شكك مزارعون في الأحساء، في جودة تمور «الخلاص» المعروضة حالياً في الأسواق، بأسعار غالية، على أنها تمور هذا العام، مشيرين إلى أن هناك من يستغل شهر رمضان في رفع أسعار التمور الموجودة في الأسواق منذ عام، وتباع في شكل عبوة كيلو أو نصف كيلو، منوهين إلى أن تمور «الخلاص» سيبدأ صرامها بعد شهر ونصف الشهر من الآن، وتحديداً في الأسبوع الثاني من شهر شوال المقبل، أي في نهاية شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. ويقوم مزارعو الأحساء في يوم 24 من آب (أغسطس) الجاري، بقطع الماء عن النخيل لمدة شهر كامل، بهدف تجفيف التمور وإنضاجها، لتكون التمرة أكثر صلابة وقوة وجافة، ثم يبدأ صرام تمر «الخلاص»، مشيرين إلى أن بعض المزارعين التي تتعرض مزارعهم للهواء، بدؤوا في جني تمور «الطيار» و»الشيشي» و»الرزيز» و»الحاتمي»، بهدف الحصول على دبس التمر، الذي يستهلك عادة في شهر رمضان. ويقول عبد المحسن العرفج، أحد منتجي التمور في الأحساء: «إن ما يتوافر في الأسواق حالياً، هو من محصول العام الماضي، الذي يكون عادة محفوظاً في ثلاجات تبريد، إذ يحافظ التبريد على جودة التمر، وطعمه ولونه، الذي يميل إلى الأصفر»، مشيراً إلى أنه يمكن معرفة التمور غير المخزنة بالتبريد، «من رائحتها ولونها الذي يميل إلى القتامة، أو الأسود». ويوضح العرفج، أن «من يستعجل في صرام تمر «الخلاص»، هم تجار التمور الذين يرغبون في الكسب السريع، ولكن ذلك يعرضهم لخسائر أخرى، إذ أن «الخلاص» لا يزال في عذوقه. ولم ينضج العذق كاملاً، وأن صرامه الآن فيه «تضحية» بالكثير من التمر، من أجل القليل، بهدف بيعه»، مضيفاً أن «بعض المزارعين بدؤوا في جني محصول «الرزيز» و»الحاتمي» و»الطيار» و»الموحّد»، بهدف الحصول على دبس التمر، لبيعه في شهر رمضان»، مبيناً أن من مواصفات النخيل التي ينضج تمرها أولاً «أن تكون عالية، وعمرها لا يقل عن 15 سنة، ومتباعدة، وذلك يعرضها للهواء، بخلاف النخيل القصيرة والمتراصة». ولم يبدِ العرفج، تخوفه من انخفاض أسعار التمور هذا العام، بحجة أن الناس لن تستهلكه في شهر رمضان الجاري، لارتباط تناول التمر على مائدة الإفطار. إذ أشار إلى أن أكل التمر مرتبط في فصل الشتاء، فهو مصدر للطاقة، إذ أن تناول 100 غرام من التمر، يمد الجسم بنحو 233 سعرة حرارية. كما أن تناول صنف «الشيشي» يكون عادة في أول الشتاء، لأنه من الأصناف الحارة. ومن الخطأ تناوله في فصل الصيف، بل يفضل تناول الرطب، لأنه الأنسب للجسم. وينصح بتبريد التمور، لأنه يقتل السوسة التي تنخر التمر، مشيراً إلى أن تبريده يبدأ عادة بعد الشهر الثالث من صرامه، أي في شهر كانون الثاني (يناير). ويوضح عدنان المحسن، صفات التمرة الجيدة، «أن تكون كاملة النضج، وسليمة من الإصابات الحشرية، وأن تلتصق قشرتها بالتمرة. كما يجب أن تكون جافة، ويميل لونها إلى الأصفر أو البني، وليس إلى الأسود». وحول العوامل المساعدة على نضج التمرة وجودتها، يقول: «لا بد من مراعاة ثقل العذق في النخلة، فكلما قلّ التمر كلما ساعد ذلك في الحصول على تمرة ناضجة وقوية، أما كثرة التمر في العذق الواحد؛ فإنه يؤدي إلى ترهل وصغر حجم التمرة، وضعفها». ويعد موسم حصاد التمور فرصة للشباب الباحثين عن عمل، إذ تبدأ مصانع التمور في استقبال من يرغب في العمل، لتنظيف التمور من الشوائب. كما يقوم أصحاب المزارع المنتجة للتمور بتوظيف العاطلين، لمساعدتهم على تنظيف التمور وفرز الجيد من الرديء. وتقوم هيئة الري والصرف في الأحساء بتقديم حلقات تدريبية للتبخير الحقلي للتمور لمزارعين في مختلف المدن والقرى، بهدف توعيتهم بأهمية إجراء التبخير الحقلي لمكافحة حشرات التمور. وتقوم أيضاً بتنفيذ حلقات تدريبية في سوق التمور في الأحساء، لحفظها وتجنيبها الإصابة بالحشرات، إضافة إلى عمل تكثيف الإرشاد الزراعي الميداني وتقديم التسهيلات للمزارعين.