تعتقد المذيعة السعودية إيمان الحمود أن العيش في «مجتمعات منفتحة» ساعدها بعض الشيء في تحقيق هذا النجاح الذي وصلت إليه، وتنكر وجود «ظروف سعودية»، أو بالأحرى عوائق يفرضها أحياناً المجتمع على المرأة وتقف حاجزاً دون نجاحها، و«المجتمع الذكوري «يمكن أن يكون حقيقة إلى حد ما، غير أنه لا يصح أن يكون شماعة لتعليق الأخطاء، لأن المجتمع بات «يتغير» ويتخلص من ذكوريته المطلقة إلى ذكورية نسبية، أي قابلة للتأقلم مع متطلبات العصر، فيما لو تم دعم ذلك بقرار سياسي. وفي شأن اللوبيات في الغرب اعتبرت أن الجالية الإيرانية تخدم قضاياها هنالك أكثر من الصوت الخليجي، الذي تنتقص دوله من ثقافة الاغتراب... إلى نص الحوار: إلى أي مدى ساعدك العيش في مجتمعات منفتحة، في فرنساوالأردن والكويت، في بناء الثقة؟ وهل نجاحك مرهون بكونك لم تواجهي ظروفاً سعودية مكتملة الأركان؟ - أعتقد أن الأمر لا يتعلق ببناء الثقة بقدر ما يتعلق ببناء شخصية تستوعب الخلاف والاختلاف، فداخل مجتمعنا السعودي، وبحكم بعض العادات والتقاليد والأعراف، نبقى محصورين داخل حيز اجتماعي يصعب علينا معه التعامل مع الآخر ومحاولة فهمه في الشكل الصحيح، وهذا ما تساعدنا فيه الغربة؛ لأنها تجبرنا في شكل أو آخر على ضرورة إيجاد مكان لنا وإثبات أنفسنا داخل مجتمعات قد تختلف عنا، والثقة تنبع حينها من مدى قدرتنا على أن نخلق نوعاً من التجانس الفكري بيننا وبين تلك المجتمعات. بالتأكيد لا أستطيع أن أنكر أن العيش في مجتمعات منفتحة ساعدني في تحقيق هذا النجاح، لكنني لا أعتقد أن ما تسميه في سؤالك «ظروفاً سعودية»، أو بالأحرى عوائق يفرضها أحياناً المجتمع على المرأة، تقف حاجزا دون نجاحها، لأنني أتابع عن كثب نجاحات تحققها كثيرات من السيدات السعوديات، على رغم تلك الظروف أو العوائق. هل «المجتمع الذكوري» حقيقة تعوق الكفاءات النسائية أم انطباع مبالغ فيه؟ - يمكننا أن نقول إنه حقيقة، لكن لا يمكننا أن نجعل منه شماعة لتعليق الأخطاء. لأنني أعتقد أن هذا المجتمع بات يتغير شيئاً فشيئاً ويتخلص من ذكوريته المطلقة إلى ذكورية نسبية، أي قابلة للتأقلم مع متطلبات العصر، فيما لو تم دعم ذلك بقرار سياسي. فمثلا يمكننا أن نلمس ذلك بوضوح في تجربة الانتخابات البلدية، التي شهدتها السعودية أخيراً، والتي كنت أشك شخصياً في إمكان وصول المرأة إلى أحد مقاعدها، لكنني فوجئت بنساء نجحن في مناطق تسيطر عليها ثقافة ذكورية بحتة، هذا يعني أن هناك أمراً ما يتغير، صحيح أن هذا التغيير قد يكون بخطوات بطيئة، لكنها تبقى خطوات تستحق التأمل والتشجيع. هل يبدو المجتمع السعودي وكأنه يبحث عن صوت إعلامي مختلف؟ - أعتقد أن المجتمع السعودي لا يبحث عن صوت إعلامي مختلف بقدر ما يبحث عن صوت إعلامي نزيه ومحايد، قادر على نقل وجهات النظر على اختلافها من دون أن ينصب نفسه مفسراً للآراء والأفكار أو أن يتحيز لبعضها دون الآخر، فالإعلامي المهني لا يجب أن يُستخدم أداة لتوجهات فكرية معينة، بل يجب أن يكون مرآة واقعية تعكس هموم المجتمع وتساعده في إيصال صوته للمسئول من دون أن يملي عليه الأطروحات أو يعمل على تلقينه الدروس، فالمتلقي - باختصار - بات أذكى وأكثر وعياً، ويستطيع أن يميز الغث من السمين، لكنه يريد أن يسمع منهما أولاً قبل أن يعطي حكمه النهائي. الليبرالية وسيطرتها على الإعلام مسألة متداولة من قديم، ولكن ما تفسير هذا الاحتفاء بما ذكرته في حوارك التلفزيوني الأخير؟ - ربما لأن تلك السيطرة المفترضة - وأقول مفترضة لأننا نتكلم هنا عن مناهج بحث علمي تتطلب الافتراض ولا تقبل التعميم - لم تكن واضحة إلى هذا الحد قبل سنوات عدة، أو دعنا نكون أكثر صراحة؛ كانت ذات تأثير محدود في الخطاب الإعلامي السعودي، ولا سيما ذاك الموجه إلى الداخل. فمثلاً بعد أحداث ال11 من أيلول (سبتمبر) كان الخطاب الإعلامي الموجه إلى الداخل محافظاً إلى حد كبير، ولا يستطيع تجاوز كثير من المحظورات، وكان من الضروري حينها تطعيم هذا الخطاب بأصوات ذات توجه «ليبرالي» إن صح التعبير، لخلق نوع من التوازن يهدف إلى تمثيل مكونات المجتمع كافة في هذا الخطاب من دون تهميش أو إقصاء، الأمور بدأت تتخذ منحى آخر بعد ثورات ما بات يعرف بالربيع العربي وتصاعد نفوذ جماعات الإسلام السياسي، الأمر الذي اعتبرته بعض المجتمعات خطراً عليها، وهو ما دفع بكفة الميزان الإعلامي نحو من اصطُلح على تسميتهم ب«الليبراليين»، وبخاصة في السعودية، هنا بدأت الهوة بالاتساع أكثر فأكثر، وبات من السهل أن نلمس حال عدم التوازن، التي يعاني منها هذا الخطاب، إلى درجة أن نسبة من السعوديين أصبح لديهم حاجز ردع نفسي يرفض مسبقاً كل ما يبثه هذا الخطاب، حتى من دون تكلف العناء لاستقبال رسالته الإعلامية وتحليلها، بسبب ما يعتبرونه غياب أصوات تمثلهم في هذا الخطاب. للتذكير فقط، تكلمت حينها أيضاً عن سيطرة التيار المحافظ على الخطاب التعليمي، واعتبرت هذا الأمر أكثر خطورة، إذن نحن في حاجة إلى مراجعة شاملة تحقق نوعاً من التوازن في الخطابين، الأمر الذي سينعكس حتماً على المجتمع. من الأساس، هل توجد ليبرالية حقيقية في السعودية، وما الذي يمنع من تكونها في حال فقدت؟ - عندما ذكرت كلمة ليبرالية في مقابلتي لم أكن أعني الليبرالية بمفهومها الغربي، فهذا مفهوم صعب التطبيق في مجتمع كالمجتمع السعودي، الذي يغلف نفسه بخصوصية تختلف عن دول الجوار، غلى رغم تقارب ثقافته منها، لكنها كلمة تعارف عليها الناس لوصف تيار منفتح فكرياً يغرد خارج سرب التيار المحافظ، وفي أدبيات الثقافة السعودية لا يمكنك أن تجد وصفاً أكثر قرباً من كلمة ليبرالية، على رغم أنها، كما ذكرت، غير مكتملة الأركان عند كثير من السعوديين الذين ينسبون أنفسهم إلى هذا التيار. ما الذي يعطل دور المجتمع في ظل تنافس التيارين الشهيرين للحراك السعودي، هل تعتقدين أن هناك طرفاً يفضل أو يستفيد من استمرار هذه الحال؟ - هناك أسباب عدة أسهمت في هذا التعطيل، ودعنا نبدأ مثلاً بالمجتمع، إذ أسهمت حال الصمت السلبية التي اعتاد عليها سنوات في غياب صوته، وسمحت لهذين التيارين بالبروز إلى السطح وتحويل قضاياه الرئيسة إلى ساحة مفتوحة لصراعاتهما المتواصلة، لكن هذا لا ينفي حتماً مسؤولية الدولة في ضرورة الأخذ بيد المجتمع نحو تفعيل دوره، لأن هذا الصراع سيبقى مستمراً على تلك القضايا إن لم تحسمها الدولة، وهناك كثير من الأمثلة التي تضرب في هذا السياق. خلال انتفاضات الربيع الشعبية انقسم الإعلام العربي إلى فسطاطين، إلى أيهما كان يميل المنطق ونسبة الحياد الأعلى؟ - عند التحولات السياسية الكبرى يغيب المنطق في أغلب الأحيان، لا يجب أن ننكر أن ثورات ما بات يعرف بالربيع العربي كانت مفاجئة للجميع ولم تسبقها أية مؤشرات. المحرك الأول لتلك الثورات كانت تلك الرغبة الشبابية الحقيقية في صنع التغيير داخل أنظمة نخرها الفساد سنوات، كنت في مصر حينها، ولمست تلك الحماسة بنفسي، لا يمكننا أن نلوم هؤلاء الشباب على حلمهم، لكن اتضح بعد ذلك أن الواقع السياسي داخل هذه الأنظمة كان أكثر قسوة، مع وجود مكونات سياسية استغلت أحلام هؤلاء الشباب وتسلقت على أكتافهم للوصول إلى سدة الحكم. مع حال الاستقطاب السياسي الواضحة في المنطقة، كان الإعلام العربي مع الأسف الشديد أحد الأدوات المستخدمة في هذا الصراع، ولم يتمكن من لعب دور الشاهد النزيه في معظم الأحيان، وهو أمر يعود حتماً إلى سيطرة حكومات ورؤوس أموال على معظم وسائل الإعلام في العالم العربي، فغاب الحياد والمنطق من المشهد الإعلامي برمته. قلت مرة: إنك توقفت عن الكتابة في مواضيع الشأن السعودي بسبب ما يسمى بالخطوط الحمراء، ما تلك الخطوط؟ وموقفك منها؟ - الكتابة في الشأن السعودي بحياد وموضوعية هي كالمشي في حقل مليء بالأشواك، لكنها في الوقت نفسه واجب يقع على عاتق كل صحافي وطني يشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعه والأزمات التي يواجهها، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في تلك القيود التي تضعها بعض المؤسسات الصحافية والقائمون عليها بسبب خوفهم غير المبرر من ردود فعل المسؤولين. أعتقد أن المسؤول السعودي بات على قدر كبير من الانفتاح على وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، ومن الأفضل للمؤسسات الإعلامية أن تكون على قدر هذه المسؤولية، لنقل صوت المواطن وعكس همومه، وإلا فإن المواطن والمسؤول سيتجاوزان إعلامنا إلى وسائل إعلام أجنبية قد تكون أكثر صدقية في معالجة واقعنا وطرح مشكلاته. قلت مرة: يجب أن يتم تحرير الإعلام السعودي من القيود قبل المشاركة الفعالة في القيادة والتنمية، كيف يكون ذلك؟ - يكون ذلك عبر منحه مزيداً من الثقة، ورفع سقف الحريات أمامه في شكل يتلاءم والمرحلة التي تعيشها المملكة حالياً، فرؤية «عام 2030» التي استبشر بها الجميع خيراً، في حاجة إلى أداة رقابية فاعلة تساعد القائمين عليها في تسليط الضوء على مكامن الضعف واستكشاف نقاط القوة، للعمل على تكريس تلك الرؤية واقعاً على الأرض خلال تلك المدة الزمنية، والسلطة الرابعة، إن سمح لها بممارسة دورها الحر، هي بلا شك الشريك الأهم في تحقيق مسيرة التنمية داخل المجتمع السعودي. كيف يرتقي الإعلام السعودي لمواجهة التحديات وتمكين أدوات مفيدة في أدائه وتناوله؟ - هي في الحقيقة مسؤولية مشتركة بين الإعلامي والمسؤول، فبناء الثقة بين الطرفين سيفتح الباب نحو الارتقاء بهذا الإعلام إلى المرتبة التي تجعل منه أداة فاعلة في مواجهة معظم التحديات، على الإعلام السعودي أيضاً أن ينأى بنفسه عن صراع التيارات الفكرية، وأن يكون لاعباً مستقلاً يفرض قواعد اللعبة ولا يكون جزءاً منها، وأن يتمكن من بث رسائله الإعلامية في شكل أكثر دقة وذكاء كي يكسب ثقة جمهور الداخل السعودي، ومتى استطاع كساب تلك الثقة في الداخل فإنه حتماً سيكسبها في الخارج، وملف الخطاب الإعلامي السعودي في الخارج هو ملف آخر قد يطول شرحه هنا. «رؤية 2030» من وجهة نظرك؛ هل تعولين أكثر في التغيير المقبل على الدولة أم المجتمع؟ - التغيير في أي مكان من العالم تقوده الدولة، ويعكسه المجتمع عبر قدرته على التكيف مع هذا التغيير بما يتواءم مع حاجاته ومتطلباته، أنا شخصياً أعول كثيراً على قرارات ستسهم في إحداث تغيير حقيقي داخل المجتمع السعودي، كما أعول أكثر على وعي هذا المجتمع بأطيافه كافة وبقدرته على توحيد الرؤى الخلافية حيال كثير من الملفات، للوصول إلى سيمفونية مجتمعية تسهم في تبني هذا التغيير بما يتواءم مع تركيبة هذا المجتمع. ضمن سلة الهيئات التي ابتكرتها الرؤية، هل كنت تنتظرين «الهيئة العامة للمرأة»، أم أن الأمر لا يستحق؟ - المرأة لا تحتاج إلى هيئة، بل تحتاج إلى وزارة قائمة بذاتها تشرف على كل ما يتعلق بشؤونها، كما يحدث في كل دول العالم، ففي فرنسا مثلاً هناك وزيرة للمرأة، وهي الأكثر نشاطاً بين نظرائها في الحكومة، لسبب بسيط جداً هو أن المرأة نصف المجتمع، وهي الأساس في تنشئة نصفه الآخر. التغييرات التي يشهدها المجتمع السعودي، وخصوصاً في ما يتعلق بتفعيل دور المرأة وتمكينها ودمجها أكثر في سوق العمل، كما جاء في «الرؤية»، يحتاج حقيقة إلى وجود وزارة قائمة بحد ذاتها تعنى بشؤون المرأة، وليس مجرد هيئة. هل يحتاج الخليج إلى لوبيات في أوروبا وأميركا في مواجهته خصومه ومنافسيه السياسيين؟ - شخصيا لا أرتاح إلى استخدام كلمات مثل «لوبي» أو «جماعة ضغط» على رغم أنها مصطلحات متعارف عليها دولياً، وأميل أكثر إلى استخدام كلمة «جاليات» أو «مجموعات صداقة»، فدول الخليج في أمس الحاجة إلى مثل هذه الأصوات في أوروبا وأميركا، نظراًإلى غياب التمثيل الصحيح لصورة تلك الدول والمجتمعات، في مقابل وجود جاليات من دول ومجتمعات أخرى استطاعت أن تتبوأ مراكز مهمة في تلك الدول، وأصبحت تمتلك صوتاً مسموعاً وصل إلى داخل البيت الأبيض في الولاياتالمتحدة الأميركية، وكان لها في الحال الإيرانية مثلاً أكبر الأثر في التقارب الأخير بين هذين البلدين، الغريب في دولنا الخليجية هو الانتقاص من ثقافة الاغتراب والاستقرار في الخارج، على رغم أنه لا يوجد مجتمع في العالم لا يمتلك بين صفوفه أصواتاً مغتربة، وغياب تلك الأصوات خلف تلك الأزمة التي تعيشها دول الخليج لتصحيح الصورة التي يحاول بعضهم تشويهها في الخارج لحسابات سياسية أو فكرية أو ثقافية معينة. ملامح } إيمان الحمود إعلامية وباحثة سعودية، تلقت تعليمها المدرسي في مدينة الجبيل الصناعية شرق المملكة العربية السعودية، عملت في وسائل إعلامية عدة، منها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، بعد أن أكملت دراسة الإعلام أكاديمياً في الأردن، وانتقلت بعدها إلى فرنسا لإكمال دراستها العليا، حصلت على الماجستير، وهي في المراحل النهائية لاستكمال درجة الدكتوراه، عنوان رسالة الماجستير «صورة الإسلام في الإعلام الفرنسي بعد أحداث 11 سبتمبر»، أما رسالة الدكتوراه فتخصصت في الخطاب الإعلامي للمملكة العربية السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر. تعمل حالياً في إذاعة «مونت كارلو» الدولية الفرنسية الناطقة باللغة العربية، إذ قامت بتغطية ميدانية لثورات الربيع العربي، فضلاً عن تقديم نشرات الأخبار، وبرنامج