أحد أهمّ ملامح التحول الذي نعيشه في رؤية السعودية 2030 هو تحقيق مفهوم «مجتمع حيويّ»، والذي تجسّد واقعاً إلى مجتمع نابض بالحياة، ليستتبع مرتكزات الرؤية الأخرى، وهي: وطن طموح، واقتصاد مزدهر. فالرؤية تنطلق من وعي عميق وفاعل يضع المواطن والمجتمع عموماً في قلب الطموح ومسيرة التنمية والتطوير والريادة والابتكار؛ وقد أكّدت رؤية 2030 على المجتمع المتماسك السعيد أنه هو أهم أسس الازدهار الاقتصادي لمجتمع مواطنه مسؤول، وجذوره راسخة تستند على قيم الإسلام السمحة والفخر بالوطن، وكذلك لفتت الرؤية إلى أن كل هذا يتم في بيئة توفير خيارات ترفيه على مستوى عالمي، ونمط حياة مستدام، وأنظمة رعاية صحية واجتماعية فعالة. ومن المهم أيضاً التوقّف عند شمولية رؤيتها، إذ تأتي الرفاهية الصحية والنفسية والاجتماعية في أولويات رؤية السعودية 2030، ولهذا كان من صميمها أن يتمتع الجميع بجودة حياة عالية وصحية، وبيئة عامرة، من أجل تكوين مجتمع بنيانه متين، وبناء شخصيات قوية من خلال إنشاء أنظمة رعاية صحية واجتماعية متطورة. اليوم تبرز عناية القيادة بتحقيق أعلى درجات الصحة وصون حياة المواطنين، وتجنيبهم الحوادث، والوفيات جراء حوادث الطرق، ونتيجة لثمرة تلك الجهود في تعزيز السلامة المرورية، من خلال اعتماد وتنفيذ سياسات استراتيجية استهدفت تقليص الحوادث التي ذهب ضحيتها الآلاف، فضلاً عن حالة العوق والأمراض التي كبّدت الأُسر متاعب نفسية وآلاماً وخسائر في الأرواح والمادة وغيرها. ولقد كان لنجاعة الجهود، وتحسين البنية التحتية، وكذلك الجهود المبذولة في تعزيز الوعي المجتمعي، وقبلها الأنظمة التشريعية الدور البارز فيما تحقق من خفض للوفيات؛ كل هذا بفضل الله ثم بفضل مبادرات ومشاريع الرؤية التي عززت جهود رفع وعي المجتمع وقائدي المركبات تجاه السلامة المرورية، ما أسهم في انخفاض وفيات الطرق في السعودية بنسبة 50 %، كما أسهمت جهود وزارة الداخلية من خلال قطاعاتها الأمنية في خفض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50 %، وهنا لا بد من الإشارة لجهود اللجنة الوزارية للسلامة المرورية ولجان السلامة المرورية في إمارات المناطق التي عملت على مشاريع مشتركة واستراتيجية مع الجهات الحكومية والخاصة، وكان لذلك أثر بالغ في الإسهام بانخفاض نسبة الوفيات على الطرق بنسبة 50 %، وهذا الانخفاض حقق آثاراً إيجابية، وبث روح التفاؤل لدى الجميع، إذ إن انخفاض الوفيات على طرق المملكة بنسبة 50 % يؤكد ارتفاع الوعي لدى كافة فئات المجتمع، حيث أسهمت جهود وزارة الداخلية المشتركة مع الجهات الحكومية والخاصة في تحقيق ذلك، فضلاً عن الدور المهم الذي أسهمت به تغطية وزارة الداخلية الأمنية الطرق على مدار (24) ساعة بدوريات أمن الطرق الميدانية للطرق الخارجية وتفعيل الأنظمة الإلكترونية الأمنية، وتحقيق زمن استجابة لا يتجاوز (10) دقائق. ويبقى الدور الأهم علينا كمواطنين في تطبيق التعليمات واستشعار المسؤولية تجاه الالتزام ورفد جهود الدولة التي تستهدف سلامة مجتمعنا ورفاهه صحياً ونفسياً واجتماعياً.