تتجه الأنظار نحو دور الثمانية من كأس خادم الحرمين الشريفين الذي تبدأ معه التكهنات قبل أن تكشف النتائج عن هوية المتأهلين لدور ربع النهائي، وعلى رغم وجود أبطال النسخ الست الماضية الشباب والاتحاد والأهلي برصيد بطولتين لكل فريق فإن طريق تكرار التتويج لن يكون ممهداً هذه المرة لأنها آخر بطولات الموسم، والأندية المتأهلة لهذا الدور كافة خرجت خالية الوفاض، ما سيدفع كلاً منها إلى رمي سائر الأوراق في الميدان بحثاً عن التعويض. الطموحات والعوائد المرجوة من تحقيق اللقب تختلف بين ناد وآخر، ففي حين يعني حصول الاتحاد والاتفاق والفيصلي والرائد والطائي على لقب هذه البطولة ضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا بإزاحة الشباب صاحب المركز الرابع في ترتيب الدوري، تأتي الأهداف مختلفة بالنسبة إلى الأطراف المتبقية التي ضمنت التأهل لدوري الأبطال. الجماهير على موعد «كلاسيكو» سعودي مستمر حين يلتقي الهلال والشباب في دور الثمانية، والقرعة ظلمت المتعة حين رمت بكل طرف في وجه الآخر، ما يعني حرمان الجماهير من أحدهما في الدور التالي، والظروف تأتي متشابهة إلى حد كبير، فالفريق «الأزرق» المنتشي بفوز عريض على السد القطري بخماسية في دوري الأبطال، يأتي مفتقداً خدمات صانع ألعابه البرازيلي تياغو نيفيز بداعي الإصابة، والحال ذاتها في الشباب الذي تربع في صدارة مجموعته بعد تغلبه على الريان القطري، لكنه يفتقد في هذه المباراة نجمه ولاعب الظهير الأيسر عبدالله الأسطا بعد الإصابة التي من المفترض أن تحرم الفريق من خدماته حتى نهاية الموسم، ما يصعب مهمة الفريقين في هذه المواجهة ويجعل دخولهما لأجل الوصول إلى دور الأربعة ولا غيره، فالفائز في هذه المباراة سيكون قطع جزءاً كبيراً من المسافة نحو اللقاء الختامي، وفي الموعد الثاني سيدخل بطل النسخة الماضية الاتحاد، بكل مشكلاته الإدارية والفنية وعينه على اللقب، عندما يواجه مستضيفه الرائد الذي تنفس الصعداء أخيراً بعد ضمانه البقاء موسماً جديداً في دوري الكبار، بيد أن المفاوضات التي تدور أخيراً مع لاعبي الفريق عبدالعزيز الجبرين والحارس أحمد الكسار لانتقالهما إلى أحد الأندية الكبيرة ربما تعصف بتفكيرهما وتبعدهما من أجواء اللقاء. أما الاتحاد فيدخل اللقاء بمشكلاته الفنية المتمثلة في غياب الهوية الفنية الثابتة في المواجهات الأربع الماضية كونه يخسر مواجهة في شكل مفاجئ قبل أن يعود ليكسب أخرى. والرائد سيمثل فرصة ذهبية لأبناء الغربية لمصالحة الجماهير، وإذا توقفنا عند الأهلي الذي سيواجه الطائي في حائل وجدناه يفتقد خدمات نجمه البرازيلي إيرك بعد تعرضه لقطع في الرباط الصليبي، إضافة إلى تعرض صانع ألعابه عبدالله المطيري لإصابة في العضلة الخلفية. الطائي لن يكون صيداً سهلاً للقلعة، وخصوصاً إذا ما استرجعوا تاريخهم المتضمن إنجاز الوصول إلى المباراة النهائية قبل 15 عاماً، وفي ختام هذا الدور يذهب الجريح الاتفاق، الذي تسلم صك هبوطه إلى أندية الدرجة الأولى قبل ثلاثة أيام، إلى المجمعة لملاقاة الفيصلي، والحال النفسية للاعبيه، كما شاهدهم الجميع بعد نهاية مواجهتهم الأخيرة في الدوري أمام الأهلي، ستصب لمصلحة الفيصلي مكتمل الصفوف، والذي يبحث عن إنجاز تاريخي بوصوله إلى دور الأربعة أو المباراة النهائية.