خضع الرئيس محمود عباس، أمس لعملية قسطرة وفحوصات للقلب، فيما قال اطباؤه ان نتائج الفحوصات بينت ان الرئيس لا يعاني من اية مشاكل في القلب والشرايين. ونقل الرئيس من مقر الرئاسة الى المستشفى الاستشاري في رام الله ظهر امس، بعد شعوره ببعض التعب. وقال طبيب القلب الذي اشرف على علاجه الدكتور محمد البطراوي ل «الحياة» ان الرئيس خضع لعملية فحص روتيني، وإن النتائج بينت انه لا يعاني من اية مشكلات. وأضاف: «اجرينا القسطرة والفحوصات للاطمئنان على صحته، وكانت النتائج طبيعية وسليمة، وعليه قررنا ان يغادر المستشفى». وأثار نقل الرئيس عباس، البالغ من العمر 82 سنة، الى المستشفى قلقاً واسعاً بين الفلسطينيين بسبب عدم وجود نائب للرئيس وتعطل النظام الانتخابي ونظام انتقال السلطة منذ الانقسام عام 2007. وينص النظام الأساسي للسلطة الفلسطينية على تولي رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة في حال شغور منصب الرئيس لأي سبب كان، وأن تجرى انتخابات رئاسية خلال شهرين. لكن المجلس التشريعي متوقف عن العمل منذ الانقسام في حزيران (يونيو) 2007. ويتوقع خبراء ومراقبون وقوع صراع على السلطة في حال مغادرة الرئيس عباس المشهد لأي سبب كان بسبب عدم استقرار النظام السياسي. ويرجح الكثير من هؤلاء الخبراء ان يجري تعيين رئيس للسلطة، في حال شغور منصب الرئاسة، من جانب قيادة حركة «فتح» لتعذر اجراء انتخابات قبل انهاء الانقسام وتوحيد مؤسسات السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي هذه الحالة، فإن هناك العديد من السيناريوات، منها اتفاق اللجنة المركزية لحركة «فتح» على خليفة موقت للرئيس لحين اجراء انتخابات. لكن المتوقع ان تكون عملية الاتفاق على الخليفة عسيرة جداً بسبب عمق وشدة التناقضات داخل الحركة. ومن ابرز الأسماء المرشحة لخلافة عباس، في حال مغادرته المشهد لأي سبب، كل من الدكتور ناصر القدوة، ومحمد غنيم، وصائب عريقات، وأحمد قريع. يحظى ناصر القدوة، وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات ووزير خارجية سابق للسلطة، بدعم كبير في الشارع الفلسطيني وفي اوساط واسعة في حركة «فتح». كما يحظى بقبول من الأطراف الإقليمية المؤثرة في القيادات الفلسطينية مثل مصر والأردن. لكن القدوة يواجه معارضة من بعض الأوساط الفاعلة في حركة «فتح» بسبب علاقته الجيدة مع القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان الذي ابعده الرئيس محمود عباس عن القيادة منذ سنوات عدة. والمرشح الثاني هو محمد غنيم البالغ من العمر 79 سنة. وهو نائب الرئيس عباس في قيادة حركة «فتح». ويتوقع في حال الاختلاف على القدوة ان يجري الاتفاق على غنيم على رغم عدم تمتعه بخبرة في ادارة السلطة. وعارض غنيم اتفاقات اوسلو وظل يقيم في المنفى في تونس بعد تأسيس السلطة. وفي 2008 قرر العودة والمشاركة في مؤتمر عام حركة «فتح» حيث جرى انتخابة نائباً لرئيس الحركة. والخيار الثالث هو صائب عريقات نائب الرئيس عباس في منظمة التحرير. والخيار الرابع احمد قريع احد قادة «فتح» التاريخيين. إلا ان مكانة قريع ضعفت بعد ان فقد مقعده في قيادة «فتح» في انتخابات مؤتمر الحركة عام 2008 لكنه بقي عضواً في قيادة المنظمة. ويتوقع ان يلعب كل من جبريل الرجوب ومحمد دحلان، الرجلان القويان في «فتح»، دوراً مهماً في اختيار الرئيس القادم. وفي حال اجراء انتخابات عامة هناك العديد من الأسماء المرشحة لخلافة عباس، ابرزهم القائد الأسير مروان البرغوثي الذي تشير استطلاعات الرأي العام الى انه الأكثر شعبية، إضافة الى الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء السابق الذي يتوقع ان يحظى بدعم واسع في حال حدوث انقسام داخل «فتح»، وهو ما يرجحه الكثيرون.