سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الوعيل: التأني في سياستنا الإعلامية يجعلنا ندافع أكثر ونتأخر!
نشر في الحياة يوم 28 - 01 - 2014

الصحافة عندنا حراكها لافت للنظر، خصوصاً خلال العقود الثلاثة الماضية، ضيفنا تجاوز العقد الخامس من عمره، ولا تزال جيناته تنطق صحافة، مارس كل ألوان العمل الصحافي، حتى وصل إلى أعلى مناصبه، وما إن غادر كرسي الرئاسة، حتى عاد للصحافة من جديد من دون أن يهتم بأنه كان رئيساً للتحرير.
محمد الوعيل صحافي، عمل في أربع مؤسسات صحافية، ولا يزال ولاؤه للمهنة أكثر من أي شيء، عندما كان صحافياً كان أكثر جرأة منه عندما أصبح قيادياً، هدوؤه وثوابته عنوان للسياسة الإعلامية السعودية، تراه ولا تشعر بأنك في أتون، لذا استمر في هيئة الصحافيين أربع دورات متتالية، لأن مثل هذه المواصفات تنجح في البقاء كثيراً!
محمد الوعيل، لا بد ألا نغفل تاريخه الصحافي، وفي الوقت نفسه كنا نأمل منه الكثير، لأنه يملك الكثير، لا نستطيع أن نقول إن هناك مدرسة صحافية باسمه، لكن كانت فترته في «الجزيرة» و»المسائية» فترة ذهبية في حياته، التي توقف جنونها مع وصوله لكرسي الرئاسة.
أبو نايف كما نناديه خرج من كرسي الرئاسة بعد أن أمضى فيه 14 عاماً، ولا يزال الجدل في خروجه معلقاً، هل خرج هو، أم أجبر على ذلك؟ وتلك قصة قد نتلمس معالمها في ثنايا هذا الحوار.. هل قال أبونايف كل شيء هنا، أشك في ذلك، لكنني أظنه أطلق بعض مكنونه، وما زال يختبئ في داخله الكثير.
هل جيلكم عاش كل الفرص فاستطاع أن يصنع شيئاً؟
- أستطيع أن أقول إن جيلنا عايش كل الفرص «الشحيحة»، واستطاع أن يفعل شيئاً، أنضجتنا التجربة التي لم يكن فيها جوال أو إنترنت أو سهولة انتقال، فكان الجري وراء المعلومة من مصادرها لهثاً حقيقياً ومتعباً.. ألا يكفي هذا؟
ظاهرك هادئ، لكن تسكنك شراسة لا حدود لها، كيف تكونت هذه المعادلة؟
- كل شخص يعيش هذا التناقض البشري، ومع ذلك ألا يقول المثل: «اتق شر الحليم إذا غضب؟»، وأؤكد أن ما يسكنني هو الجدية، إلا إذا كنت تعتبرها شراسة، وهنا الفرق.
منذ متى بدأت تتابع الأخبار وترصد العناوين الصحافية؟
- طوال حياتي وأنا مسكون بالمتابعة والرصد، وإن تركزت منذ المراحل الأولى في الدراسة، وتجلت في أعوام النضج.
هل شهدت إحدى مراحلك الدراسية ولادة كتابية ما تخصك؟
- ليست كتابات بالمعنى الدقيق أو التوثيقي، ولكن يمكن اعتبارها خربشات إذا جاز التعبير، صفحات قديمة وآراء وانفعالات مجردة، ربما تكون شكلت الإطلالة الأولى أو الاستعداد لما صار من تطور موضوعي في مسيرتي العملية.
أقسام الاعلام بالجامعات
كيف تقوّم الخطط الدراسية لأقسام الصحافة والإعلام في جامعاتنا؟
- في رأيي أنها جيدة، ويا حبذا لو تربط النظرية بالتطبيق العملي، وبالتالي وفي ظل غياب استراتيجية علمية واضحة، نجد الاختلاف الكبير بين الدراسة والممارسة، وهذه نقطة أتمنى أن ينتبه إليها القائمون على أقسام الإعلام في بلادنا.
