نفت باكستان حصول أي توغل هندي على خط التماس في منطقة كشمير المتنازع عليها بين القوتين النوويتين، مؤكدة أن هذا الأمر مستحيل، وذلك بعيد إعلان نيودلهي عن شن ضربات «دقيقة» في المنطقة. ودعا الجيش الباكستاني في شكل استثنائي وسائل إعلام دولية للتوجه إلى تلك الحدود التي يصعب الوصول إليها عادة، لتوضيح روايته حيال الأحداث التي وقعت الخميس،وفي سياق حرصه على دحض ما اعلنته الهند. وأكدت الهند أن قواتها الخاصة دخلت الى عمق ثلاثة كيلومترات داخل الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير. وتسلل الجنود الهنود هذه المسافة داخل أراضيها، سيمثل صفعة جديدة لباكستان في حال حصوله. وتزامنت هذه الزيارة الإعلامية التي نظمت السبت، مع أخرى قام بها رئيس الأركان الهندي دالبير سينغ إلى كشمير الهندية، والتي أشاد خلالها بالقوات الخاصة التي شاركت في ما وصفته نيودلهي ب«ضربات دقيقة» استهدفت قواعد «إرهابية». ونفت باكستان هذه الرواية، مؤكدة مقتل جنديين من صفوفها في تبادل إطلاق نار «عبر الحدود»، كما هو حال الانتهاكات المتواصلة لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2003. ونقل الصحافيون على متن مروحية إلى المناطق التي تبعد ما بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات من خط المراقبة، على مقربة من الأماكن التي قالت الهند إنها استهدفت فيها أربع قواعد لمتطرفين مسلحين. وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال عاصم باجوا للصحافيين: «لقد رأيتم تقسيم المناطق». وأضاف: «يمكنكم رؤية التحصينات وخطوط الحماية المتعددة التي نمتلكها نحن وهم. لا يمكن اختراق خط المراقبة» المواجه لوادي باندالا. وأكد باجوا أن الخسائر التي وقعت لا علاقة لها بما تحدث عنه الجيش الهندي، قائلاً: «يمكنكم الذهاب لرؤية السكان المدنيين. جانبنا مفتوح أمام بعثة الأممالمتحدة والإعلام والجمهور». وبدت الحياة في قرية ماندهول شبه طبيعية، وكانت أبواب المتاجر والمكاتب مفتوحة، كما أن الأطفال كانوا يرتدون زيهم المدرسي ويذهبون إلى المدرسة سيراً. وأكد سردار جواد (37 عاما)، وهو صحافي محلي يعمل لصحفية كشميرية ويقطن في منطقة تاتا باني حيث وقعت إحدى الضربات، أن لا أثر لتوغل مشابه لما يحكى عنه. وقا:ل «أنا لا أقول أن هذا ليس صحيحاً لمجرد أن الجيش قال ذلك. لكني أتحدر من منطقة خط المراقبة وأنا صحافي محلي. الأخبار هنا تنتشر بسرعة، والناس في كثير من الأحيان على بينة مما يجري». وتتنازع الهندوباكستان السيطرة على اقليم كشمير منذ استقلال البلدين عن الاستعمار البريطاني العام 1947. وتؤكد كل منهما حقها بالسيادة على الاقليم المضطرب. وقتل عشرات الاف الاشخاص غالبيتهم من المدنيين في هذا النزاع. وتأتي هذه العملية العسكرية بعد عشرة ايام على الهجوم على قاعدة للهند في كشمير أسفر عن 18 قتيلاً في صفوف جيشها، واعتبر الاكثر دموية في كشمير منذ اكثر من عقد. ويعتقد مراقبون أن هذه الضجة حول الضربات الهندية هي محاولة من نيودلهي لصرف الانتباه عن إدارتها لأعمال العنف في كشمير. وأكد نائب محلي (76 عاماً) أن المزاعم الهندية بالنسبة إليه «كذبة كبيرة». وأضاف: «أنا مستعد للقتال إذا تجرأوا على القدوم، لدي سلاح في المنزل».