اكتشف العلماء عبر عدد من الدراسات أن التحدي الأكبر في مواجهة عوارض الشيخوخة هو نقص المناعة المتزايد لدى المسنين. وقد لاحظ علماء المناعة أن نشاط خلايا وأخلاط جسم الإنسان يتناقص مع تقدم العمر، فحين تنعدم عملية المناعة الذاتية، تبدأ ردود أفعال جهاز المناعة في مهاجمة خلايا جسم الشخص نفسه. ولذا فإن من أهم آليات الاحتفاظ بصحة جيدة خلال مرحلة الشيخوخة زيادة مناعة الجسم. ومن المشكلات الأساسية التي تواجه علماء الشيخوخة كيفية التمييز بين التغيرات الناجمة عن السن، وبين التغيرات المرضية المنشأ، وذلك بالنظر إلى اقتران هذين النوعين من التغير في كثير من الحالات، التي تصيب الإنسان مع التقدم في السن مثل الالتهاب المفصلي وتجلط الدم. وقد أظهرت بعض الأبحاث العلمية نتائج مذهلة ففي إحدى التجارب، التي أجريت في جامعة كنتكي قارن العلماء بين قدرة فئران متقدمة في السن وأخرى صغيرة السن في اجتياز متاهة معقدة، وارتكبت الفئران كبيرة السن أخطاء بمقدار مرتين ونصف مقارنة بالأخطاء التي ارتكبتها الفئران الصغيرة لاختبار المتاهة، ولكن عندما تم تقديم مضادات الأكسدة antioxidants للفئران كبيرة السن أصبح لديها القدرة على اجتياز المتاهة بنفس سرعة الفئران الصغيرة، وهو ما يعني أن الفئران كبيرة السن كان لديها مستويات منخفضة من كيماويات موجودة في المخ تعرف باسم «موصلات الأعصاب»، ذلك لأن جزءًا من خلايا المخ لديهم كانت قد دمرت بواسطة التوكسينات والمواد المؤكسدة. وعندما تم تعويض ذلك بمضادات الأكسدة ارتفعت نسب موصلات الأعصاب بصورة ملحوظة. -------------------- فيتامينات مهمة تسمى فيتامينات “ج” (الموجودة بكثرة في الحمضيات والكيوي والورقيات الخضراء والفراولة والطماطم) و“ه” (الموجودة في المكسرات والحبوب الكاملة وزيت كبد الحوت) و“أ” (الموجودة في البروكلي والجزر والبطاطا الحلوة والطماطم والمشمش)، والسيلينيوم (الموجود في السمك واللحوم والبيض والحبوب والدجاج والثوم) بمضادات التأكسد، وإضافتها للغذاء بكمية مناسبة يساعد في الحفاظ على الصحة والحيوية والشباب. ومن المعروف أن جسم الإنسان يقوم بعمليتي البناء والهدم يوميًا، فأنت تتنفس وتخرج عوادم انهدام أنسجتك فيما تأكل يوميا ويقوم الجسم ببناء ما تهدم بل إضافة المزيد. وفي سن الطفولة يكون معدل البناء أكثر من معدل الهدم فينمو الطفل، وفي مرحلة الشباب يكون البناء مماثل للهدم، فيتوقف النمو، بينما يكون معدل الهدم أكثر من معدل البناء في مرحلة ما بعد الشباب، وهنا تحدث الشيخوخة. -------------------- تعويض الخلايا التالفة ويوضح العلماء أن الجسم يقوم يوميا بتعويض الأنسجة والخلايا التالفة حتى تستمر الحياة. والذي يدمر هذه الخلايا والأنسجة هو جزيئات شديدة الفاعلية تسمى “الشوارد الحرة” وهذه العناصر تتكون أثناء العمليات الحيوية في الخلية، ويتحول 2% من الأكسجين الذي نتنفسه إلى هذه التوكسينات. كما أن التلوث والتدخين والتعرض للإشعاع والإصابات هي مصادر معروفة لهذه الشوارد الحرة، التي إن تركت بغير سيطرة تستطيع إحداث أضرار جسيمة للخلايا، مما يؤثر سلبا على وظائفها. ورغم أنك لن تستطيع رؤية تأثير هذه الشوارد الحرة على أنسجتك فإنك تستطيع مقارنة هذا التأثير بالتأكسد الذي يحدث لتفاحة مقطوعة ومتروكة معرضة للهواء إذ تتحول للون البني. ولقد ظهرت دلائل متزايدة تربط بين هذه التوكسينات والإصابة بالأمراض المزمنة. ويحاول جسمك مقاومة هذه الشوارد الحرة عن طريق مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج وه والبيتاكاروتين الموجودة في الفواكه والخضروات الطازجة والبقول والمكسرات. لذا حاول أن تتناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي ستحقق لك الحماية من كثير من الأمراض. -------------------- مضادات