قُتل طالب في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة خلال اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة وطلاب مؤيدين لجماعة «الإخوان المسلمين» والرئيس المعزول محمد مرسي نظموا مسيرات في جامعة القاهرة، وأصيب صحافي ومصور في تلك الاشتباكات. ووقعت اشتباكات مماثلة في جامعة الزقازيق في محافظة الشرقية بين طلاب «الإخوان» والشرطة، بعدما سعى مئات من طلاب الجماعة إلى الخروج بمسيرة من حرم الجامعة إلى الشارع، فتصدت لهم الشرطة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ثم طاردتهم داخل الحرم الجامعي وسط حال من الكر والفر بين الشرطة والطلاب الذين اعتقل عدد منهم. وشهدت جامعة القاهرة هدوءاً ميدانياً استمر أياماً بعد تفجير ثلاث قنابل بدائية الصنع الأسبوع قبل الماضي أمام بوابتها الرئيسة أودت إحداها بحياة ضابط. لكن الاشتباكات عادت أمس بين الشرطة والطلاب في شكل أكثر عنفاً، إذ نظم مئات الطلاب مسيرات طافت حرم الجامعة قبل أن تحاول الخروج إلى الشارع، فتصدت لها قوات الشرطة المتمركزة خارج بوابات الجامعة، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقها. وردّ الطلاب بإطلاق ألعاب نارية ورشقوا الشرطة بالحجارة وزجاجات حارقة، ثم تفجرت المصادمات بعد قدوم مسيرة من ميدان الجيرة لطلاب في الجامعة وفي مدارس مجاورة لها، اشتبكت مع قوات الأمن، لتعم المصادمات محيط الجامعة. واصطفت مدرعات للشرطة أمام بوابة الجامعة وأطلقت قنابل الغاز على المسيرتين لمنع التقائهما، لتدور معارك كر وفر في محيط الجامعة سقط فيها قتيل وجُرح صحافي ومصور برصاص حي وطلقات خرطوش. ومع اتساع رقعة الاشتباكات دفعت مديرية أمن الجيزة بتعزيزات إلى محيط الجامعة لمنع الطلاب من الخروج إلى الشارع، كما شوهدت آليات للجيش تنتشر في محيط ميدان النهضة المقابل للجامعة. وكانت طالبات في جامعة الأزهر في حي مدينة نصر شرق القاهرة، نظمن مسيرات في كليات عدة هتفن فيها ضد الجيش والشرطة ورفعن شعارات مؤيدة لمرسي و «الإخوان». وكان مجلس الوزراء نفى ما أثير عن إجراء اتصالات ومفاوضات بين رئيس الوزراء إبراهيم محلب وجماعة «الإخوان». وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء شريف شوقي إن «الحكومة أعلنت الإخوان جماعة إرهابية، وليس معقولاً أن يتم التفاوض مع جماعة إرهابية». في غضون ذلك، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة أمس بتصنيف تنظيم «أنصار بيت المقدس» ضمن «الجماعات الإرهابية». وصدر الحكم في ضوء دعوى قضائية أقامها محام استند فيها إلى إعلان التنظيم ارتكاب أعمال إرهابية أخلت بالأمن واستقرار البلاد. وقضت المحكمة بإلزام الرئيس عدلي منصور إدراج التنظيم على لائحة الإرهاب. من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة مرسي و14 متهماً من قيادات «الإخوان» وأعضائها إلى السبت المقبل في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم القتل والتحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي مطلع كانون الأول (ديسمبر) 2012، على خلفية تظاهرات حاشدة اندلعت رفضاً للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره مرسي قبلها بشهر وتضمن تحصيناً لقراراته من الطعن عليها قضائياً. وجاء قرار التأجيل لاستكمال سماع شهود الإثبات، مع استمرار الإبقاء على سرية جلسات سماع الشهود ومناقشتهم وحظر النشر فيها. وتستمع المحكمة في جلسة السبت إلى شهادة الضابط المشرف على إجراء تحريات الأمن العام في القضية العميد علاء سليم والضابط في قطاع الأمن الوطني عمرو مصطفى الذي تولى إعداد محضر التحريات في القضية. وقال مصدر قضائي مطلع إنه ينتظر أن تنهي المحكمة في أعقاب انتهاء الجلستين المقبلتين في القضية قرارها حظر النشر، وأن تتيح الحضور للصحافيين ومندوبي وسائل الإعلام خلال الاستماع إلى شهادة المجني عليهم في تلك الأحداث. وقررت محكمة جنايات الجيزة إرجاء محاكمة مرشد «الإخوان» محمد بديع و14 من قيادات الجماعة إلى 12 أيار (مايو) المقبل في قضية أحداث العنف التي وقعت في شارع البحر الأعظم في الجيزة بعد عزل مرسي في تموز (يوليو) الماضي.