واشنطن، بكين - رويترز - أكد وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر ان بلاده تركز على السرعة والنطاق اللذين ستسمح بهما الصين لقيمة عملتها اليوان بالارتفاع بعد تعهدات بكينالجديدة باتباع سياسة مرنة لسعر الصرف. واضاف ليل أول من أمس: «كما تعلمون اتخذت الصين قبل ستة اسابيع خطوة اساسية لإعادة المرونة الى سعر صرف عملتها، موضحة أنها ستسمح لسعر الصرف بالارتفاع مع مرور الوقت استجابة لقوى السوق». وقال رداً على أسئلة في منتدى ل «مركز التقدم الأميركي» في واشنطن: «هم في بداية تلك العملية والمهم هو المدى الذي سيذهبون اليه والسرعة التي سيسمحون له (اليوان) بالتحرك. المهم بالنسبة إلينا، وأعتقد أنه كذلك بالنسبة إلى جميع شركاء الصين التجاريين، هو ان يسمحوا في الواقع لسعر الصرف بالارتفاع في شكل كبير استجابة لقوى السوق». ونصح مستشار اقتصادي بزيادة قيمة اليوان لتعزيز تجارة الصين الخارجية، والعمل على جعله عملة عالمية. وفي مقالة رأي كتبها في صحيفة «تشاينا دايلي» الحكومية، دعا شيا بن الحكومة إلى تخفيف قبضتها على اليوان بما يساعد على حفز التجارة الخارجية، والقيام بتعديلات هيكلية في ما يخص السياسة النقدية. ورأى شيا الذي يعمل مستشاراً ل «بنك الشعب الصيني» (المركزي) أن على صانعي القرار أن يعملوا في الوقت ذاته على تحويل اليوان إلى عملة عالمية عبر تشجيع الدول الأخرى على استخدامه كعملة تسوية في المبادلات التجارية. وكانت بكين سمحت في التاسع عشر من حزيران (يونيو) بمرونة أكبر لسعر صرف اليوان الذي ارتفع منذ ذلك التاريخ بنسبة 0.7 في المئة في مقابل الدولار، في إطار ما وصفته بإصلاح أوسع لسياستها النقدية. لكن الحكومة الصينية التي كانت حددت منتصف عام 2008 سعر صرف العملة المحلية عند 6.8 يوان في مقابل الدولار، تسمح بهامش تحرك محدود لليوان لا يزيد عن 0.5 في المئة. ويتحكم المصرف المركزي الصيني في تداول اليوان إذ يحدد يومياً سعر تداول أساس له. وفي تصريح له هذا الأسبوع، دافع نائب محافظ المصرف المركزي الصيني مجدداً عن سياسة بلاده في ما يخص اليوان، وقال إن نطاق تداوله مناسب في الوقت الحالي، لكن تتعين زيادته مستقبلاً. وكانت الإدارة الأميركية رحبت بسماح الصين بمرونة أكبر لليوان، لكنها ظلت تطالب بارتفاع أكبر يساعد على الحد من العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة مع الصين. وتشير واشنطن إلى أن اليوان منخفض عن قيمته الحقيقية بنحو 40 في المئة، وهو رأي تتبناه في شكل متفاوت أطراف أخرى مثل صندوق النقد الدولي، الذي اعتبر الأسبوع الماضي أن اليوان منخفض في شكل ملموس. وتتهم واشنطن الصين بأنها تتعمد الإبقاء على اليوان منخفضاً كي تكون لصادراتها اليد العليا على حساب صادرات الولاياتالمتحدة وشركاء تجاريين آخرين لبكين.