اتضحت أمس، في اليوم الأخير من تسجيل القوائم الانتخابية لخوض الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ملامح القوائم المتنافسة على 425 مجلساً محلياً. وأظهرت القوائم المسجلة أن الفصائل والقوى السياسية لجأت الى العائلات والتكنوقراط (الفنيين) لتشكيل القوائم في غالبية المجالس، وهو ما عزاه المراقبون الى تراجع شعبية هذه الفصائل في الشارع الفلسطيني اثر الأزمات التي تشهدها، مثل الانقسام وفشل مشاريعها السياسية مثل المفاوضات والمقاومة المسلحة. وأغلق أمس تسجيل قوائم المرشحين للانتخابات التي ستجري في الثامن من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. وقال مسؤولون في حركتي «فتح» و «حماس» ان الحركتين اللتين تتصدرا المشهد السياسي لجأتا الى تشكيل قوائم ودعم اخرى محلية تتألف من تكنوقراط وشخصيات عائلية ذات شعبية. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مسؤول ملف الانتخابات المحلية في الحركة محمود العالول أن «فتح شكلت حاضنة للكتل الانتخابية، ولم تقدم قوائم حركية مباشرة». وأضاف: «حرصنا أن ندفع الجمهور لاختيار افضل الناس الذين يثق بهم وفي قدرتهم على تقديم الخدمات». وتابع ان الحركة حرصت ايضاً على الموقف الوطني للمرشحين، مشيراً الى قلق الحركة من مخططات اسرائيلية تهدف الى إيجاد قيادة بديلة. وقال أحد قادة «حماس» الدكتور باسم نعيم أن حركته سعت الى تشكيل ودعم قوائم مهنية وازنة تحظى بثقة الجمهور. وأضاف: «أرادت الحركة بذلك سحب الذريعة من بعض الجهات الغربية والدولية لمقاطعة مجالس بلدية لأن الحركة فازت فيها». وكان العديد من الدول المانحة ووكالات التنمية، خصوصاً «وكالة التنمية الاميركية» قاطعت مجالس بلدية فازت فيها «حماس» في انتخابات مماثلة أجريت عام 2005. وتوصل انصار «فتح» و «حماس» الى تحالفات في بعض المواقع، مثل مدينة نابلس من كبريات مدن الضفة الغربية. وقال رئيس كتلة «نابلس للجميع» الحاج عدلي يعيش انه دعا القوى والجهات الى ترشيح كفاءات مهنية للمشاركة في كتلته الانتخابية. وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي العام في نابلس ان الحاج عدلي يعيش، وهو اسلامي مقرب من «حماس»، سيفوز في اي انتخابات مقبلة. وقال مراقبون في نابلس ان «فتح» اضطرت لخوض الانتخابات في قائمة تقودها شخصية اسلامية مقربة من «حماس» بسبب قلقها من الخسارة. وقال الكاتب جهاد حرب: «أفضل لحركة فتح أن تفوز ضمن قائمة برئاسة شخصية مقربة من حماس على ان تخسر خسارة كبيرة امامه». ويبلغ عدد المجالس المحلية في الاراضي الفلسطينية 425 مجلساً، غالبيتها (400 مجلس) في الضفة والباقي في القطاع. ويعتبر الفوز في الانتخابات مؤشراً قوياً الى شعبية الفصائل.