بأي كف تصافح المؤسسات الإعلامية خريجي الإعلام في رأيك؟
- بالكف اليمنى حيناً، واليسرى حيناً، وبالتجاهل في معظم الأحيان، وإن كنت أنحاز للرأي الأول.
التدريب والتأهيل المهني في مجال الإعلام هل تظنه كافياً لإنتاج جيل إعلامي ناضج؟
- التدريب والتأهيل المهني ضرورة ملازمة للدراسة النظرية، أما النضج الإعلامي فيتوقف على ما هو أكثر من الدراسة والتدريب، والأهم الوعي العقلي والاستيعاب الثقافي والحضور الذهني والانفتاح المنضبط بالأولويات، كل ذلك يساعد في إنتاج جيل إعلامي ناضج.
تهمة التنظير للأكاديمي إلى متى ستظل قائمة؟
- حتى نقتنع بقيمة التجربة، وأننا لا يمكن أن نطير من دون جناحي الدراسة والتدريب.
الصراع بين المهنيين والأكاديميين من المستفيد منه؟
- الخاسر هو الوطن، وأجيال عدة تنتظر رؤية حقيقية تؤمن بقيمة متلازمة العلم والعمل.
ماذا تنقم على الصحافة المحلية؟
- أنقم على الصحف المحلية وقوعها في براثن بيانات العلاقات العامة للمؤسسات والمصالح، والمؤلم أن كثيراً من المصالح وقعت عقوداً مع شركات إعلامية وإعلانية. إننا في حاجة للمزيد، سواء على مستوى التشريع الإعلامي، أم التدريب المهني، لأننا في حاجة إلى كفاءات عقلية ومواهب إعلامية أكثر، ومع ذلك، فإنني متفائل بأن الأعوام الخمسة المقبلة ستكون تطويراً وانفتاحاً أكثر.
في رأيك ما الذي يطفئ وهج المهنية الصحافية؟
- المهنية تستوجب توافر الموضوعية والأدوات الحقيقية للتواصل بين المواطن والمسؤول، والنفاق والتزلف والجري وراء المصالح هو القاتل الحقيقي للمهنية.
كرامة الصحافي لم الكل ينتهكها؟
- ليس إلى هذه الدرجة، ومع ذلك الصحافي إنسان ومواطن، ما يتعارض وكرامته، هناك قانون ومحاكم.
لما وسطنا الصحافي لا آمان فيه؟
- لا أظن ذلك في الوقت الحاضر.
كرسي رئيس التحرير سابق لم يطل صاحبه البقاء فيه ألا تملون؟
- عن نفسي تركت الكرسي، ولكني لم أترك الصحافة.
العلاقة بين رئيس التحرير والمدير العام كيف هي؟
- طرفا مقص حاد للغاية.. كل له أسبابه للقطع.
تكرار رؤساء التحرير
تكرار الأسماء في المناصب الكبرى الصحافية هل يخبر بعدم وجود كفاءات أم الرغبة في الثبات؟
- ربما يكون للرغبة في الثبات والاستقرار.
كيف تقرأ العلاقة بين رؤساء التحرير؟
- هي العلاقة ذاتها بين الصحف نفسها، هادئة على السطح، تنافسية شرسة وغيورة مهنياً من الداخل.
في الزيارات الرسمية، ما الفائدة من سفر رئيس التحرير وهو لا يصنع مادة إعلامية؟
- ليس صحيحاً، ولعلنا نلاحظ المقالات التي تكتب قبل وبعد وأثناء الحدث.
هيئة الصحافيين، لماذا ماتت وهي حية؟
- لم تمت وانتظر خطوات مقبلة للهيئة سترى النور قريباً، أعتقد أنها ستحقق طموحات المنتسبين إليها، وأعتقد أن هناك عدداً من القضايا تستوجب البحث والنقاش ومحاولة الوصول لصيغة مقبولة من الصحافيين ومن إدارات الصحف تنظم العلاقة تشريعياً بالذات، كما أعتقد أن هيئة الصحافيين لديها مشروع لدرس مثل هذه القضايا، ما يحفظ مهنية الصحافي وتنامي مستوى أدائه.
