جانب كلينتون، السناتور عن فيرجينيا تيم كاين ووزير الإسكان من الأقلية اللاتينية جوليان كاسترو. أما الى جانب ترامب، فيجري الحديث عن السناتور جيف ساشنز، وحاكم نيو جيرسي كريس كريستي والسناتور السابق سكوت براون. وتتقدم كلينتون في الاستطلاعات الوطنية وبمعدل 7 في المئة أمام ترامب، كما تتقدم في ولايات الغرب والجنوب من ضمنها فلوريدا ونيفادا وأريزونا وكولورادو. وأعطى استطلاع أمس، هامش 8 نقاط فقط بين كلينتون وترامب في ولاية تكساس لمصلحة المرشح الجمهوري، علماً أنها معقل اليمين وفاز فيها الجمهوريون في كل الانتخابات تباعاً منذ العام 1964. وتبدو ولايتي بنسلفانيا وأوهايو الأصعب أمام المرشحة الديموقراطية بسبب الواقع الاقتصادي وبطء ارقام النمو رغم انخفاض البطالة إلى مستوى 5 في المئة.