مع توجه التسوية الرئاسية إلى مزيد من الفرملة، فان الملف الرئاسي اللبناني لن يحسم في جلسة الانتخاب ال33 المقررة الأربعاء المقبل، وستلتحق بسابقاتها. لكن موقفاً لافتاً صدر أمس عن أحد المطارنة الموارنة النائب البطريركي العام سمير مظلوم اعتبر فيه أنه إذا تعذّر الاتفاق على واحد من الاقطاب الموارنة الأربعة، يجب البحث عن مرشّح من غيرهم. وهي المرة الأولى التي يصدر هذا الموقف عن أحد المطارنة متحدثاً باسم البطريركية. وأكد مظلوم أن بكركي تفتش عن مخرج للرئاسة، آملاً بأن يتجاوب الأقطاب الأربعة مع دعوة البطريرك بشارة الراعي لجمعهم بعد عودته من القاهرة. وقال ل «صوت لبنان»: «البطريرك أبدى استعداده للدعوة، وإذا كان الأمل مفقوداً بتوافقهم على واحد من الأربعة، يلزم الأمر أن نفتش على واحد من خارج هؤلاء الأربعة». ولفت وزير الاتصالات بطرس حرب إلى «أن التسوية الرئاسية تمت فرملتها ولم تسقط، وهناك تريث الآن، والظروف غير ناضجة لانتخاب رئيس في جلسة 16 الجاري»، مشيراً «إلى أن المعلومات المتوافرة لديه تؤكد أن مشروع التسوية وتسمية سليمان فرنجية للرئاسة تم التوافق عليه دولياً بهدف ملء الفراغ في لبنان من بين الأشخاص الأربعة الذين صنفتهم بكركي الأكثر تمثيلاً، وظن من أطلق المبادرة أن الموضوع سيمر بسهولة ولكن تبين أن ثمة اعتراضات أبرزها من داخل قوى 8 آذار». وأشار إلى أن «هذه الاعتراضات أدت إلى فرملة مشروع التسوية، لكنه لم يعد مسهلاً كما تصور مطلقه، وثمة تريث الآن بانتظار نتائج الاتصالات الجارية والتي ستبين في الأيام المقبلة مدى نجاح أو فشل التسوية». وعن مسعى بكركي لطرح اسم بديل من فرنجية، لفت حرب «إلى أن بكركي إذا قررت أن تبحث عن حل آخر خارج حصر الترشيح بالأقطاب الأربعة فلتقرر الآن إذا كانت تريد أن تتراجع عن هذا الخيار». وقال وزير العمل سجعان قزي بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب: «تركز الحديث مع الحليف على موضوع الرئاسة، وأعتقد أن من مصلحة كل اللبنانيين، انتخاب رئيس في وقت سريع، باعتبار أن البلد لا يستطيع أن يبقى وقتاً أطول من دون رأس». ولفت إلى أن انتخاب الرئيس يجب أن يحظى بقبول البيئة التي ينطلق منها أي المجتمع المسيحي خصوصاً والبيئة الوطنية عموماً، أي بوفاق القوى السياسية الرئيسية، وأن يشبه شعبه وبيئته». وقال: «نحن ككتائب وقوى مسيحية نريد رئيساً يحترم الدستور، أي أن يؤمن بسيادة لبنان واستقلاله وبحرمة الحدود اللبنانية-السورية، وبقانون انتخابي عادل، وبجيش واحد في لبنان، إلى جانب أن يكون البلد بمنأى عن كل الصراعات ويحيد نفسه عن كل ما يؤثر على كيانه ووطنه ودولته». ورأى أن «الطرح الذي أقدم عليه الرئيس سعد الحريري يتعثر حالياً، ونحن في انتظار الفرج في السنة المقبلة». وأشار قزي إلى أن «هناك شخصيات عدة تتمتع بصفة القبول من البيئة المسيحية والوطنية، ولكن بالنسبة إلي ككتائبي، الرئيس أمين الجميل يمثل هذه الصفات، والدكتور جعجع والعماد ميشال عون وغيرهم من المرشحين الأساسيين الذين يتم تداول أسمائهم». وعن إمكان أن تشهد جلسة 16 الجاري انتخاب رئيس، أجاب: «الوقت لا يزال مبكراً». الجسر وحبيش وأكد عضو «كتلة المستقبل» النائب سمير الجسر أن التسوية التي طرحها الرئيس الحريري «لا تزال قائمة ولم تتوقف لكنها تسير ببطء وقد تحتاج بعض الوقت»، معتبراً أنه «يكفي أنها نجحت حتى الساعة بتحريك الجمود الكبير الذي طبع الملف الرئاسي لأكثر من 18 شهراً فيما البلد يتآكل اقتصادياً وسياسياً وأمنياً». وعلى خط اللقاءات زار عضو الكتلة ذاتها النائب هادي حبيش، رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في الرابية وقال: «زيارتي لتأدية واجب العزاء وتطرقنا خلالها إلى المواضيع المطروحة، وكان هناك توافق على ضرورة استمرار الحوار بين الأفرقاء السياسيين للوصول إلى نتيجة وإنقاذ رئاسة الجمهورية». وأشار إلى أن «الجنرال منفتح على الحوار مع كل الأفرقاء السياسيين وصولاً إلى إنجاز الاستحقاق ونتمنى أن تصل الأمور إلى حلول قريبة». ورداً على سؤال، قال: «ليس هناك من رسالة إلا رسالة محبة وحوار وتواصل». الدويهي: فرنجية الفرصة الذهبية المتاحة واستغرب النائب اسطفان الدويهي في بيان «المواقف المسيحية تحديداً من فرصة حقيقية تتجاوز مأزق استمرار شغور موقع الرئاسة»، ولفت إلى أن «رئيس تيار المردة النائب فرنجية مسيحي وازن وماروني أصيل وتاريخ سياسي يمتد بعيداً في التاريخ اللبناني، وبالتالي هو لديه الشرعية الشعبية والمسيحية والتاريخية وتأمن له تأييد دولي وإقليمي ولبناني يسمح له بالوصول». وقال: «سليمان فرنجية هو الفرصة الذهبية المتاحة، هل نرفضها ونهدم الهيكل على رأس الجميع؟». وأكد حزب «الوطنيين الأحرار» بعد اجتماعه برئاسة النائب دوري شمعون أن «الخروج من المأزق الرئاسي يكون بالتفاهم على مرشح توافقي أو أكثر يجسد تلاقي كل الأطراف»، معلناً «تشبثنا بمبادئ قوى 14 آذار التي تشكل خريطة طريق لإعادة بناء الدولة انطلاقاً من اتفاق الطائف، ونرى أن هذه القوى قادرة على تخطي المطبات التي تعترض سبيلها كونها مؤتمنة على الثوابت التي افتداها شهداء 14 آذار بدمائهم». ودعا الجميع إلى «عدم إضاعة البوصلة وإلى مزيد من التنسيق حول كل الأمور المطروحة بدءاً بالاستحقاق الرئاسي. علماً أن ما يمكن أن يفرق في نظرة أطرافها من المستجدات لا يمكن مقارنته مع ما يجمع بينها».