اقتحم انتحاري بشاحنةٍ السفارةَ الصينية في قرغيزستان، ما أسفر عن مقتله وجرح ثلاثة موظفين. تزامن ذلك مع تفجير انتحاري شاحنةً مفخخة قرب قصر الرئاسة في الصومال، موقعاً 12 قتيلاً وعشرات الجرحى، بينهم وزراء، في هجوم أعلنت «حركة الشباب» المتطرفة مسؤوليتها عنه. ويشكّل الهجوم على السفارة الصينية في بشكيك سابقةً، باعتباره الأول الذي يستهدف مصالح صينية في البلاد. وأمر الرئيس القرغيزي ألماز بيك أتامباييف بفتح «تحقيق شامل» تشارك فيه لجنة الأمن الوطني (الاستخبارات) ووزارة الداخلية. وكلّف الأمين العام لمجلس الدفاع تيمير دجوماكاديروف الإشراف مباشرة على التحقيق، كما أمر بتشديد تدابير لمكافحة الإرهاب في العاصمة والمدن الأخرى، عشية إحياء قرغيزستان اليوم الذكرى ال25 لاستقلالها، وقبل استضافتها منتصف الشهر المقبل قمة لجمهوريات سوفياتية سابقة. وتُعلن قرغيزستان أحياناً إحباط هجمات خطّط لها تنظيم «داعش»، وتعتقل مشبوهين بالانتماء إليه، كما تحدثت العام الماضي عن اشتباكات مع «إرهابيين» في بشكيك. وينشط متشددون وانفصاليون من أقلية الأويغور الصينية المسلمة، ضد مصالح بكين في المنطقة، والتي تتهمهم بشنّ هجمات دموية في إقليم شينغيانغ في أقصى غرب الصين، المحاذي لقرغيزستان. وقتلت قوات حرس الحدود في قرغيزستان عام 2014، 11 شخصاً يُعتقد بأنهم أويغور، عبروا الحدود بين البلدين في شكل غير مشروع. وكانت بشكيك أعلنت قبل أسبوع اعتقال أجنبيَّين، مشيرة إلى انهما تدرّبا في معسكر لتنظيم إرهابي وتسلّلا إلى أراضيها لتنفيذ هجمات، ربما بمساعدة أفراد في الداخل. وأعلن وزير الداخلية في قرغيزستان أمس مقتل انتحاري قاد الشاحنة، وانفجرت داخل مجمّع السفارة الصينية، مشيراً إلى جرح 3 قرغيزيين، هم عاملان في حديقة السفارة وامرأة. لكن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أفادت بجرح 5 أشخاص، هم حارسان وثلاثة قرغيزيين يعملون في السفارة. ووصف جانيش رضاكوف، نائب رئيس الوزراء، التفجير بأنه «عمل إرهابي»، فيما ذكرت مصادر في أجهزة الأمن أن قوة التفجير تعادل 10 كيلوغرامات من مادة «تي أن تي». وفرضت السلطات طوقاً أمنياً في المنطقة، فيما أُجلي طاقما السفارة الصينية والسفارة الأميركية المجاورة لها. وأعربت ناطقة باسم الخارجية الصينية عن «صدمة عميقة»، منددة ب «هجوم إرهابي خطر»، ومتعهدة «التصدي بحزم لكل أشكال الإرهاب». وحضّت السلطات القيرغيزية على «اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن مواطني الصين ومؤسساتها، وإجراء تحقيق كامل لمعرفة حقيقة الحادث، ومحاسبة مرتكبيه». في مقديشو، أعلن ضابط في الشرطة الصومالية مقتل 12 شخصاً، بينهم جنود ومدنيون، وجرح 31، بعدما فجّر انتحاري شاحنة مفخخة قرب قصر الرئاسة، ملحقاً أضراراً بالغة بفندقين قريبين يرتادهما عادة مسؤولون حكوميون ورجال أعمال. وأشار الضابط إلى جرح وزراء وصحافيين في فندق «سيل» الذي ترجّح الشرطة أنه المستهدف في الهجوم. وقال وزير الإعلام الصومالي عبدي حير إن مسؤولين أمنيين كانوا مجتمعين في الفندق لدى وقوع الهجوم، علماً أنها المرة الثالثة التي تستهدف فيها «حركة الشباب» هذا الفندق في غضون 18 شهراً. وأعلنت الحركة التابعة لتنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عن التفجير، مشيرة إلى أن «انتحارياً مقداماً يقود سيارة مليئة بمتفجرات، استهدف فندقاً»، ما أدى إلى «مقتل 15 جندياً وجرح كثيرين، بينهم نائب». إلى ذلك، أعلنت الشرطة و «حركة الشباب» سقوط قتلى بعدما شنّ مسلحون من الجماعة هجوماً على قواعد عسكرية تضمّ قوات حكومية وأخرى تابعة للاتحاد الأفريقي، جنوب غربي مقديشو ليل الإثنين.