إنها من أكثر النجمات السينمائيات شعبية في العالم، خصوصاً منذ أن أدت بطولة فيلم «امرأة حلوة» إلى جانب النجم الهوليوودي ريتشارد جير في العام 1990. وتوالت في حياة جوليا روبرتس في ما بعد مجموعة من الأفلام الشعبية التي لاقت بدورها رواجاً كبيراً، مثل «الكل يقول أحبك» لوودي آلن، و»نوتينغ هيل» مع هيو غرانت، و«أوشيانز 11» وجزئه الثاني «أوشيانز 12» مع جورج كلوني وبراد بيت، والفيلم الذي جلب لها جائزة أوسكار أفضل ممثلة «إيرين بروكوفيتش». وها هي الآن تؤدي بطولة الفيلم المأسوي العاطفي «سر في عيونهم» من إخراج بيلي راي والذي تتقاسم بطولته مع نجمة ثانية من المستوى نفسه هي نيكول كيدمان، غير «ماني مونستر» المقدم في مهرجان «كان» 2016 والذي تمثل فيه أمام جورج كلوني. أتت جوليا روبرتس إلى باريس عائدة من مدينة دوفيل المطلة على بحر المانش، حيث كرّمها مهرجان السينما الأميركية، وفي هذه المناسبة أجرت «الحياة» معها هذا الحوار. هل أنت سعيدة بالتكريم الذي خصك به مهرجان دوفيل أخيراً؟ - نعم، خصوصاً أنني لم أتوقع أن يكرمني مهرجان دوفيل هذا العام، فأنا أتيت إلى مهرجان «كان» في أيار (مايو) الماضي من أجل تقديم فيلم «ماني مونستر» من إخراج جودي فوستر والذي أمثل فيه إلى جوار جورج كلوني، وبالتالي كنت بعيدة كل البعد عن تخيل دعوتي إلى مهرجان آخر في البلد نفسه، وأقصد فرنسا، وفي العام نفسه، وليس من أجل الترويج لفيلم محدد هذه المرة، بل لتسلم جائزة تكريمية في حفلة بحضور رئيس بلدية المدينة ووزيرة الثقافة. أنا فخورة جداّ بالتكريم إياه وأقول «تحيا فرنسا». حدثينا عن فيلمك «ماني مونستر» إذاً. - يتعرض الفيلم للموقف الذي يعيشه مقدم برنامج تلفزيوني ناجح ويؤديه جورج كلوني، عندما يقتحم رجل شاب فجأة استوديو التصوير حاملاً السلاح ومهدداً الجميع بقتل مقدم البرنامج على الهواء إذا لم يعترف هذا الشخص رسمياً بأن برنامجه عبارة عن عملية احتيال، إضافة إلى مطالبته بمبلغ كبير من المال. وسوف تبذل منتجة البرنامج التي أمثل شخصيتها أنا، كل الجهود لحل المشكلة وإنقاذ زميلها من الورطة. من النادر أن تتصدى امرأة لإخراج فيلم من نوع المغامرات وها هي جودي فوستر تفعل ذلك عن طريق توليها تنفيذ «ماني مونستر»، فهل أعجبك العمل تحت إدارتها؟ - كلامك صحيح، وأفلام المغامرات العنيفة عادة ما يخرجها الرجال، إذا استثنينا كاثرين بيغلو التي تميل إلى إخراج أفلام الحرب. وأنا تساءلت قبل بدء التصوير عن الأسلوب الذي ستتبعه فوستر في إدارة المواقف القوية الخطرة، وفوجئت في ما بعد بالعثور على امرأة ملمة تماماً بكل مقومات التصوير الخاصة باللون السينمائي المعني، فهي لا بد أن تكون تدربت وقرأت والتقت بعض الخبراء في المسألة، وأنا أحيي إذاً روحها المهنية من هذه الناحية. وربما أن الفارق الوحيد بين فوستر وأي مخرج من جنس الرجال جاء لمصلحتي بما أنها أعطت الأولوية المطلقة لشخصية المنتجة، أي لي، علماً بأن أفلام المغامرات عادة ما تضع البطل الرجالي في المرتبة الأولى. وأنا بالتالي أشجع النساء على اقتحام ميدان سينما المغامرات والحركة، فمستقبلهن في هذه السينما. توزيع محدود فيلمك «سر في عيونهم» الحديث العهد بدوره، عبارة عن إعادة لعمل سينمائي أرجنتيني يعود إلى مطلع الألفية الحالية وبعنوان «في عينيها»، فما الذي جذبك في هذا المشروع؟ - أعجب من كونك تعرف هذه الحكاية، ذلك أن الفيلم الذي تذكره لم يدخل إلى تاريخ السينما من أوسع أبوابه وحاز في أيامه على توزيع محدود بسبب نوعيته المتوسطة على رغم أن النجم الكبير الذين مثل فيه، وهو ريكاردو دارين، نال جائزة الأوسكار عن دوره هذا. ولم يعد الفشل النسبي الذي عرفه الفيلم إلى السيناريو في حد ذاته بل إلى ضعف الإخراج وقلة الحركة والإيقاع البطيء إلى حد ما، وهي عناصر أبعدت الجمهور العريض عن مشاهدة الفيلم. ولذا راح السينمائي بيلي راي يعيد نص السيناريو الأصلي إلى الحياة عن طريق كتابته مرة جديدة، من الألف إلى الياء ثم تولى إخراجه بأسلوب مبني على الإيقاع السريع، من أجل أن يقدمه في حلة طريفة لا علاقة لها بالمرة بالفيلم الأصلي. أنا تسلمت السيناريو وقرأته وأعجبت به ثم التقيت راي الذي فسر لي وجهة نظره في الطريقة التي كان ينوي بها إنجاز الإخراج، ووجدت الفكرة ممتازة، غير أن الدور الذي عرض علي كان يختلف عما أعتاد تقديمه فوق الشاشة، فوافقت بلا تردد، ولست نادمة، بما أن الفيلم، في رأيي، يتميز بصفات حسنة كثيرة. حدثينا عن دورك بالتحديد؟ - شخصيتي في الفيلم هي شرطية تكتشف في يوم ما أن ابنتها المراهقة اغتيلت وأن زميلها الذي يعمل دوماً إلى جوارها هو المسؤول عن حل القضية والعثور على القاتل. وتدوم عملية البحث والتحقيق سنوات طويلة بلا جدوى، ويترك الزميل المعني عمله في الشرطة ويعمل مخبراً لحسابه الشخصي، إلى أن يكتشف ذات يوم أدلة تدين أحد مخبري الشرطة بالجريمة نفسها. واعتباراً من هذه اللحظة تتدخل الأم في الموضوع من أجل أن تساعد زميلها السابق في إنجاز مهمته، على رغم أنها، كشرطية، لا يحق لها التفتيش في قضية تمسها شخصياً. الفيلم درامي قوي، وأنا أظهر فيه بلا ماكياج وفي حلة لا أعتادها فوق الشاشة، وهذا أثار اهتمامي إلى حد كبير. أنت مثلت مع كل من براد بيت وجورج كلوني ومات ديمون في فيلمي «أوشيانز 11» و«أوشيانز 12»، فهل كان الوفاق بينكم كبيراً خلال تصوير الفيلمين، إضافة إلى كونك عملت مجدداً مع كلوني في فيلم «ماني مونستر»؟ - نعم، وأعتقد بأن العلاقة الممتازة التي تجمع بيننا في الفيلمين والواضحة فوق الشاشة امتدت إلى خارج أوقات التصوير. وأنا متأكدة من أن نجاح الفيلمين مدين إلى حد كبير لهذه النقطة بالتحديد، إذ أن احترامنا لبعضنا البعض والمرح الذي ساد علاقتنا، وقد أقول حبنا المتبادل، كلها عناصر تبدو واضحة فوق الشاشة لأنها صادقة وليست مدروسة لمجرد تقمص كل منا للشخصية المكتوبة له في السيناريو. أما كلوني فصار من الأصدقاء المقربين، خصوصاً بعدما جمعنا فيلم «ماني مونستر» للمرة الثالثة. وأنا مدينة لجودي فوستر التي أخرجت هذا الفيلم واختارتنا أنا وكلوني كبطلين له، بهذه الصداقة القوية. أنت فزت بجائزة الأوسكار عن دورك في فيلم «إيرين بروكوفيتش»، فماذا فعلت بالتمثال الصغير؟ - أنسى دائماً ماذا فعلت به، ثم أقع عليه بالصدفة في مكان ما قبل أن أنسى من جديد. مشرط الجراح هل تفكرين باللجوء إلى الجراحة التجميلية مثل العديد من زميلاتك نجمات هوليوود بهدف الاستمرار في العثور على دور المرأة الجذابة في السينما؟ - قاومت هذه الفكرة حتى الآن، وقد أستمر في مقاومتها على رغم كوني تعديت سن الأربعين. وعلى العموم فأنا أتكلم الآن على الصعيد الشخصي ولا شيء سواه، وهو الوحيد الذي قد يدفع بي في يوم ما إلى اللجوء إلى الجراحة التجميلية، وما أعنيه هو أني لن أفعل ذلك أبداً لمجرد أن أبدو أجمل فوق الشاشة أو لأن أهل هوليوود نصحوني بالخضوع لمشرط الجراح بهدف العثور على أدوار محددة. كيف تصفين شخصيتك؟ - متقلبة. ما نوع الأفلام التي تحبينها كمتفرجة؟ - الدرامية المسيلة للدموع. من هي ملهمتك أو ملهمك؟ -الممثلة الفرنسية جان مورو. لماذا؟ لأنها، على رغم سنها المتقدمة، لا تزال تحصل على أقوى الأدوار في السينما الأوروبية.