شدد النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم على وجوب أن «يغلّب المسؤولون السياسيون المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة»، لكنه اعتبر أن «هذا النوع من السياسيين رحمه الله». وإذ أوضح لوكالة «أخبار اليوم» أن تأجيل اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الذي كان مقرراً أول من أمس، مرده إلى «وجود ثمانية مطارنة، من أصل 28، خارج لبنان»، استغرب الكلام عن أن البطريرك بشارة الراعي محرج في شأن ملفات كموضوع الميثاقية، مؤكداً «أن لا شيء يمكن أن يُحرج البطريرك ولا شيء يفرض على بكركي أن تدعم موقف هذا الفريق أو ذاك، أكان بالنسبة إلى الميثاقية أو غيرها. هؤلاء يأخذون مواقف سياسية مصلحية مرتبطة بالصراع على السلطة حيث لا علاقة لبكركي بمثل هذه القضايا». وقال مظلوم: «حين يشاؤون يتحدثون عن الميثاقية المسيحية، وأحياناً تغيب الميثاقية بشكل كامل، ما هي القاعدة؟ أين الميثاقية وأين الدستور بعد مرور أكثر من سنتين من دون انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل في ذلك احترام للميثاقية؟ لتغطية التقصير هناك من يختبئ وراء كلام كبير». وشدد على أن «عدم انتخاب رئيس للجمهورية ليس فقط تقصيراً بل جريمة يشترك فيها 128 نائباً». وعن موقف بكركي من الحكومة في ظل الحديث عن إسقاطها، أكد مظلوم «أن البطريرك يدعو إلى إحياء كل المؤسسات الدستورية وإنعاشها، وبكركي لا تؤيد شلّ المؤسسات، بل يفترض أن تعمل وفق الدستور والميثاق والمصلحة العامة لكل اللبنانيين وليس مصلحة هذا أو ذاك»، قائلاً: هذه ليست سياسة. موفدا عون وكانت بكركي أمس، مقصداً لبحث الأزمة السياسية التي يتخبط فيها لبنان على خلفية مقاطعة وزراء «التيار الوطني الحر» لجلسة مجلس الوزراء احتجاجاً على «التفريط بالميثاقية». والتقى الراعي النائبين حكمت ديب ونعمة الله أبي نصر موفدين من رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون. كما قصد بكركي النائب الكتائبي سامي الجميل. وقال ديب إنه وأبي نصر «وضعنا البطريرك في آخر المستجدات وفي أجواء بنك التحركات التي سنقوم بها للمطالبة بحقوقنا حفاظاً على لبنان وصيغته المهددة، لأن هناك من يستأثر بالسلطة غير آبه بالصرخة التي نطلقها». وقال أبي نصر: «أن التكتل قرر ألا يقف متفرجاً أمام انهيار صيغة لبنان العيش المشترك ومع مبدأ «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك»، قرر «التيار الوطني» التحرك وإذا اقتضى الأمر النزول إلى الشارع». وقال إنه لمس «أن الراعي يتألم أكثر منا وسيتصرف على طريقته وهو يعي خلافاتنا المسيحية، ولكن يجب ألا تؤخذ الخلافات المسيحية حجة لتقويض لبنان لمصلحة هذه الطائفة على حساب بقية الطوائف، والتاريخ يعلمنا أنه لا يمكن أي طائفة مهما كثر عددها وعظم شأنها وكبرت إمكاناتها أن تستأثر بالحكم في لبنان». وكان عون التقى عصراً وزير السياحة ميشال فرعون الذي اوضح بعد اللقاء انه «بحث مع عون بعض المسائل والمطلوب المزيد من التقدم في الحوار نحو الرئاسة ما يحل الكثير من المواضيع».