حتى متى وتعيين رئيس التحرير يحتاج لموافقة عليا؟
- حتى الآن أرى ذلك شيئاً طبيعياً، لخطورة وأهمية الوسيلة الإعلامية وخطابها، وبالتالي ضمان عدم خروجها عن الثوابت الوطنية العليا.
هل هناك رقيب خفي يملي عليكم السياسات شفوياً؟
- بالطبع لا، ولكنني أعترف بأن هناك التزاماً بثوابت وطنية معينة يتم الدوران حولها، وكل يجتهد بطريقته، سقف الحرية أو التعبير ارتفع، لأن المشكلات تزايدت وتعقدت، والآراء تعددت، ولا بد أن نعي أن عملية التحول الاجتماعي في أي بلد تتبعها بالضرورة عمليات تحول فكرية وثقافية وسياسية، وبالتالي فإن أي حديث عن أن الصحافة السعودية حبيسة هيئات رقابية غير صحيح، والدليل التنوع في التوجه بين قيادات هذه الصحف، لا أكثر ولا أقل.
خروجك من صحيفة «اليوم» هل تأخر كثيراً؟
- ربما يكون كذلك.
كيف كان خروجك من كرسي الرئاسة، هل تم باحترافية أم بطرق أخرى؟
- طرق أخرى تمت باحترافية!
لماذا قبلت بعد منصب رئيس تحرير أن تكون مستشار تحرير لصحيفة «عكاظ»؟
- لأنني كالسمك لا أستطيع العيش خارج المياه الصحافية، كما أعتز بأنني أعمل في مدرسة هاشم عبده هاشم الذي تعلمت منه الكثير عن بعد، فأبو أيمن مدرسة بكل المقاييس المهنية والأخلاقية.
أما زالت لديك رغبة في العمل الصحافي؟
- بالطبع، وإلا لما واصلت الركض في أي موقع صحافي.
هل يختلف المناخ الصحافي بين شرق المملكة وغربها ووسطها وجنوبها؟
- لا يختلف، ولكنه يتفاوت في شكل ما، طبيعة كل منطقة ومشكلاتها وهمومها وأولوياتها تؤثر في شكل أو بآخر، ولكن ذلك ليس تنافراً أو تناقضاً في إطار الوطن الكبير.
الكتّاب المحليون من يعرقل حروفهم؟
- اسألهم.. «أهل مكة أدرى بحروفهم».
متى تكره نفسك وأنت تشطب مقالة أو تمنع نشرها؟
- عندما أجد نفسي بين خياري الوطن أو الشخص، أو عندما تكون الفكرة بعيدة من المستوى.
كيف تقوم تجربتك مع الكتابة الصحافية؟
- تجربة لا تخلو من المتناقضات.
الصحافة الإلكترونية هل هي بديل للصحافة الورقية، أم منافس لها؟
- ليست بديلاً حتى الآن، لكنها منافس شرس للغاية، لأن الصحافة الإلكترونية تلعب على السبق في التوقيت، فيما لا تزال أمام الورقية ساعات للصدور، ولهذا تحاول كثير من الصحف الاستناد إلى موقع إلكتروني يعوضها.
أخبارنا هل من الممكن أن تبدأ وتنتهي يوماً بابتسامة حقيقية؟
- بالطبع ممكن، ولكن عندما تتحقق الأخبار والوعود، خصوصاً من المسؤولين.
أي القنوات التلفزيونية تتسمر أمام نشرة أخبارها؟
- كلها في «الهم» سواء.
من وأد التلفزيون الحكومي؟
- البيروقراطية والرتابة وعدم مجاراة ما تقدمه القنوات الخاصة سابقاً، والأمل ببراعة الأستاذ عبدالرحمن الهزاع.
تُؤدلج القنوات الفضائية بقصد أو من دون، ألا يسرقها ذلك من الفضاء الذي تبتغيه؟
- بالطبع لا، لأن كل قناة لها آيديولوجيتها التي أنشأت عليها ولأجلها، لا قناة بريئة من الأدلجة في شكل أو بآخر، علينا أن نعي ذلك لنفهم أولاً.
في البرامج الحوارية هل يستطيع المذيع التخلص من انتمائه الفكري؟
- هكذا يُفترض، هناك من يستطيع ألا يُظهر انتماءه، وهناك من يفشل، وهنا الفارق بين مذيع وآخر.
