يتحايل مواطنون ومقيمون ممن لا يحملون تصاريح نظامية لأداء فريضة الحج عبر استئجار سائقي النقل الخاص «الكدادين» لعبور المواقيت ومراكز الضبط الأمني بالتهريب عبر الطرق الترابية أو من دون لبس الإحرام، ثم يحرمون بعد دخولهم مكةالمكرمة، ويحتجون بجواز حجهم بعد ذبح فدية لبس المخيط، وبعضهم وصل فعلاً محرماً من الميقات وحين رأى التشدد في نقاط التفتيش خلع إحرامه ولبس ثوبه، ثم عاد محرماً ملبياً بعد ضمان دخوله مكةالمكرمة، وآخرون يستعينون بسماسرة يتولون مهمة إدخالهم إلى المشاعر المقدسة عبر الطرق الترابية الفرعية، في حال نجح في تجاوز المجازفة والمخاطرة المتمثلة في رصد عيون رجال الأمن في مقابل 1500 ريال عن كل حاج. وكشف أحد السماسرة ويعمل في موقف الكدادين في المدينةالمنورة ل«الحياة»: «أن إجراءات الأمن مشددة جداً، كما أن العقوبات التي تم الإعلان عنها رادعة، إلا أنه يوجد من يخالفها»، مبيناً أن «السماسرة يتلاعبون بالحجاج، بحيث أن أسعار النقل إلى داخل المشاعر المقدسة عبر الطرق الترابية غير المعبدة متفاوتة، وتراوح بين 1000 و1500 ريال عن كل شخص». وقال: «يكون بالاتفاق قبل الخروج من مواقف السيارات، إذ تكون القيمة 300 ريال سعودي، ويبيعه السمسار إلى آخر بمبلغ آخر، ثم يتكلف الحاج مبلغاً إضافياً للسمسار الجديد الذي سيخوض به طرقاً فرعية غير معبدة»، مشيراً إلى أن الوضع في موسم حج هذا العام مختلف تماماً، «وأن أساليب الدخول عبر الطرق الفرعية الترابية والمجازفة، لم تعد قادرة على اختراق نقاط التفتيش الأمنية، لافتاً إلى أنهم باتوا يتفقون مع الحجاج المخالفين على عدم لبس الإحرام من المواقيت، إذ يكتفون بنية الإحرام»، وعند تجاوز النقاط الأمنية والوصول للمشاعر المقدسة يقومون بلبس الإحرام، مبيناً «أن أكثر زبائنهم من المقيمين خصوصاً من الجنسيتين المصرية والباكستانية». في حين أكد مقيم يعمل في مدينة حائل أنه اعتاد على أداء فريضة الحج بشكل شبه سنوي منذ قدومه للسعودية، وقال: «قمت بأداء الفريضة أكثر من 14 مرة وفي كل مره أحج بلا تصريح، وذلك بدخولي للمشاعر المقدسة من دون إحرام، وعند الوصول إلى مكة أرتدي ملابس الإحرام»، مشيراً إلى أن سبب لجوئه إلى أداء حج النافلة بغير تصريح على رغم أنه أدى فريضة الحج الواجب «يعود لرغبته في الأجر كما أن ارتفاع كلفة الحملات تضطره لذلك»، مستطرداً: «هذا العام يبدو الوضع مختلفاً، وأشعر أن ثمة حال من الرقابة المشددة». يذكر أن المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أكد عدم جواز أداء فريضة الحج بلا تصريح وأعتبره محرماً شرعاً. وأوضح مفتي المملكة أن قرار وجوب حصول الحاج على تصريح لم يصدر عبثاً، وإنما لكثرة التقارير التي ترِد بشكل يومي لولي الأمر عن الزحام وكثرة الحجاج فتمَّ إصدار القرار، وأن الموضوع تم عرضه على هيئة كبار العلماء في عهد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز فاكتسب الأغلبية إذ أصدرت الهيئة قرارها، مبيناً أنه يجوز لولي الأمر تنظيم المدة لخمس سنوات، وأن من أدى فريضة الحج من المواطنين والمواطنات فعليهم أن يلزموا الانتظار، لافتاً إلى أن التحايل على الأوامر والأنظمة لا يجوز أبداً. وأضاف المفتي أن التحايل على تعليمات الدولة المنظمة للحج محرم، ومن ذلك: «الحج بلا تصريح، ولا يجوز إدخال الحجاج إلى المشاعر من دون تصريح». في حين قال قائد قوات أمن الحج الفريق خالد قرار الحربي ل«الحياة»: «على الراغبين في أداء النسك التأكد من الحصول على تصريح وأنه بغير هذا سيمنع نهائياً من الدخول للمشاعر المقدسة، مطالباً أي شخص لا يمتلك تصريح حج أن يترك المجال والفرصة لإخوانه الذين لم يسبق لهم أداء النسك وهذا من باب التعاون على البر والتقوى». وشدد على أهمية تعاون حجاج الداخل ومشاركتهم للأمن في تذليل خطوات النجاح في حج هذا العام، وذلك من خلال التعاون وتفهم التنظيمات المرورية التي تستلزم أحياناً تحويل أو تحوير طرق أو ممرات الهدف منها تسهيل الحركة والتسهيل على ضيوف الرحمن. يشار إلى أن الأمن العام بمختلف قطاعاته يبذل جهوداً كبيرة داخل المشاعر المقدسة وعلى طرق الحج، لضبط ومنع دخول الحجاج الذين لا يحملون تصاريح، ولمنع أية مخالفات لأنظمة وتعليمات الحج، وللحفاظ على أمن الحجاج، وتنفيذ العمليات التنظيمية وتقديم الخدمات لضيوف الرحمن.