واصل الطيران الروسي لليوم الثالث استخدام قاعدة ايرانية في قصف مناطق شمال سورية وشمالها الشرقي، في وقت جرح عشرات المدنيين بقصف عنيف على حلب وريفها وسط معارك عنيفة لم تسفر عن تقدم جوهري للقوات النظامية والميليشيات الموالية، بل استعادت فصائل معارضة وإسلامية مناطق كانت خسرتها أول من أمس. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس إن قاذفات روسية شنت لليوم الثالث ضربات جوية على «متشددين» في سورية انطلاقاً من قاعدة جوية إيرانية. وأضافت أن قاذفات من طراز «توبوليف-22 -إم3» بعيدة المدى وقاذفات مقاتلة من طراز «سوخوي-34» ضربت أهدافاً لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور شرق سورية وأن القاذفات انطلقت من قواعد في روسيا وإيران و «دمرت ستة مواقع قيادة وعدداً كبيراً من المقاتلات والمعدات العسكرية». وقالت الوزارة إن جميع الطائرات الروسية عادت الى قواعدها بعد الضربات. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان»: «نفذت الطائرات السورية الروسية غارات كثيفة على مناطق في شمال وشمال غربي سورية في محاولة لمنع الفصائل المقاتلة من ارسال تعزيزات الى جنوب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة منذ اسبوعين». وأضاف: «تشن الطائرات السورية والروسية عشرات الغارات يومياً على محافظة ادلب وريف حلب الغربي لمنع الفصائل من ارسال تعزيزات الى مواقعها في جنوب مدينة حلب». وشنت فصائل مقاتلة هجوماً على جنوب غربي حلب نهاية الشهر. وتمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها من كسر حصار كانت قوات النظام قد فرضته على الأحياء الشرقية في حلب وقطع طريق امداد رئيسي لقوات النظام الى غرب حلب. وتدور منذ نحو ثلاثة اسابيع معارك عنيفة في المنطقة حيث تحاول قوات النظام وحلفاؤها استعادة المواقع والنقاط التي خسرتها. وأحصى «المرصد السوري» الأربعاء مقتل 25 شخصاً يتوزعون بين 15 مدنياً وعشرة مقاتلين جراء هذه الضربات على مدينة إدلب التي تعرضت الخميس لضربات جوية مماثلة. وأعلن «جيش الفتح» الذي يسيطر على كامل محافظة إدلب منذ الصيف الماضي، بعد أسبوع على بدء هجومه جنوب غربي حلب بدء مرحلة «تحرير حلب كاملة». وقال «المرصد السوري»: «تضع الفصائل كل قوتها في المعارك في وقت باتت قوات النظام منهكة، موضحاً أن الغارات التي تشنها الطائرات السورية وكذلك الروسية دعماً لقوات النظام «لا تبدو فعالة كثيراً باعتبار ان الاشتباكات تتم وجهاً لوجه ومن مسافات قريبة». وأضاف: «لا تتمكن قوات النظام من استعادة المواقع تحت سيطرة الفصائل». وتعرضت الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب الخميس لغارات جوية. وأحصى «المرصد السوري» مقتل 146 مدنياً بينهم 22 طفلاً جراء هذه الغارات منذ بدء هجوم الفصائل جنوب غربي حلب في 31 تموز (يوليو)». وقال موقع «كلنا شركاء» المعارضمن جهته، ان «كتائب الثوار استعادت صباح أمس جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام وميليشياته بريف حلب الجنوبي، وتكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات». وأفادت «حركة أحرار الشام الإسلامية»، إحدى مكونات غرفة عمليات «جيش الفتح» بأن «الميليشيات الموالية للنظام حاولت التقدم على محور القراصي، ودارت اشتباكات عنيفة مع الثوار استمرت لساعات، أفضت إلى استعادة الثوار على كامل النقاط التي تقدمت إليها تلك الميليشيات». وأكد ناشطون معارضون «مقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات على محور القراصي، كما دّمر الثوار خلال الاشتباكات دبابتين وآلية وسيارة للميليشيات، إثر استهدافها بصواريخ موجهة». وأعلن «فيلق الشام» من جهته، في بيان نشره على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي «التصدي للمحاولة السادسة للميليشيات للتقدم نحو تلة المحروقات وقرية العامرية بريف حلب الجنوبي، واستعادة قرية العامرية بالكامل بعد أن تقدمت إليها الميليشيات». وكان «قُتل وجُرح العشرات من عناصر قوات