أسبوعي يحمل اسم «ساعة خليجية»، كانت تكتب عموداً صحافياً أسبوعياً في صحيفة «الوطن» السعودية، وتحاول دائماً البحث عن كل ما هو جديد في علم الاتصال والإعلام. أنا مغرمة بالعمل الإذاعي، ولا أمانع أبداً في إكمال حياتي بمثابة إذاعية. في فرنسا تعلمت أن مدرسة «المذياع» أهم بكثير من مدرسة «التلفزيون»، لأنها الوسيلة الإعلامية الوحيدة القادرة حتى الآن على الوصول إلى الأماكن النائية والفقيرة وتلك التي تعاني من ويلات النزاعات والحروب، عبر جهاز صغير قليل الكلفة نسبياً. وفي المقابل لا أمانع طبعاً من الظهور التلفزيوني يوماً ما، كما أنني لن أمانع حتماً في إعطاء بعض الدروس والمحاضرات والدورات التدريبية، كل ما أعرفه هو أن قدري بات إعلامياً بحتاً. رسائل إلى الرأي والرأي الآخر } ثقافة الرأي والرأي الآخر لا تعتمد على القرارات بقدر ما تعتمد على التحولات السياسية والاجتماعية التي تعيشها الدول والمجتمعات. مجتمعاتنا الخليجية كانت بعيدة عن تلك التحولات، هنا تقع المسؤولية في شكل أكبر على وسائل الإعلام لتنمية ثقافة الرأي والرأي الآخر. عضوات مجلس الشورى } قدمتن الكثير تحت قبة المجلس، ولا سيما في ما يتعلق ببعض الحقوق التي نالتها المرأة السعودية أخيراً، وأتمنى أن تستمر المطالبة بحقوق أخرى ينبغي أن تنالها المرأة قريباً، وأعتقد أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من التطبيق، طريقكن لم يكن سهلاً أبداً، لكنكن أثبتن أنكن على مستوى ثقة المجتمع بكن، وأحدثتن فارقاً لا يستهان به في أداء المجلس بعد انضمامكن إليه. الضعف الإعلامي } مسألة الضعف الإعلامي فهي حقيقة مؤسفة تضاف إلى كل ذلك وتحتاج إلى وقفة حقيقية وعاجلة قبل فوات الأوان. هناك كثير من الصحافيين الغربيين يحاولون الوصول إلى المعلومة الحقيقية التي تحيط بتلك الصورة النمطية، لكنهم مع الأسف لم يتمكنوا من ذلك، بسبب التعقيدات التي تفرضها بعض الدول على العمل الصحافي داخلها، وعدم استجابة بعض المسؤولين مع الصحافي الأجنبي، ملآك الإعلام العربي } الإعلام رسالة وليس تجارة، جميل أن تكون لدينا في العالم العربي إمبراطوريات إعلامية لها قدرات إنتاجية ضخمة، لكن الأهم يكمن في نوع المادة المقدمة وليس في كميتها، وبالتزامن مع حال الاضطراب السياسي التي نعيشها، فنحن في أمس الحاجة إلى إعلام ينهض بدولنا ويجمعها، ويبتعد عن كل ما يفرقها على أساس ديني أو طائفي أو عرقي، والمسؤولية تقع على عاتقكم. وزير التعليم أحمد العيسى } سمعت كثيراً من الإشاعات عن مصير برنامج الابتعاث، هناك من يقول إنه توقف تماماً، وهناك من يؤكد أنه قنن وحصر في فئات معينة، أنا شخصياً أعتقد أن الابتعاث كان من أهم المشاريع التي نهضت بالشباب السعودي وفتحت له أبواباً وآفاقاً أرحب، أتمنى أن تجدوا حلاً يضمن استمراره، كما أرجو أن تُستقطب أبرز مخرجاته والاستفادة منها في «رؤية المملكة 2030». عائلتك } تعجز الكلمات عن الامتنان الذي أكنه لوالدي ووالدتي وإخوتي على الدعم الذي قدموه لي دائماً، أشكرهم جزيل الشكر على ثقتهم بي وبموهبتي التي بدأت منذ نعومة أظفاري، فحرصوا على تنميتها بالمزيد من القراءة والثقافة والعلم، وعندما جاءتني فرصة السفر لم يتردد والداي لحظة في دفعي نحو حزم حقائبي والبحث عن تحقيق حلمي.