احتدمت أمس وتيرة المعارك بين قوات الجيش اليمني التي يدعمها التحالف العربي وميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، مع انتهاء هدنة الأيام الثلاثة. ويُتوقّع وصول مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إلى صنعاء، في سياق مساعيه لتمديد الهدنة، وإجراء مشاورات مع قادة الانقلابيين في شأن استئناف مفاوضات السلام. واتهم الجيش اليمني الميليشيات الحوثية الانقلابية بتعمُّد إحباط الهدنة، فيما دعا ولد الشيخ أحمد إلى الموافقة على تمديدها بعدما انتهت منتصف ليل السبت- الأحد، فترة 72 ساعة قابلة للتجديد. وأكد ولد الشيخ، في بيان صحافي أمس، أن فترة وقف إطلاق النار، التي دخلت حيّز التنفيذ الخميس الماضي، شهدت تقديم مساعدات إنسانية إلى عدد من المناطق المتضررة. وذكّر كل الأطراف بشروط وقف الأعمال القتالية والعمليات العسكرية متوقّعاً التزام الطرفين بوقف نهائي للعنف. وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي لوكالة «فرانس برس»: «نقدّر دعوة المبعوث الأممي للتمديد، ولكن في الأساس لم تكن هناك هدنة بسبب خروق» المتمردين. وأضاف: «التمديد غير مجدٍ وإن وافقنا عليه، لأن الطرف الآخر لم يقدّم أي التزام، لا إلينا ولا إلى المبعوث الأممي، بالهدنة أو بغيرها». واتهم رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء الركن محمد علي المقدشي الميليشيات الانقلابية بأنها «تعمّدت إفشال الهدنة، ما يزيد قناعة قيادتنا السياسية والعسكرية بعدم جدّيتها في قبول السلام والاستعداد لوقف النار، ويؤكّد تعنّتها واستمرارها في الحرب». ميدانياً، هاجمت طائرات التحالف العربي أهدافاً في صنعاء فجر أمس، بعد ساعات على انتهاء الهدنة. ونفّذ طيران التحالف غارات على معسكر الحفا شرق صنعاء ومنطقة النهدين في الجنوب. وتحدث شهود عن استهداف مواقع رادار في مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون. وفي جازان، تلقّت فرق الدفاع المدني بلاغاً عن سقوط مقذوفات عسكرية أطلقتها عناصر حوثية من داخل الأراضي اليمنية على محافظة الطوال، وتسببت في أضرار مادية. وردّت القوات المسلحة السعودية على مصادر المقذوفات، وتمكنت من تدمير منصة لإطلاق الصواريخ. ودمّرت القوات البرية السعودية وحرس الحدود مدرعة قرب الحدود. وتجدّدت المعارك في جبهات تعز وصعدة والجوف ومأرب وحجة، وأفادت مصادر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بأن قواتهما سيطرت على مواقع جديدة في جبهة البقع في مديرية «كتاف» شرق محافظة صعدة، وأسرت 20 متمرداً، كما أحبطت هجوماً للحوثيين وقوات علي صالح في جبهة «ميدي» الحدودية شمال غربي محافظة حجة وقتلت 15 مسلحاً. وفي محافظة شبوة الجنوبية قصف المتمردون مواقع المقاومة والجيش في جبهة «بيحان» بمنطقة «الصفراء»، كما واصلوا في محافظة البيضاء قصف منازل المواطنين ومواقع المقاومة «في بلدة القريشية»، ومناطق «قيفة» و «الصومعة». وفيات الكوليرا في عدن (أ ف ب)، أعلنت وزارة الصحة اليمنية أمس وفاة تسعة أشخاص بعد إصابتهم بالكوليرا. وأضافت أن عشرة آخرين مصابون بالمرض القاتل الذي ينتقل عبر المياه الملوثة ويتسبّب بإسهال شديد. وجاء في بيان الوزارة أن 190 شخصاً أُدخِلوا إلى مستشفيات عدن، وأبلغ عن نحو 200 إصابة بالكوليرا في أنحاء اليمن. وأفادت مصادر الحكومة بأن رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر عاد أمس إلى عدن يرافقه عدد من وزرائه بعد تفقّده محافظتي حضرموت وسوقطرى، وعقد اجتماعاً لبحث خطط عاجلة للسيطرة على «الكوليرا»، وحل مشاكل الكهرباء في المدينة.