الأكسدة وتلعب مضادات الأكسدة دورًا كبيرًا في التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن ضيق أو انسداد الشريان التاجي الناتج عن زيادة نسبة الكوليسترول الضار في الدم، الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين، وبالتالي إلى أمراض القلب الناتجة من ضيق أو انسداد الشريان التاجي المغذي لعضلة القلب، وإذ ترتفع نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة في الدم، فإنه عندما يتعرض للشوارد الحرة المدمرة يتحول إلى مادة سامة، وهنا تتدخل كريات الدم البيضاء لمقاومتها مما يؤدي إلى بطء سريان الدورة الدموية وبالتالي الى انسداد الشرايين. ووجد العلماء أن الإقلال من تناول الأغذية الغنية بالدهون مع تناول مضادات التأكسد مثل فيتامين ج وه يقود إلى التقليل الى حد كبير من أمراض القلب الناتجة عن ضيق أو انسداد الشريان التاجي. ومن ثم فإن العلماء ينصحون الآن بتناول فيتامين ج وه قبل تناول وجبة غنية بالدهون لمنع التأثيرات الضارة لهذه الدهون على الدورة الدموية. -------------------- الجديد في علاج الشيخوخة والجديد في مجال إبطاء الشيخوخة والحفاظ على الشباب لأطول فترة ممكنة، ما توصل اليه مجموعة من العلماء في جامعة كاليفورنيا مؤخرًا، فقد تمكنوا من تطوير بعض المكملات الغذائية، وتمكنوا بواسطتها من إعادة الشباب إلى فئران معملية متقدمة في السن حتى وصفت النتائج بأنها «مذهلة»، مما ينعش الآمال في تحقيق نتائج مشابهة في البشر. ولاحظ العلماء أن إضافة نوع من الأحماض الأمينية إلى حمض آخر من الأحماض الدهنية أدى إلى استيقاظ الفئران المسنة وكلها حيوية ونشاط، كما أصبحت أدمغتها في حال أفضل، ولوحظ أن حيويتها ونشاطها أصبحتا مماثلة للفئران الأصغر سنا، مع تحسن ملحوظ في أداء الذاكرة. وقدر الباحثون أن أثر هذه المواد على الفئران يشبه عودة انسان عمره 80 عاما إلى حالة شخص في منتصف العمر. -------------------- الاحتفاظ بايقاع متوازن للحياة اليومية ان تخصيص وقت للعمل، ووقت كاف للنوم، ووقت للاستمتاع بالهوايات سيجعل الحياة أكثر بهجة، مع اعطاء فرصة للحياة والتواصل مع شريك الحياة والأولاد، مما يجعل الجميع أكثر سعادة. يجب الحرص على ألا يكون المنزل مكانًا لاستكمال عمل لم ينجز في المكتب. -------------------- ممارسة الرياضة: ان ممارسة التمرينات الرياضية تؤدي إلى تحسين انتاج واستهلاك الطاقة في الجسم، مع تقليل امكانية توليد التوكسينات المدمرة للحامض النووي للخلايا، مما يؤدي إلى ابطاء عملية الشيخوخة. -------------------- استنشاق الهواء النقي والابتعاد عن الهواء الملوث ان ملوثات الهواء العديدة هي أسباب قوية للإصابة بالسرطان، وهي تحتوي إلى مواد مؤكسدة تتسبب في الإسراع في عملية الشيخوخة. -------------------- تناول الأسبرين يوميا لوحظ أن تعاطي 80 مج من عقار الأسبرين يوميا قد أدى إلى انخفاض مخاطر الإصابة بالقلب بطريقة ملحوظة. وهذه الفائدة يمكن ارجاعها إلى التأثير المانع للتجلط للاسبرين. إن الالتهاب المزمن يمكن أن يلعب دورًا في احداث أمراض القلب - كما أسلفنا في النقطة السابقة - ولهذا، فان تأثير الأسبرين على الالتهاب يمكن أن يكون مفيدًا في هذا المجال أيضًا. -------------------- عدم تناول الكحوليات الكحول مادة سامة تدمر الكبد وبعض مكونات معظم خلايا الجسم. وهذا يؤدي إلى الإسراع في عملية الشيخوخة، وزيادة القابلية للتعرض لكثير من الأمراض المرتبطة بها. -------------------- الوزن المثالي بالنسبة للطول ترتبط زيادة الوزن بالتصرف غير الفعال في طاقة الجسم، وزيادة انتاج شوارد الأكسجين الحرة داخل الخلايا، وهذا يؤدي إلى زيادة مخاطر الاصابة بالسرطانات المختلفة، وأمراض القلب، وبالتالي الاسراع في عملية الشيخوخة.