النظام وميليشياته صباح أمس الأربعاء، خلال تصدي الثوار لمحاولة تلك القوات التقدم على محور أرض الجبس عقرب ومشروع ال 1070 شقة ومحور الكليات جنوب غربي حلب»، وفق الموقع. وأوضحت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة: «تكبدت قوات الأسد والميليشيات التي تساندها خسائر كبيرة خلال استعادة جيش الفتح المناطق التي خسرها فجر الخميس بريف حلب الجنوبي، ذلك أن فصائل جيش الفتح استعادت جميعَ النقاط على محور قرية القراصي، كما كبدت قوات الأسد خسائر كبيرة في العتاد والأرواح حيث تم تدمير دبابة وآلية عسكرية ومدفع وعربة محملة بالعناصر فضلاً عن مقتل مجموعتين جراء استهدافهم بصاروخ تاو اميركي مضاد للدروع». وقال «المرصد السوري» ان «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في منطقة الراموسة، ومحيط تلة الصنوبرات وقريتي القراصي والعمارة في أطراف مدينة حلب وريفها الجنوبي وسط تنفيذ طائرات حربية ومروحية ضربات عنيفة على مناطق الاشتباكات، وقصف مكثف من قبل قوات النظام على المناطق ذاتها، حيث تمكنت الفصائل من إستعادة معظم النقاط والمواقع التي تقدمت إليها قوات النظام خلال هجومها (أول) من أمس على منطقة القراصي، ومعلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأضاف: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء القاطرجي وقاضي عسكر والصالحين بمدينة حلب، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 4 شهداء بالإضافة الى سقوط عدد من الجرحى بعضهم في حالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع». وأشار الى مقتل قياديين عسكريين «في الفصائل الإسلامية خلال الاشتباكات المستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات عربية وآسيوية في ريف حلب الجنوبي». في الوسط، قال «المرصد»: «نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 4 غارات، على مناطق في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي، بينما قصفت طائرات حربية مناطق في محيط حقلي آرك وشاعر بريف حمص الشرقي. كما قصفت قوات النظام مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ترافق مع سقوط اسطوانتين متفجرتين أطلقتهما قوات النظام على مناطق في الحي». في الشرق، قال «المرصد»: ان «هدوءاً حذراً ساد مدينة الحسكة تتخلله سماع أصوات إطلاق نار، عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المدينة منذ ليل أمس الأربعاء وحتى ظهر اليوم (الخمس)، بين قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام من طرف، وقوات الأمن الداخلي الكردي (اسايش) من طرف آخر، والتي ترافقت مع قصف لقوات النظام على مناطق سيطرة القوات الكردية داخل المدينة، وتنفيذ الطائرات الحربية ضربات جوية عدة استهدفت مواقع للقوات الكردية في شمال غرب المدينة وشرقها»، في حين «تأكد استشهاد وإصابة ما لا يقل عن 9 مواطنين بينهم مواطنة، وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف قوات النظام لمناطق في حي النشوة الغربية وأماكن أخرى بمدينة الحسكة». وأضاف: «قُتلت مواطنتان وطفلة جراء قصف تنظيم داعش مناطق سيطرة قوات النظام في حي الجورة بقذائف فيما نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 8 غارات على مناطق في بلدتي الجنينة وحطلة بريفي دير الزور الشرقي والغربي، ومناطق أخرى في بلدة عياش ومستودعات عياش وتلة الحجيف بريف دير الزور الغربي». في الجنوب، قال «المرصد» إن طائرات حربية «شنت غارات على مناطق في بلدة الريحان ومحيط بلدتي حوش نصري وحوش الضواهرة في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، ترافق مع تراجع وتيرة الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين من جهة أخرى، ما أدى الى مقتل مقاتلين اثنين من الفصائل الإسلامية، حيث عاد الهدوء إلى جبهة المحمدية بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة، فيما استهدفت الطائرات الحربية بست غارات مناطق في محيط بلدة المحمدية».