البرامج الوثائقية هل تظن أنها خالية من التحيز والمداهنة؟
- لكل برنامج هدف خفي، يتخفى وراءه، مهما حاول أن يُظهر الحيادية، وبصراحة ووضوح لا حيادية في الإعلام، هناك دائماً موقف إعلامي، حتى ادعاء الحياد هو ذاته موقف.
إعلام القاعدة
كيف تحلّل النتاج الإعلامي لتيار «القاعدة» في العالم؟
- ظلامية وتضليل، يستخدم تقنيات العصر، ويتخفى وراء شبكة الاتصال العالمية، لتمرير أفكاره والضحك على الذقون وخداع وتغرير الأبرياء باسم الدين ومصطلحات الجهاد والمقاومة وغيرها.
ما مدى رضاك عن الصورة الإعلامية للإنسان السعودي؟
- تحتاج لبعض التصحيح ومواكبة المتغيرات مع الحفاظ على ثوابتها.
مصطلح الإعلام الإسلامي هل يحجر واسعاً؟
- أين هو الإعلام الإسلامي هذا؟ أنا أرى أن مثل هذه المصطلحات تحتاج لتعريف أوضح وأشمل.
هل تشعر بأن الإعلام بقنواته أغرق بعض علمائنا وجعلهم في واد غير ذي زرع؟
- ولم لا تقول إن بعض العلماء جروا وراء الإعلام لتلميع أنفسهم، ورأوا فيه ما يعيد الشيخ إلى صباه، فتحول بعضهم إلى نجوم إعلامية، ركزوا على الفضائيات وأهملوا مجال الدعوة الحقيقي.
منصب المتحدث الإعلامي في بعض المؤسسات، هل خدم المؤسسة أم خدم نفسه أكثر؟
- برأيي المتواضع أنه خدم نفسه أكثر.
نظريات الاتصال تتعدد وتتكاثر، هل تشعر بأننا نصل بها إلى الجماهير كما يجب؟
- للأسف لا، وهذه معضلة لا بد من تجاوزها بسرعة، لأجل ألا تضيع قنوات الاتصال بين الشرائح المعنية بذلك.
السياسة الإعلامية
هل تشعر بأن السياسة السعودية ترتكز على سياسة إعلامية واضحة؟
- بالتأكيد والمتغيرات تتطلب منا التحديث، لكي لا نكون دائماً في موقف المدافع.
لماذا في قضايانا مع العالم نمارس «إعلامياً» رد الفعل أكثر من الفعل نفسه؟
- ربما لأننا نركز على الهدوء وضبط النفس أكثر من اللازم، تعودنا تقليدياً على التأني كثيراً، وبالتالي نفسح المجال لحملات تنال منا، وعندما نرد لا خيار إلا الدفاع، وهذا ما يحتاج منا لإعادة نظر.
تتناول القنوات الفضائية العربية قضايانا الاجتماعية في شكل مشوه، لماذا لا يمكننا تناول قضايانا بأنفسنا؟
- لأننا، وهذه من عيوبنا، نتردد في اقتحام عش الدبابير الاجتماعية عندنا، إما تهاوناً أو استهانة، ونثور عندما يتحدث عنها غيرنا، أعتقد لا تنقصنا الشجاعة في فتح جروحنا في شكل صريح، بحثاً عن الحلول ومهما كانت العقبات.
هل تشعر بأن القنوات الإعلامية في الخليج والوطن العربي أسهمت في تكامله أم في تنافره؟
- حتى الآن، أرى أنها لم تسهم في تحقيق التكامل، وللأسف، فإن بعضها يوفر أرضية خصبة للتنافر.
قناة «الجزيرة» هل أعادت الحياة للساحة الإعلامية؟
- أعادت الجدل حول المسؤولية الأخلاقية للإعلام، خصوصاً بعدما انبهرنا بها في بداياتها، لكنها الآن للأسف باتت مشكوكاً فيها وفي توجهاتها وتغطيتها حول مصر مثالاً.
نملك الثروة لكننا لا نملك التأثير الإعلامي، أين الخلل؟
- ربما لغياب الاستراتيجية.
