قبل 11 يوماً من انطلاق الألعاب البارالمبية (التي تُعنى بذوي الحاجات الخاصة) في ريو دي جانيرو، المتوقع أن تحتضن حوالى 4300 رياضية ورياضياً سيتنافسون في 23 مسابقة، لا يزال الترقّب والحذر سائدين في ما يتعلّق بمعضلة ملء المدرّجات والملاعب والقاعات العملاقة، وخشية أن يتكرر المشهد الذي طبع جانباً من منافسة الدورة الأولمبية العادية التي اختتمت الأحد الماضي. تزامناً، أُعلن عن ضمّ فريق اللاجئين البارالمبيين أو «الفريق المستقل» رامي القرص الإيراني شهراد ناساجبور المقيم في الولاياتالمتحدة، والسباح السوري إبراهيم الحسين المقيم في أحد مخيمات اللاجئين في اليونان، والذي سبق أن حمل الشعلة الأولمبية إلى جانب رئيس اللجنة الأولمبية اليونانية سبيروس كابرالوس خلال طوافها الرمزي في أثينا قبل نقلها إلى البرازيل. وكان الحسين يزاول السباحة والجودو قبل أن يفقد جزءاً من ساقه اليمنى بانفجار قنبلة في سورية عام 2012. كما استأنفت روسيا قرار استبعاد رياضييها من المشاركة في الدورة (من 7 إلى 18 أيلول - سبتمبر)، أمام المحكمة الفيديرالية العليا في سويسرا (ضد قرار محكمة التحكيم الرياضي). كذلك أوضح رئيس اللجنة البارالمبية الروسية فلاديمير لوكين أن 266 رياضياً سيلجأون في شكل فردي إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، سعياً إلى مشاركتهم في الدورة البارالمبية، بعد قرار «كاس» تأكيد الحكم الصادر عن اللجنة الأولمبية الدولية في 7 الجاري، والقاضي بإبعاد رياضيي روسيا جميعهم عن الألعاب. غير أن اللافت في الأيام الأخيرة كان إطلاق حملة #FillTheSeats في محاولة لملء مدرجات مرافق الدورة البارالمبية بالتعاون مع اللجنة الدولية ومنظمات غير حكومية، منها موقع generosity.com، بحيث توفّر التبرّعات (ثمن التذكرة 15 دولاراً) حضوراً مجانياً لعدد كبير من الأطفال، فضلاً عن مداخيل لمؤسسات خيرية مثل .Agitos وتتعاون الحملة مع البطلة البرازيلية البارالمبية على كرسي متحرّك تاتيانا ماكفادين (3 ذهبيات إلى ألقاب عالمية عدة) وشقيقتها هانا. وتساهم في هذه البادرة عبر «تويتر» فرقة «كولد بلاي» البريطانية لل»بوب روك»، التي قدّمت مبلغ 10 آلاف دولار. وقد رفعت وتيرة الحملة في ضوء مؤشرات قاتمة عن نسبة مبيعات للتذاكر لم تتخطّ ال20 في المئة. وزاد الخوف من تكرار مشهد المدرجات الفارغة، صور لمساحات «شاسعة جرداء» في ستاد ماراكانا العملاق خلال حفلة اختتام «ريو 2016» الأحد الماضي. وتتطلّع الحملة إلى بيع 130 ألف تذكرة تؤمّن حضور عدد مماثل من الأطفال والأولاد مجاناً، كما أن المبيعات العادية في اليومين الأخيرين جاءت واعدة وفق المنظمين، ما رفع النسبة إلى أكثر من 25 في المئة، علماً أن أسعار تذاكر المنافسات تتراوح بين 3 و40 دولاراً. وتركّز #FillTheSeats على تفادي بث «رسالة خاطئة عن أهمية رياضة المعوّقين في هذا الوقت الحرج بالنسبة إلى العالم»، خصوصاً أن «العقود الأخيرة شهدت تقدّماً هائلاً في المنافسات البارالمبية وموقف العالم من الإعاقة» التي هي طاقة بحدّ ذاتها. غير أن التفاؤل بإقبال معقول على حضور المسابقات كان يستند في جانب ما على وعد قطعه إدواردو بايس رئيس بلدية ريو بشراء 500 ألف تذكرة وتوزيعها على سكان محليين، ولم يفِ به بعد. إلى ذلك، أوقف الأمين العام للجنة الأولمبية الكينية فرانسيس بول ونائبه جيمس تشاتشا وستيفن أراب سوي الذي ترأس بعثة بلاده إلى «ريو 2016»، في إطار التحقيقات التي تجريها الحكومة في شأن فضائح وأخطاء حصلت خلال الألعاب، ومنها السرقة المزعومة للملابس الرياضية الرسمية. وارتكب مسؤولون وإداريون مخالفات عدة، ومن أبرزها طلب مدير فريق ألعاب القوى مايكل روتيتش رشوى بنحو 13 ألف دولار، في مقابل تقديم معلومات قبل فحوص للمنشطات، لصحافيين انتحلوا دور وكلاء للعدائين. وأوردت تقارير إعلامية أن المدرب هو جون انزراه انتحل صفة عداء خلال فحص للمنشطات!