د.شريف عبدالهادي ناصف يصيب مرض هشاشة العظام نصف السيدات وثلث الرجال فوق سن السبعين، مما يجعلهم معرضين للكسور، وللتعرف على أسباب هذا المرض لابد من معرفة دور التمثيل الغذائي في الجسم، وكيفية تنظيم الكالسيوم والهورمونات والفيتامينات فيه، وتكوين الهيكل العظمي الذي يحمي الجسم. أوضح استشاري الروماتيزم في مستشفى الملك فهد التخصصى بالدمام، الدكتور شريف عبدالهادي ناصف، أن الهيكل العظمي للإنسان يعتبر مخزنا للكالسيوم الذي له وظيفة حيوية في نشاط الخلايا، ووظائف القلب، والاتصال بين الأعصاب، الأمر الذي يتطلب وجوده بنسبة كافية في الدم لهذا الغرض الوظيفي، فلو قل الكالسيوم عن معدله الطبيعي فإن الدم سيعوضه من المخزون في العظام. وكلما تقدم بالإنسان العمر، قلت كثافة العظام، لأن الهيكل العظمي يفقد كثافته بمعدل %0.3 لدى الرجال، و%0.5 لدى النساء سنويا. ويزداد هذا المعدل فوق سن الأربعين، ولا سيما بعد انقطاع الطمث، حيث يزداد معدل الفقدان من %2 إلى %3 سنويا، لتصبح العظام هشة، مما يعرضها للكسر بسهولة. وذكر أن عملية ترسيب الكالسيوم في العظام ينظمها النشاط الهرموني والفيتامينات وحاجة الجسم للكالسيوم، ويلعب فيتامين (د) دورا مهما في امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي والكلى وحمله في الدم، ويمكن الحصول عليه من اللبن ومنتجاته ومن الأسماك البحرية المعلبة أو الطازجة، كما يمكن للجسم الحصول عليه أيضا بتعرض الجلد للشمس. آثار الهشاشة وبيّن ناصف أن لهشاشة العظام آثارا سلبية على الفرد وأسرته ومجتمعه، منها المالية والبدنية والنفسية، فكسر الفخذ مثلا: يُحدث تأثيرا على نوعية الحياة، حيث يستعيد ثلث المرضى فقط المستوى الوظيفي السابق للكسر، كما أن ثلث المرضى يحتاجون إلى التمريض والإقامة في المنزل، وتشمل العوامل الرئيسية لخطر الإصابة بهشاشة العظام: انقطاع الطمث، تقدم السن، نقص الأستروجين، العرق الأبيض، انخفاض الوزن، كسور ناتجة عن الهشاشة في الأسرة، التدخين، الكحول، الإصابة بكسر سابق، استخدام عدد من الأدوية مثل الكورتيزون ومضادات الصرع. تشخيص المرض وعدد ناصف، بعضاً من المؤشرات التحذيرية لهشاشة العظام، من بينها فقدان طول الجسم، وآلام الظهر، بالإضافة إلى حصول كسر غير متوقع بسبب تعثر بسيط، موضحاً أنه عند الكشف على المريض يمكن التأكد من وجود هشاشة في العظام عن طريق جهاز قياس كثافة العظم، الذي يحدد ما يعرف بال “T-score”، وهو عدد الانحرافات المعيارية أعلى أو أدنى من القيمة المتوسطة لكثافة العظم، مشيراً إلى أنه بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية فإن هشاشة العظام تُشخّص عندما تكون نتيجة “T-score” على الأقل 2.5. الكالسيوم وفيتامين (د) وأكد ناصف، أن الكالسيوم هو المادة الغذائية النوعية الأكثر أهمية في الحصول على قمة كثافة العظام، وكذلك في الوقاية والعلاج من الهشاشة، ويجب المحافظة على مقدار يومي من الكالسيوم ما بين 1000 إلى 1500 مليجرام، كما أن فيتامين (د) ضروري للحصول على الامتصاص المثالي للكالسيوم، وهذا يجعله مهما لصحة العظام، إذ من الشائع وجود مستويات منخفضة من الفيتامين (د) عند المسنين، مشيرا إلى أن كمية فيتامين (د) الموصى بها للبالغين هي 800 وحدة يوميا. التمارين الرياضية وتحدث استشاري الروماتيزم عن أهمية العلاجات غير الدوائية، مثل التمارين الرياضية التي تزيد القوة والتوازن عند كبار السن، إضافة إلى استخدام واقيات الفخذ لامتصاص الصدمة عند السقوط أو تخفيف أثرها، مؤكدا أن للنشاط البدني أثارا إيجابية في اكتساب العظم كثافته وزيادة القوة العضلية والتوازن، مما قد يُنقص خطر حدوث الكسر بدرجة كبيرة، بينما للراحة التامة على السرير آثار سلبية على كثافة العظام. وقال: أثبتت التجارب على المسنين نجاح استخدام أشكال مختلفة من التمارين مثل الجري وغيره، حيث ساعدت جميعها في تخفيف عدد مرات السقوط، وزيادة تراكم المحتوى المعدني في الهيكل العظمي. العلاج الطبي وأوضح ناصف، أن للعلاج الطبي لمرض هشاشة العظام أكثر من طريقة ودواء مثل: – الفوسفونات الثنائية: التي تعتبر من أكثر الأدوية استخداما في الوقاية وعلاج هشاشة العظام، وتعمل عن طريق تقليل الفقدان في النسيج العظمي، ومنها فوساماكس (قرص أسبوعي)، وبونفيفا (قرص شهري)، وأكلاستا (بالحقن الوريدى سنويا). – بروتيلوس: وهو عنصر السترونشيوم، ويستخدم لعلاج هشاشة العظام لدى السيدات بعد انقطاع الطمث، ويقلل بروتيلوس من حدوث كسور في العمود الفقري والفخذ والمعصم، ويعمل عن طريق تقليل الفقدان في النسيج العظمي، كما يعمل على تعزيز عملية بناء نسيج عظمي جديد، وهو متوفر في شكل مسحوق يذاب في الماء ويشرب يوميا قبل النوم. – فورتيو: وهو جزء من هرمون الباراثيرويد، ويحقن يوميا تحت الجلد لمدة عامين كحد أقصى. – بروليا: وهو أول علاج بيولوجي للهشاشة، ويحقن تحت الجلد كل ستة أشهر. - إيفيستا: وهو من معدلات مستقبلات الأستروجين النوعية، ويستخدم للوقاية وعلاج الهشاشة بعد توقف الطمث، كما يقلل من الإصابة بسرطان الثدي.