متى سيزول الإعلام الحكومي؟ وهل تجد في إلغاء وزارات الإعلام ظاهرة حضارية؟
- لا أؤمن بنظرية الإعلام الحكومي، ولكنني أؤمن بمفهوم الإعلام المطلق، الذي يكون حكومياً وشعبياً وثقافياً واقتصادياً وصحياً.. إعلام شامل، هكذا يُفترض، أما إلغاء وزارات الإعلام، فقرار اتخذته بلدان كثيرة، ومع ذلك، لا بد أن تكون هناك ضوابط وخطوط حمر تحكم أي عمل أو مهنة، المهم أن تكون موجودة، ولا يهم كيف.
مؤتمرات وزراء الإعلام العرب.. أليست فضيحة إعلامية؟
- لا لماذا؟ مجرد أن يجتمع وزراء أي تخصص على المستوى العربي فهو فضيلة في حد ذاته بغض النظر عن النتائج.
وأنت ترى كثرة الأقمار الاصطناعية في الفضاء بماذا تحدث نفسك؟
- أتذكر القمر عندما يبزغ في السماء بصفائه، ترى هل يتذكره أحد اليوم؟
لماذا الفلسفات والنظريات عندما تعانق السلطة تتنازل كثيراً عن مبادئها وتستسلم للمتغيرات بسرعة؟
- ابحث عن غواية السلطة، لم يسلم منها إلا من رحم ربي.
المجتمع المدني
لماذا فكرة المجتمع المدني تخيف البعض؟ وما العلاقة المثلى بين المجتمع والسياسة؟
- لا أدري مع أن المفروض أن مدنية الدولة شيء طبيعي، الإسلام رسخ لأول دولة مدنية، ومع أننا فهمنا مدنية الدولة في شكلها الخطأ على أنها استبعاد لقيم الدين ومبادئه وأحكامه، وهذا ما أثار الفزع، فهمنا المغلوط هو السبب، واستنساخنا للتجارب الغربية أوقعنا في الإشكالية. أما علاقة المجتمع بالسياسة، فشيء طبيعي، السياسة هي حنكة القيادة، وحكمة القرار، لا التهور والاندفاع، العلاقات السياسية مع الآخر المجاور أو الشريك تقوم على فهم المصالح المجتمعية، وتقريبها لا تنافرها وهذا ما أفهمه.
مؤسساتنا الرسمية تنتهج فكراً إقصائياً مع العقول المفكرة لماذا نستمر بهذا التخاذل؟
- ليس لهذه الدرجة، أعترف بأن هناك خللاً ما، ولكن الحكم بالإقصائية فيه مبالغة كبيراً، ربما يكون المناخ غير مواتٍ، ربما تكون الأدوات غير موجودة، ربما تكون الإرادة غير كافية، نصلح هذه الأشياء أولاً ونوجدها على الأرض، ثم نحكم بعد ذلك.
لماذا لم يقض اتفاق الجات والعولمة على مشكلات الطائفية والقبلية في مجتمعاتنا؟
- الجات والعولمة نظريات اقتصادية في غالبها توصل للقرية العالمية الصغيرة، التي تحكمها في النهاية قوة واحدة (هي أميركا)، أما الطائفية والقبلية في مجتمعاتنا فهي نتاج لميراث طويل، مرتبط بعادات وتقاليد اجتماعية، لا يمكن تغييرها بسهولة أو بجرة قلم. عندما نصل لمفهوم الوطن الواحد لكل أبنائه المتساوين في الحقوق والواجبات ستندثر القبلية، أما الطائفية، فهناك من يغذيها من الخارج ويستغلها ويلعب على أوتارها باستمرار الوعي العقلي، وتغذية الشعور الوطني الجامع، ليعلو فوق الأسرة والشخص والقبيلة أو المذهب، يستغرق أجيالاً عدة، هذا هو التحدي «التعليمي» الذي علينا مواجهته بالعقول أولاً، وليس بالصراعات.
