أبدت محافظتا كربلاء والنجف مخاوفهما من شن «داعش» هجمات مباغتة عليهما، مثلما حصل في قضاء عين التمر قبل يومين، وفيما تحفر كربلاء خندقاً أمنياً عند حدودها مع الأنبار، نفذت الثانية عملية عسكرية قرب الحدود ذاتها. الى ذلك، أعلن الجيش إحكام سيطرته على منطقة الطارمية، شمال بغداد، حيث ينشط مسلحون ويشنون عمليات على قوات الأمن. وقتل وأصيب العشرات بتفجيرات متفرقة أمس في العاصمة. وقرر مجلس محافظة كربلاء أمس مطالبة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي بإعفاء قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء قيس المحمداوي، على خلفية التفجير الانتحاري الذي استهدف قضاء عين التمر وأسفر عن قتل وإصابة نحو 30 شخصاً. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة علي المالكي في بيان أن المجلس طالب العبادي ب «فصل عمليات كربلاء عن الفرات الأوسط وتشكيل قوة خاصة من الحشد الشعبي لحماية منطقة عين التمر، وأوصى بتشكيل لجنة لمحاسبة المسؤولين في هذه المنطقة». وترتبط الحدود الشمالية والغربية والجنوبية لكربلاء بمحافظة الأنبار المxضطربة، ولصعوبة حمايتها لجأت الحكومة المحلية الى بناء خندق يبلغ طوله 70 كلم وإلى جانبه تل ترابي بطول 3 أمتار، في محاولة لمنع تسلل الإرهابيين عبر الصحراء. وعلى رغم ذلك، تمكن خمسة انتحاريين الأحد الماضي من التسلل الى قضاء عين التمر واستهدفوا حفلة زفاف وقتلوا وأصابوا نحو 40 شخصاً، وتبنى «داعش» التفجير. في النجف، أعلنت قيادة الشرطة أمس خطة لحماية المحافظة، وأوضحت أن «قائد الشرطة العميد محمد عبد الواحد تفقد منخفض بحر النجف واطلع على الخطط الأمنية الخاصة بحماية المناطق الصحراوية الواقعة إلى الغرب». وأضافت أن «الأجهزة الأمنية أجرت مسحاً لتأمين الحدود الإدارية، ووضعت خططاً جديدة لحماية المحافظة»، وأكدت انتشار قواتها في «عموم البحر والمناطق الصحراوية المطلة على الأنبار». وبعد خسارة «داعش» سيطرته على غالبية المدن في الأنبار خلال الشهور الماضية، عاد الى استخدام التفجيرات الانتحارية، وأقدم على تفجيرات دامية في بغداد وعدد من المدن كان آخرها تفجير كربلاء. في بغداد، أعلنت وزارة الدفاع بسط السيطرة الكاملة على قضاء الطارمية شمال العاصمة، وأوضحت أن «المنطقة تشهد استقراراً ملحوظاً، نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلها قوات الجيش من اللواء الثاني والعشرين في متابعة وملاحقة العناصر الإرهابية، والسيطرة على مضافات الإرهابيين الذين يتخذون البساتين والمناطق الزراعية مخابئ». وأوضحت الوزارة أن «أهمية فرض الأمن والاستقرار في قضاء الطارمية تأتي من كونه يمثل حزام بغداد الشمالي وينعكس بصورة مباشرة على أمن العاصمة». وقتل وأصيب نحو 24 شخصاً أمس بسلسلة تفجيرات ضربت مناطق متفرقة من بغداد، وقال مصدر في وزارة الداخلية أن عبوة ناسفة انفجرت أمس قرب سوق شعبية في منطقة سبع البور أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة. وأضاف أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار من أسلحة رشاشة باتجاه قوة من الجيش خلال عملية دهم وتفتيش في قرية الهورة التابعة لقضاء الطارمية. وأشار الى أن عبوة انفجرت امس، مستهدفة دورية للجيش لدى مرورها في البوعيثة، في منطقة الدورة وأسفرت عن قتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين. وقتل موظف في أمانة بغداد في هجوم نفذه مجهولون بمسدسات كاتمة للصوت.