"كم عمرك؟" من أكثر الأسئلة التي يمكن أن توجه إليك. لكن، هل فعلا تقاس أعمارنا بعدد الشمعات التي نضعها على كعكة الميلاد كل سنة، أو بعدد السنوات التي تنقضي منذ ولادتنا؟ اكتشفت مجموعة من العلماء طريقة فحص جديدة للعمر البيولوجي للشخص، أي العمر الحقيقي لعمل أعضاء الجسم، بغض النظر عن عمره الحقيقي، تعرف باسم اختبار "غليكان إيج"، وتساعد الأشخاص على معرفة عمر أجسامهم ومدى صلاحية نمط الحياة الذي يتبعونه. وطور العلماء الاختبار الثوري الجديد، الذي يحلل جزيئات السكر في الدم ويقيس مستوياته، إذ ترتبط الجزيئات مع البروتين الموجود في جهاز المناعة، وتشكل أنماطا مختلفة، تتغير كلما تقدم الإنسان في العمر، وفق ما ورد في موقع "دايلي مايل". ويرى الباحثون أن هذا الاختبار أكثر دقة من سابقه الذي كان يعتمد على قياس تركيبات الحمض النووي (تيلوميتر)، إذ كلما قصرت تلك التركيبات، أصبح الجسم أكثر عرضة للشيخوخة، مؤكدين أن نمط الحياة ينعكس سلبا أو إيجابا على طول أو قصر العمر البيولوجي. ويوضح أستاذ علم الأوبئة الوراثية في "كينجز كوليدج" بلندن، تيم سبيكتور، أن دراسات عدة أثبتت أنه يمكن تتبع العمر الزمني لخلايا الجسم من طريق التغييرات التي تحدث على تلك الجزيئات، والاختلاف فيها يحدث تباينا في عملية الشيخوخة بين الأشخاص تبعا لأنماط حياتهم. ويؤكد سبيكتور، أن بعض العادات في نمط الحياة، مثل التدخين والسمنة وعدم ممارسة الرياضة والإجهاد المزمن وقلة النوم وسوء التغذية وزيادة مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، ترتبط ارتباطا وثيقا مع التغييرات التي تحدث على جزيئات السكر في الدم، ما ينعكس على العمر البيولوجي لوظائف الجسم. ويرى سبيكتور أن الرجل يميل نحو الشيخوخة بمعدل ثابت منذ بلوغه الثلاثينات، إلا أن المعدل يتسارع بنسبة 50 في المئة لدى المرأة بعد انقطاع الطمث، بسبب انخفاض هرمون الاستروجين، الذي يحمي من الشيخوخة. وخضع للاختبار الجديد ستة متطوعين، يبلغ كل منهم من العمر 55 عاما، لتأتي النتائج مذهلة ومتفاوتة، بحسب نمط الحياة والظروف الصحية لكل منهم. ويظهر الاختبار أن العمر البيولوجي للمتطوعة كارين لو بورد التي تعمل مدربة لرياضة التزلج وتعيش مع زوجها وثلاثة أولاد، هو 34 عاما، وأن نمط حياتها يعتمد على الطعام الصحي المعد في المنزل والذي يحوي على الكثير من السمك والخضراوات، وممارسة الرياضة يوميا حتى سن 46 سنة، كما أنها أقلعت عن التدخين منذ 15 عاما. وقد أبدت كارين سعادتها بأن يكون عمرها البيولوجي هو نفس عمر ابنها، فيما يعزو سبيكتور النتيجة إلى التاريخ الرياضي الطويل لها وامتلاكها لجينات جيدة، على رغم زيادة وزنها بعد انقطاعها عن ممارسة الرياضة. وسجل جوهان استافيل الذي يعمل مستشارا في قطاع الاستثمار وشبه متقاعد حاليا ويعيش مع زوجته وولديه في لندن، عمرا بيولوجيا بلغ 59 عاما. ويقول: "أعمل الآن بداوم جزئي وأحاول ممارسة الرياضة في الهواء الطلق يوميا مدة نصف ساعة، وأتناول طعاما صحيا ولم أدخن أبدا، لكنني أشرب حوالى نصف زجاجة من النبيذ يوميا، وهو أكثر بكثير من الكمية المفترضة، وكان الناس يقولون لي أنني أبدو أصغر سنا، وكنت أتوقع أن تؤيد نتيجة الاختبار ذلك، لكنني أصبت بخيبة الأمل، وسأعمل على تعديل نمط حياتي منذ اللحظة". وبلغ العمر البيولوجي لجوانا لاميري، 76 عاما، وهي تعمل مديرة لموقع على الشبكة العنكبوتية، مؤكدة أن النتيجة كانت صادمة جدا. فهي تنحدر من عائلة متوسط أعمارها ضمن المعدل الطبيعي، ولا تعاني من أي أمراض جدية، ولا تدخن، وتتبع حمية نباتية عموما، لكنها مولعة جدا بالحلويات وتستهلك الكثير منها، خصوصا وأنها تعمل من داخل المنزل، كما أن الطمث منقطع لديها ولا تنام سوى خمس ساعات في اليوم، وتكره ممارسة الرياضة، إضافة إلى إصابتها بالربو. ويؤكد سبيكتور أن زيادة الوزن المفرطة وعدم اللياقة البدنية وانقطاع الطمث، أسباب رئيسة وراء نتيجة جوانا الصادمة.