كشف عضو المجلس الثوري لحركة «فتح»، الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني مخططاً اسرائيلياً لبناء 181 وحدة استيطانية في مستوطنة «غيلو» جنوب مدينة القدسالمحتلة، بالإضافة الى مشروع بناء تنظيمي شامل تعمل عليه البلدية الإسرائيلية للقدس يسمح بالمزيد من التوسع الاستيطاني غير الشرعي في المستوطنة المذكورة. وقال دلياني ان مخطط بناء 181 وحدة استيطانية في مستوطنة «غيلو» تم تأجيله مرات بضغط من الولاياتالمتحدة التي ترى في النشاط الاستيطاني غير الشرعي عقبة لتحقيق حل الدولتين، لكن مع التداعيات السياسية الإسرائيلية الداخلية لقرارات «منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو) الرافضة لادعاءات الاحتلال الكاذبة عن علاقته بالحرم القدسي الشريف، ارتأت حكومة الاحتلال السماح لبلدية القدس المضي قدماً بالمخطط الاستيطاني الاستعماري غير الشرعي لتهدئة خواطر الجماعات الاستيطانية المتطرفة التي تُشكل عصب حكومة بنيامين نتانياهو. وأكد دلياني أن «الحراك الدولي لوقف الاستيطان اللاشرعي الإسرائيلي على أراضي دولة فلسطين لا يرتقي الى المستوى المطلوب، ويقتصر على التنديدات وبيانات الاستنكار في الوقت الذي يجد شعبنا نفسه في أمس الحاجة الى ارادة سياسية تُحرك هذه المواقف اللفظية الى خطوات عملية ضاغطة على الاحتلال لوقف الانتهاكات للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني». ترامب ومؤيدوه في غضون ذلك، أكد ديفيد فريدمان، مستشار المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب، أمس أن المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة ليست غير شرعية، مشيراً إلى أن هذا موقف يشاركه به ترامب. وقال فريدمان بعد تجمع في القدس لأنصار ترامب من الإسرائيليين الأميركيين، إن لدى المرشح الجمهوري «شكوكاً عميقة» حيال فرص حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. وأضاف أن ترامب يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويعتزم نقل سفارة الولاياتالمتحدة، والتي تتخذ من تل أبيب مقراً لها. ورداً على سؤال هل يعتبر ترامب، على غرار اليمين الإسرائيلي المتشدد، أن الضفة الغربيةالمحتلة جزء من إسرائيل، لم يقدم فريدمان جواباً مباشراً، وقال: «لا أعتقد أنه (ترامب) يعتبر المستوطنات غير قانونية». وتابع وسط الهتافات وصيحات الاستهجان ضد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون: «في ظل ترامب، لن تضغط الولاياتالمتحدة أبداً على إسرائيل لقبول حل الدولتين أو أي حل آخر يتعارض مع آمال الشعب اليهودي». وسبق لإدارة الرئيس باراك أوباما أن انتقدت مراراً سياسة الاستيطان التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليمينية، وتعتبر أنها تقوض فرص التوصل إلى حل الدولتين. ويعتبر المجتمع الدولي أن المستوطنات المبنية على أراض تحتلها إسرائيل منذ نصف قرن، غير قانونية، ولم يعترف قط بالقدس عاصمة لإسرائيل. وخلال التجمع الذي حضره نحو 150 شخصاً، تم بث رسالة مصورة قصيرة قال فيها المرشح الجمهوري: «معاً (الولاياتالمتحدة وإسرائيل)، سنواجه الأعداء، مثل إيران، المصممين على تدمير إسرائيل وشعبها». وقال مؤيدو ترامب الذين ارتدوا قبعات رياضية خلال التجمع في القدس كتب عليها: «لنجعل أميركا عظيمة من جديد»، إنهم لا يأبهون بمزاعم الاعتداء الجنسي الموجهة إليه ولا بمشاعر معاداة السامية التي يبديها بعض أنصاره على الإنترنت. وكان هناك ناجون من المحرقة النازية (هولوكوست) وسط الحشد، وكذلك مراهقون تعلو وجوههم الابتسامة ويرتدون قمصاناً عليها صورة ترامب. وقال ديفيد وايزمان، وهو شاب يبلغ من العمر 35 عاما من منطقة كوينز في نيويورك وانتقل إلى إسرائيل قبل ثلاثة أعوام: «سيدع ترامب إسرائيل تكون نفسها وتتخذ قراراتها بنفسها، وهذا هو ما يعجبني». وأضاف وسط الحشد الذي اجتمع في وقت متقدم من ليل الثلثاء- الأربعاء: «ليس قديساً لكن انظر إلى إنجازاته. إنه لا يخشى ذكر العدو بالاسم، وهو الإسلام المتشدد، ولن يدعم حل الدولتين»، في إشارة إلى جهود منذ وقت طويل لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. وقال مشاركون آخرون إنهم أعجبوا بالوعد الذي قطعه ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس رسمياً عاصمة لإسرائيل، وتعهده بألا يوبخ إسرائيل على بناء مستوطنات على الأراضي المحتلة. وقال كوني جوردنر (82 عاماً) الذي انتقل من مدينة جاكسونفيل في ولاية فلوريدا إلى إسرائيل قبل 21 عاماً: «من المهم جداً أن يصبح رئيساً. إذا أصبحت كلينتون رئيسة، انتهى أمرنا». ونظمت الحشد جماعة (الجمهوريون في الخارج- إسرائيل) التي تقول إن هناك 300 ألف مواطن أميركي يعيشون في إسرائيل أو في المستوطنات في الضفة والقدسالشرقية اللتين يطالب الفلسطينيون بإقامة دولة لهم فيهما. ويعتقد المنظمون أنه إذا امتنع ثلث هؤلاء فقط عن التصويت، فإنهم قد يحدثون تأثيراً في بعض الولايات المتأرجحة في الانتخابات المقررة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ويرى مارك زيل الرئيس المشارك للجماعة التي لا تستهدف الربح، أن نحو ثلاثة أرباع الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية يدعمون الحزب الجمهوري ومرشحه. لكن رغم اتقاد حماسة الحشد لترامب، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظم الإسرائيليين اليهود يفضلون كلينتون على ترامب بواقع 40 في المئة مقابل 31 في المئة.