مراكز القوى
الصراع بين مراكز القوى التقليدية والأفكار الحديثة، هل هو ديدن كل المجتمعات؟ وما السبل اللازمة لتحجيمه؟
- كما قلت سابقاً في إجابتي، الصراع بين ما هو التقليد والحداثة، صراع أبدي، صراع أجيال ومفاهيم وأفكار في المقام الأول، وبالتالي ما تعتبره حديثاً اليوم، سيصبح قديماً غداً، الماكينة تدور، وكل ما علينا أن نجاري فلسفة العصر وتحدياته الثقافية والفكرية أولاً، هذا هو الأساس، بالتصحيح والمواءمة والتوافق، مع فهم طبيعة تغير الزمان وارتباط المكان واستيعاب الأشخاص، إذا نجحنا في خلق ذلك التوافق العام، فلن تكون هناك مشكلة، مع العلم أن التنوع الفكري والثقافي نعمة إلهية، أما الجمود فبلاء بشري.
قبلية المجتمع هل جنت على المرأة، أم أنها حفظتها من أخطار كثيرة؟
- لماذا نفترض أن المرأة كيان ناقص تحتاج دائماً لمن يحجر عليها ويوجهها، للأسف متى نتخلص من النظرة الفوقية في التعامل مع المرأة؟
علاقتنا مع المرأة من السبب في توترها؟
- للأسف ذكورية المجتمع.
الانفتاح الإعلامي جعل البعض يكره الحرية والديموقراطية ويشعر بوبالاتها عليه.. أين يكمن الخطأ هنا؟
- الخطأ في فهمنا نحن لمفهومي الحرية والديموقراطية، بين الحرية والفوضى شعرة معاوية، وكلنا عندما نتحدث ننسى الحديث الشريف الذي قنن الحرية: «أنت حر.. ما لم تضر»، وبالتالي نقع في الفخ.
الإرهاب كيف تفشى في مجتمعاتنا؟ وأين المختصون والمحللون عنه؟ وهل ولد فجأة أم أنه نتيجة لتراكمات تساهلنا في مراقبتها؟
- بالتأكيد تراكمات تساهلنا في التعامل معها، وربما صفقنا له بحسن نية، لنكتشف أننا أمام مفارقة رهيبة وضعتنا في مأزق جميعاً، وكأننا اكتشفنا الإرهاب فجأة. فسكوتنا «الطيب» هو ما جعلنا ندفع ثمناً فادحاً بعد الانتباه للخطر، خصوصاً أننا ظللنا لأعوام ننزه أنفسنا عن كل خطأ، أوهمنا أنفسنا بأننا نعيش في مدينة فاضلة، وبالتالي لم نصدق أن هناك إرهابيين بيننا، عاشوا معنا، تحدثوا مثلنا، أكلوا طعامنا وشرابنا، خدعوا بعضنا، وضللوا كثيراً منا. وهنا الصدمة التي أفقنا عليها، وللأسف دفعنا ثمنها الفادح بعدها.
مفهوم الوطن ألا تشعر بأنه نقطة ضعف في بنائنا التنموي؟
- بالعكس أنا أرى أنه نقطة قوة لو أحسنا استغلالها، وأرى أيضاً أنه ينقصنا الالتفاف حول مشروع وطني تنموي يكون هدفاً ووسيلة في حد ذاته، لنجتمع عليه على أرضية واحدة، بدلاً من الدخول في مناوشات فكرية تسبب ضوضاء أكثر ما تحقق استقراراً.
كيف يعيش إنسان في وطنه وهو لا يتنفس.. مكبل ويقال عنه إنه حر؟ أين ذلك؟
- أنا أرى أن الحريات مصانة هنا، ومتاح الكثير من الممارسات ونتلمسها على أرض الواقع.
لماذا ونحن أبناء وطن واحد يخون فريق الفريق الآخر؟
- اسمح لي برفض الحديث بصيغة تخوينية، لا أستطيع الاحتكام لهكذا أقوال.
لماذا بعض الإسلاميين يفشلون في علم الإدارة في شكل واضح؟
- لأنهم يعتقدون أن حديثهم باسم الدين كفيل وحده بالتغاضي عن أي عيوب أو فشل، ولأنهم يعتقدون أنهم بمجرد استلاب عقول الطيبين يؤسسون لمشروعهم الخاص، الذي ربما يكون في جوهره بعيداً من تعاليم الدين وسماحته.
