أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن القوات الأمنية العراقية دخلت الى إقليم كردستان للمرة الأولى منذ 25 عاماً بموافقة حكومة الإقليم، وكشف وجود تعاون كبير بين بغداد واربيل لتحرير جميع أراضي بلاده بعيداً عن الخلافات التي تضيع الجهود. وأعلن أن «التقدم في الجبهات أسرع من الخطط المرسومة». وأضاف العبادي في كلمة وجهها إلى مؤتمر باريس لدعم تحرير الموصل، من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة أن «القوات الاتحادية دخلت الى إقليم كردستان للمرة الأولى منذ 25 عاماً بموافقة الإقليم وبالتعاون الكامل بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم». وأشار الى وجود «تقارب عراقي كبير لتحرير الأراضي من سيطرة داعش وباتجاه وحدة البلد الواحد بعيداً عن التقسيم والخلافات التي تؤدي الى ضياع الجهود»، وأكد أن «المواطنين في الأماكن والمناطق التي حررناها من سيطرة داعش يقومون الآن باستقبال القوات أفضل استقبال وينظرون الى هذه القوات على أنها قوات وطنية عراقية تحامي عنهم وتدافع عنهم وتحفظ ممتلكاتهم وتسعى لتحريرهم من الإرهاب»، وأضاف «هذا الموقف تغيّر كثيراً عما كان الحال عليه قبل ثلاثة أعوام عندما كان البعض من خلال تظاهراتهم واحتجاجاتهم في هذه المناطق ينادون بإخراج هذه القوات العسكرية من مناطقهم». وكان العبادي أعلن، الإثنين الماضي، انطلاق عملية تحرير الموصل من سيطرة داعش، وأن العملية هي بقيادة الجيش والشرطة الاتحادية، وإفشال جميع محاولات منع انطلاقها. وقال أن «القوات التي تقاتل على الأراضي العراقية هي قوات عراقية فقط، وأي قوات أجنبية موجودة على الأرض هي غير قتالية بل تقدم الدعم في مجال التدريب والتسليح وتوفير الغطاء الجوي للقوات العراقية على الأرض»، ولفت الى أن «الجزء الأكبر من الدعم الجوي تساهم فيه القوة الجوية العراقية وطيران الجيش والدفاع الجوي في دعم قواتنا على الأرض»، مؤكداً أن «الحرب التي نخوضها اليوم في الموصل هي حرب عراقية خالصة بقيادة عراقية بمقاتلين عراقيين لتحرير أرض العراق من هذه الشرذمة». إلى ذلك، قال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي مارك ايرولت في باريس، على هامش أعمال المؤتمر أن «القوات الأمنية العراقية عازمة على تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش الذي عمل طوال فترة سيطرته على تخريب البنى التحتية للمدينة»، ودعا دول العالم الى «المساهمة في إعادة إعمار المدينة بعد تحريرها»، وقدم شكره «لكل الدول التي ساعدت العراق مالياً في إعادة إعمار المناطق المحررة»، كما ذكر أن «فرنسا أبدت دعمها لإعادة تأهيل مدينة الموصل». وشدد على ضرورة «إعادة إعمار مدينة الموصل قبل عودة النازحين اليها، من أجل أن يمارسوا حياتهم بصورة طبيعية والعمل قدر المستطاع على إرجاع الأمور الى ما كانت عليه قبل دخول الإرهاب اليها».