كشفت تصريحات متضاربة لمسؤولين في الحزبين الكرديين الرئيسين اتساع رقعة الانقسام داخل «البيت الكردي» حول «توقيت» وخطوات إعلان الاستقلال، ما يعكس دور التحالفات الدولية والمتغيرات في المنطقة. وكان ملا بختيار، مسؤول الهيئة العامة في المكتب السياسي لحزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، أكد في لقاء مع أكاديميين مصريين أن «28 دولة غربية، في مقدمها أميركا وروسيا أبلغت الاتحاد والحزب الديموقراطي رسمياً، عدم موافقتها على إعلان استقلال إقليم كردستان»، وهذا يتعارض مع مواقف حزب بارزاني. وقال النائب عن كتلة «الديموقراطي» في برلمان الإقليم شوان أحمد ل»الحياة» إن «ما صرح به بختيار يعود إلى لقاء سابق مع قناصل البعثات الديبلوماسية للدول الأوروبية وأميركا، وقد فسرت مواقفهم في شكل خاطئ، هم ليسوا ضد استقلال الإقليم، لكن لديهم أولويات وأبرزها الحرب على تنظيم داعش والقضاء عليه، ونحن متفقون معهم في هذا الصدد، لكن اليوم تتوافر أرضية مناسبة للعمل على تنظيم استفتاء»، مؤكداً أن «الدول الغربية لا تمانع إعلان الدولة الكردية»، واستدرك: «لا يخفى أن هناك اختلافاً في الرؤى داخل البيت الكردي، والبعض يرغب في تحسين العلاقة مع بغداد، وقناعتنا في الحزب الديموقراطي أنه لم يعد بالإمكان بقاء العراق موحداً، هناك صراع طائفي»، واتهم بغداد بأنها «قطعت قوت شعب الإقليم وحرمت قوات البيشمركة من حقوقها المالية واللوجستية، ولم تنفذ المادة 140 من الدستور حول المناطق المتنازع عليها، ولا أمل في إعادة التطبيع مع العراق سوى الانفصال عبر التفاهم برضا الطرفين بعيداً من العنف والتوتر». وشدد على ضرورة «إجماع القوى الكردية على تفاهمات مشتركة إزاء التعامل مع بغداد والقضايا الإقليمية والدولية عبر حكومة الإقليم، وما يقوم به الإخوة في الاتحاد الوطني من طرف واحد في بغداد لن يخرج بنتائج، ونحذر من تبعات هذا الانقسام. وبناء عليه فإن رئيس الإقليم مسعود بارزاني كلف مبعوثه (فؤاد حسين) مفاتحة القوى بغية تجاوز مخاطر هذه المرحلة». أما القيادي في «الجماعة الإسلامية» الكردية زانا روستايي فقال ل»الحياة» إن «الانقسام داخل البيت الكردي، خصوصاً بين الحزبين الرئيسيين، والخلاف الحاصل في مسألة إدارة ما يتعلق بالملفات الإقليمية والدولية، يشكل ضربة في مسار تقدم وتطور الإقليم، وكل طرف يطرح رأياً مناقضاً في مطلب الاستقلال من حيث التوقيت والشروط والظرف». وأشار إلى أن «البعض يقول أن الدول الغربية أكدت صراحة أنها تؤيد بقاء العراق موحداً، أي أنها ترفض في شكل غير مباشر استقلال كردستان»، وأضاف أن «الحزبين يحتكران إدارة ملف العلاقات الخارجية للإقليم ولديهم تصور كامل حول المواقف الدولية إزاء تقرير المصير، لكنهما غير قادرين على طمأنة الشعب الكردي وتوفير ضمانات لعدم الدخول في مشاكل بعد مرحلة إعلان الدولة». وأوضح أن «التحالفات الدولية في المنطقة ليست غائبة وتؤثر في الإقليم حتماً»، وأضاف: «إذا كنا اليوم نعيش حالة من التزمت والتعنت في إدارة الحكم، فإن إدارة الدولة المستقبلية على هذا المنوال سيصبح حكامها عالة على الشعب والمنطقة»، وتابع إن «الاتحاد الوطني لم يخف رغبته في تقوية العلاقة مع الحكومة الاتحادية ويرى أن الوقت غير مناسب للحديث عن الاستقلال، وسواء كان موقفه عن قناعة أو ناجماً عن ضغط إيراني، في المقابل فإن الديموقراطي، على رغم ترويجه مطلب تنظيم استفتاء، فإنه غير جدي من النواحي الفعلية، ويحاول استخدام ذلك ورقة لإحراج الأطراف وحصرهم في زاوية وتحميلهم المسؤولية، في حين لم يقم بأي إجراء ملموس سوى الحديث في وسائل الإعلام».