انظر لنتائج الخريف العربي ووصول تيارات الإسلام السياسي للحكم لتعرف سقوط هذا الوهم.
الشعوب تنتظر المخلص هل من ملامح للبطل المنتظر؟
- الشعوب خصوصاً العربية منها مغلوبة على أمرها تماماً، لا تحلم إلا بأحلام بسيطة للغاية، لذا تتعلق بأي خيط رفيع، تصنع منه بطلاً أو مخلصاً، ولكنها قد تكتشف أنها وقعت ضحية عملية نصب كبرى.
عالمنا العربي للأسف مليء بمثل هذه النماذج التي جرت علينا الويلات. وبالتالي لا أعتقد أن هناك بطلاً منتظراً سيخرج علينا يوماً من السرداب، لأنه ببساطة كيفما تكونوا يُول عليكم.
الأمير نايف كان المدافع الأول عن الإعلاميين
تحدّث رئيس تحرير صحيفة «اليوم» سابقاً محمد الوعيل عن علاقة الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز بالإعلام، وقال إنها بدأت تأخذ طابعاً مؤطراً من خلال تكليفه برئاسة المجلس الأعلى للإعلام عام 1401ه، إذ حدد الأمير الراحل منطلقات السياسة الإعلامية للمملكة في أول اجتماع للمجلس في مدينة الطائف.
واستشهد الوعيل على ذلك بقول الراحل: «إنها ترتكز على أهداف واضحة، في مقدمها خدمة العقيدة الإسلامية السمحة، وخدمة أهداف سياسة الدولة داخلياً وخارجياً، وكذلك رفع مستوى إدراك المواطن، وتزويده بالثقافة النافعة في كل المجالات، وتقديم الترفيه النافع في وسائل الإعلام»، وكان من أهم البصمات التي قام بها الأمير نايف، رحمه الله، كما يراها ضيفنا هي عندما تولى مهمات رئاسة المجلس الأعلى للإعلام، وصدور السياسة الإعلامية للمملكة عام 1402، والتي تعتبر الآن جزءاً لا يتجزأ من السياسة العامة للدولة، مؤكداً تبني المجلس لاحقاً كثيراً من الأنظمة التي تؤسس وتنظم الشأن الإعلامي عموماً، فصدر نظام المؤسسات الصحافية الجديد، ونظام قانون المطبوعات، ونظام حقوق المؤلف، وكان، رحمه الله، حريصاً على استقلالية اقتصادية للصحف، ووجود حرية إعلامية مبنية على حقائق ومعلومات صحيحة وموثقة.
وأكّد الوعيل أنّه عندما كان الأمير نايف على رأس المجلس، كان المجلس مؤثراً في العديد من الجوانب الإيجابية، وكان عوناً لمجلس الوزراء في اتخاذ القرار في قطاعات مختلفة، خصوصاً الإعلام، في وقت كان فيه بحاجة ماسة إلى دفعة ما ليتقدم وينمو.
وتحدّث الوعيل عن سبق الراحل لأمور عدّة، منها تعيين متحدث في وزارة الداخلية ومتحدثين أمنيين في شرط المناطق، وكان متابعاً دقيقاً لكل ما ينشر في الإعلام، مع قدرة كبيرة على التحليل، كما أكّد الراحل ضرورة الرد بوضوح تام على استفسارات الصحافة، خصوصاً ما يتعلق منها بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب، وعرف عن الأمير أنه متحدث ومحاور قوي اشتهرت مؤتمراته الصحافية ولقاءاته الإعلامية بجرأة الطرح وشفافية الإجابة من دون أي تحفظات، مؤكداً أنّ العالم كله أصبح يعرف اليوم ما يسمى بالنهج السعودي في الإعلام القائم على الصدق والرويّة، وعدم الدخول في المهاترات والترفع عن الصغائر.
وعن علاقة الراحل بالإعلاميين قال الوعيل: «بنى الأمير نايف علاقة من المحبة والثقة مع الإعلاميين، وكان منفتحاً على مختلف التيارات الفكرية في الساحة الإعلامية من دون تفريق، وعرف بتفهمه لمجمل التوجهات الفكرية للكتاب وقربه من الإعلاميين وتوجيهه لهم، ولم يشعر أي منهم من خلال تعاملهم معه بأنه رجل أمن وفق الصورة النمطية المعروفة عن كل من يتولى المهمات الأمنية في أي بلد في العالم».
