جُرح عشرات في اشتباكات اندلعت أمس بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من جهة والأهالي وقوات الشرطة من جهة ثانية في مناطق متفرقة من القاهرة ومحافظات عدة. وخرجت مسيرات ل «الإخوان» وحلفائهم من مساجد عدة في العاصمة وضواحيها والمحافظات، قوامها المشاركة بأعداد ليست كبيرة، لكنها متعددة، تلبية لدعوة «تحالف دعم الشرعية» التظاهر في أسبوع «الصمود .. وفاء للشهداء». ووقعت اشتباكات بين أنصار «الإخوان» والشرطة في أحياء عين شمس والمطرية والزيتون وجسر السويس (شرق القاهرة)، والهرم والعمرانية في الجيزة، وفي الإسكندرية والإسماعيلية. وكانت أعنف الاشتباكات في عين شمس التي تجمّع فيها شتات مسيرات «الإخوان» التي فرقتها الشرطة في أكثر من حي. وعلى رغم ضعف المشاركين في تلك المسيرات ونجاح الشرطة في تفريقهم بسرعة، قالت جماعة «الإخوان المسلمين» إن «القاهرة والمحافظات شهدت مسيرات حاشدة استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية». وأفيد أن مصادمات وقعت بين الأهالي ومناصري «الإخوان» في حي المطرية (شرق القاهرة) تبادل خلالها الطرفان الرشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف ورصاصات الخرطوش. وأشعل متظاهرون إطارات السيارات بكثافة قبل أن تدفع الشرطة بتعزيزات أمنية طاردت «الإخوان» في الشوارع الجانبية بعدما فرّقت تظاهراتهم بالغاز المسيل للدموع، وألقت القبض على عدد منهم. وتكرر المشهد ذاته قرب ميدان الألف مسكن الذي شهد مقتل نحو 20 متظاهراً يوم السبت الماضي بعدما حاول «الإخوان» الاعتصام فيه خلال تظاهرات إحياء الذكرى الثالثة ل «ثورة 25 يناير»، وبعدها تجمع مئات من مناصري «الإخوان» في ميدان النعام في عين شمس (شرق القاهرة)، ودخلوا في مصادمات مع مواطنين تم خلالها إحراق حافلة نقل ركاب عامة وإشعال إطارات السيارات بكثافة. لكن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وطاردت عدداً منهم في الشوارع الجانبية، وسط سماع دوي إطلاق نيران لم يتسن التأكد من مصدرها. كذلك وقعت اشتباكات بين «الإخوان» والشرطة في شوارع عدة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، لكن المتظاهرين تفرقوا سريعاً لقلة أعدادهم قبل احتدام المواجهات بين بعضهم وقوات الأمن. وتكرر المشهد نفسه في حي مصر القديمة وفي شارع الهرم وحي العمرانية في الجيزة الذي شهد مواجهات بين «الإخوان» ومواطنين استدعت تدخل قوات الشرطة لفضها. وفي الإسكندرية، فرّقت أجهزة الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع ثلاث مسيرات لأنصار مرسي في سيدي بشر وباب شرق والعامرية، وتم ضبط عدد من المتظاهرين. وكانت اشتباكات وقعت بين مواطنين ومتظاهرين نظموا مسيرة عقب تشييع جنازة رجل يدعى محمد عبد القوي قُتل في مصادمات شهدتها الإسكندرية مساء أول من أمس، إذ هتف المشاركون في المسيرة في منطقة أبو قير ضد الجيش والشرطة فرشقها الأهالي بالحجارة لتندلع مواجهات عنيفة أوقفها تدخل قوات الشرطة وتفريق المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع. وكان رجل ينتمي إلى جماعة «الإخوان» قُتل في اشتباكات اندلعت مساء أول من أمس بين متظاهرين مناصرين للجماعة والأهالي. وأفيد أنه أصيب بطلق ناري في منطقة جناكليس في حي الرمل. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي أطلقوا خلال المسيرة الأعيرة النارية والخرطوش وتعدوا على الممتلكات والسيارات الخاصة بزجاجات المولوتوف والألعاب النارية، ونتج عن ذلك وفاة أحد المواطنين من أهالي المنطقة». وأضافت أن «3 شهود اتهموا عناصر تنظيم الإخوان المشاركين في المسيرة بإصابة الرجل». لكن «تحالف دعم الشرعية» أوضح أن القتيل هو محمد عبد القوي الشنواني نجل عضو المكتب الإداري للجماعة في الإسكندرية، كما أن مشيعيه أمس هتفوا دعماً لمرسي و «الإخوان» وضد الجيش والشرطة. وفي مدينة الإسماعيلية وقعت أمس اشتباكات بين الشرطة و «الإخوان» تم خلالها إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والطلقات التحذيرية لفض تظاهرات مناصري الجماعة، كما وقعت معارك كر وفر بين الطرفين.