أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاتفاق مع حكومة اقليم كردستان على تحرير نينوى من سيطرة تنظيم «داعش»، وأشاد بمعركة تكريت، مؤكداً احالة المتورطين في اعمال الحرق والنهب على القضاء، فيما أعرب رئيس الإقليم مسعود بارزاني عن استعداده لوضع كل الإمكانات تحت سيطرة الحكومة الاتحادية. وزار العبادي أربيل أمس، على رأس وفد أمني رفيع المستوى ضم وزيري الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد الغبان ومستشار الامن الوطني فالح الفياض. وركزت المحادثات مع المسؤولين الأكراد، على ما أفادت مصادر مطلعة، على مسألة تحرير الموصل والعمليات العسكرية المطلوبة، فضلاً عن تشكيل غرفة عمليات في أربيل للتنسيق بين القوات التي ستشارك في التحرير. وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي مع بارزاني: «سنتعاون على تحرير أهل نينوى من داعش فإذا تحررت نينوى استقر العراق»، مبيناً «ان متطوعين وحشداً شعبياً منها (من المحافظة) سيشاركون في الحملة»، وأكد «اعتقال متورطين في عمليات سلب في تكريت»، موضحاً «أن تلك الأعمال طاولت 67 منزلاً و85 محلاً تجارياً فقط». واعتبر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إن «زيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق ستكون عاملاً أساسياً في تعزيز التعاون بين الاقليم والحكومة الاتحادية»، وأكد «التوصل الى اتفاقات وتفاهمات للعمل المشترك لمصلحة البلد وتحرير العراق بكامله من الإرهابيين». وجاء في بيان لمكتب العبادي أن «ما تحقق في تكريت نصر نظيف»، مؤكداً أن «اعداء العراق حاولوا تشويه هذا النصر وتهويل (تضخيم) الحوادث التي وقعت هنا او هناك للتأثير في عواطف العراقيين الذين يؤيدون قواتنا العسكرية التي تحرر مدناً احتلتها عصابات داعش الارهابية»، وأكد اطمئنانه إلى «تحقيق النصر العسكري في نينوى»، مشيراً إلى «اننا نحتاج الى تخطيط لعمليات التحرير وما بعد التحرير»، وأعرب عن تمنيه «الازدهار لإقليم كردستان، ضمن عراق ليس فيه صراعات وتناحر»، لافتاً إلى أن «عدم وجود سقف لحدود التنسيق مع الاقليم وإن همنا المشترك هو القضاء على داعش الذي يهدد أمننا والأمن الاقليمي والدولي»، وتابع «قطعنا شوطاً كبيراً في مواجهة الارهاب، لكن المسيرة ما زالت طويلة والانتصار على «داعش» عسكرياً لا يكفي وحده بل نحتاج الى مزيد من الجهود بعد تحرير المدن»، مشدداً في الوقت ذاته، على أهمية «تقوية الجهد الأمني والاستخباري»، وزاد: «اذا تحررت نينوى استقر العراق وكما ساهم كل العراق في تحرير تكريت سيساهم في تحرير نينوى»، مؤكداً ضرورة «مشاركة اهالي المحافظة في تحريرها وأن يشعروا بأن ليس هناك اي مصلحة خاصة لأي جهة تساهم في تحرير مدينتهم»، ودعا الى «التهيؤ والاستعداد لاعادة النازحين الى مناطقهم وإعادة الخدمات ورفع العبوات التي زرعها تنظيم داعش في المناطق التي كانت تحت سيطرتها». وتابع البيان أن بارزاني أعرب عن سعادته «بزيارة رئيس مجلس الوزراء»، مبيناً أن «هذه الزيارة تأتي في وقت نحتاج فيه للتنسيق بعد تعرض العراق لأشرس هجمة ارهابية من داعش»، وأبدى «الاستعداد الكامل ووضع كل امكانات الاقليم تحت تصرف الحكومة الاتحادية». ميدانياً، أفاد مصدر أمني في صلاح الدين أن طيران التحالف الدولي شن ضربات مكثفة على قضاء بيجي، شمال تكريت، تمهيداً لاقتحامه، وأوضح أن «طيران التحالف الدولي قصف في شكل مكثف تجمعات ومقرات «داعش» وسط قضاء بيجي واستخدم صواريخ عالية التقنية تعمل على إحداث ارتجاج في الأراضي لتفجير العبوات الناسفة والمنازل المفخخة تمهيداً لاقتحام القضاء وتحريره»، وأضاف أن «طيران التحالف الدولي شن غارات جوية استهدفت تجمعات لعناصر تنظيم داعش في منطقة المالحة جنوب قضاء بيجي شمال تكريت ما أسفر عن مقتل نحو 25 من عناصره». وأعلنت شرطة بيجي صد هجوم شنه التنظيم في جنوب القضاء، وقال مصدر في الشرطة إن «قواتنا بمساندة أبناء العشائر تمكنت من صد هجوم عنيف شنه عناصر داعش على قرية المزرعه»، وأضاف أن «القوات الأمنية اشتبكت مع المهاجمين ما أسفر عن مقتل 13 من عناصر التنظيم بينهم عرب».