وأضاف: «عرف عنه يرحمه الله أنه المدافع الأول عن الإعلاميين، فكانت له بصمات واضحة في منحهم جملة من الحقوق كحق الاتصال بالمسؤولين والسؤال والحضور والمناقشة، وكان يقف دائماً في صف الإعلامي ويسعى لإعطائه حقوقه».
وقال إنّ المشتغل بالعمل الإعلامي كان بوسعه الاتصال به يرحمه الله في أي وقت يشاء، فصدر الأمير كان مفتوحاً للجميع دائماً، وهو متجاوب إلى أقصى حد، ولم يكن يغضب سوى من نشر أية معلومة أمنية تفسد على الأجهزة المعنية فرصة الوصول إلى الجناة، كما أنه يغضب من التطاول على المواطن أو القضاء في شكل ظالم، وكان يرحمه الله يعنى كثيراً بالثوابت المتعلقة بالدين، فهي خط أحمر، ومن غير الممكن أن يساء إليه على الإطلاق.
وبيّن الوعيل أنّ الإعلام والإعلاميين بادلوه نفس المحبة والتقدير حتى صار نايف وبحق رمزاً لرجل الأمن الذي يسهر على راحة الرعية بحب ورغبة في أن يعيش كل إنسان في ربوع هذا الوطن آمناً مطمئناً في بيته وعمله ومدينته أو قريته.
سيرة ذاتية...
- محمد بن عبدالله الوعيل، بدأ مشواره الصحافي قبل نحو 40 عاماً، عاصر الرعيل الأول من الصحافيين السعوديين، وشهد أهم المراحل والمحطات التي مرت بها الصحافة السعودية طوال تاريخها.
- بدأ الوعيل عمله رياضياً في صحيفة «الرياض»، قبل أن يتوجه لقسم المحليات، ثم القسم الفني، وبعد فترة عاشها في صحيفة «الرياض» انتقل للعمل في الصحيفة المنافسة «الجزيرة» سكرتيراً عاماً للتحرير، ثم مديراً للتحرير، قبل أن يتولى منصب نائب رئيس التحرير فيها. كلف أكثر من مرة رئيساً للتحرير لصحيفة «الجزيرة» بالإنابة، ولم يستمر في المنصب طويلاً.
- عُيّن رئيساً لتحرير صحيفة «المسائية» عند صدورها. وفي أواخر التسعينات اختير الوعيل رئيساً لتحرير صحيفة «اليوم»، واستقال منها نهاية العام الماضي.
- يشغل الوعيل عضوية هيئة الصحافيين السعوديين لأربع دورات، وعضو مجلس إدارة اتحاد الصحافيين الخليجيين والأمين العام المساعد للاتحاد، وعضو اتحاد الصحافة العربية، وعضو رابطة الأدب الإسلامي، وعضو نادي دبي للصحافة.
- أجرى حوارات صحافية مع شخصيات مختلفة في الداخل والخارج، ضمنها في مؤلف تحت اسم «شهود هذا العصر» طبع منه حتى الآن ستة أجزاء، استقيت مادته من صفحة «ضيف الجزيرة» التي كان يتولى إعدادها، وكانت حوارات تحمل في طياتها الكثير من الطرح الرصين واللافت للنظر عن تلك المرحلة، وكانت تصدر كل يوم جمعة وينتظرها الكثير لما تحوي بين طياتها من خروج على النص السائد في الحوارات آنذاك، وتسببت تلك الحوارات لضيفنا في بعض العقوبات وتم إيقافه عن العمل لفترة بسببها.
- ولد الوعيل عام 1368ه له من الأبناء ثلاثة، هم نايف ومشعل يحملان الماجستير في الإعلام، بينما مشاري يحمل الماجستير ومعيد في معهد الإدارة، وله أربع بنات، منهما اثنتان تحملان شهادة الماجستير إحداهما علوم إدارة، والأخرى في التسويق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.