توقفت كتلة «المستقبل» النيابية أمام كلام الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في مهرجان بنت جبيل الأخير، ورأت أن «السيد نصرالله يعود مجدداً في كلامه السياسي الداخلي لتجاوز الدستور وما ينص عليه من أحكام في أصول تكوين المؤسسات الدستورية إنْ لجهة انتخاب رئيس الجمهورية أو انتخاب رئيس المجلس النيابي أو اختيار رئيس مجلس الوزراء». وكررت الدعوة الى «احترام الدستور والالتزام بأحكامه ومواده في كل خطوات تكوين السلطة في لبنان ولا يمكنها أن تقبل بتجاهل الدستور أوإهمال اتفاق الطائف كما يحاول السيد نصرالله أن يروج ويعمل له ويجر البلاد إليه. وهذا ما أكّده المجتمعون في هيئة الحوار الوطني في إعادة الاعتبار والاحترام الكامل للدستور». ولفتت الكتلة في بيان بعد اجتماعها في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، إلى أن «اختيار رئيس الجمهورية حددت مواصفاته هيئة الحوار وهو الشخصية التي تحظى بتأييد ودعم من بيئتها وكذلك الدعم والتأييد من البيئات الأخرى من الشعب وهي مسألةٌ استراتيجية ذات أبعاد وطنية عامة لا تحدها شروط أخرى». ورأت أن «الكلام الذي صدر عن السيد نصر الله في ما يتعلق بإعادة التمسك بالعماد ميشال عون مرشحاً من قبله، فهذا من حقه ولكن هذا الحق لا يخوِّله أن يفرضه مرشحاً وحيداً للرئاسة ويدعي بالتالي لنفسه الحق الدستوريَّ بتعطيل جلسات البرلمان إن لم تُستجب رغبته. إنه بذلك يؤكد تسببه باستمرار أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، الضاربة بالوطن ومؤسساته والمهدِّدة بضياعه». وأشارت إلى أن «انتخاب رئيس يظل هو الأَولوية الوطنية الكبرى، والذين يعطِّلون عملية الانتخاب معروفون، وهم حزب الله والتيار الوطني الحرّ وحلفاؤهم، أما إلقاء التهم جُزافاً ضد تيار المستقبل والمملكة العربية السعودية، والاعتقاد أنّ هناك في الداخل الوطني أو الخارج، من يصدّق هذا الاتهام أو ذاك التبرير يشكّل سخريةً بعقول الناس، واستهتاراً بالمصلحة الوطنية العليا». واستذكرت الكتلة «معاني ودلالات الذكرى العاشرة لانتهاء عدوان إسرائيل على لبنان في 2006، والذي دمغته إسرائيل بتوقيعها بتنفيذها جريمة متكررة ضد الإنسانية لا تمحى من سجلها الأسود». كما استذكرت «بسالة وتضحيات ودماء شهداء المقاومة الذين تصدوا لإسرائيل ومنعوها من تحقيق ما كانت تطمح إليه من انتصار وأفشلوا مخططاتها الخطيرة تجاه لبنان وشعبه البطل. إضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة المقاومة السياسية بالتناغم مع المقاومة والمواطنين اللبنانيين، ما مكن لبنان من الصمود والنجاح في تغيير الرأي العام الدولي من جهة واقتراح المخارج عبر إنجاز النقاط السبع واستصدار القرار الدولي 1701، ونشر الجيش في الجنوب وتعزيز قوات «يونيفيل» الدولية على الحدود الجنوبية وتأمين الحماية للبنان، والاستقرار الذي ينعم به الجنوب ولبنان حتى الآن». وانتقدت اطلاق «حزب الله» بعد انهاء العدوان «اتهامات التخوين ما اسهم في زيادة الانقسامات وخدم اسرائيل من دون ان يدري». وكررت الكتلة «الدعوة الصادقة الى الحزب الى إعادة النظر بسياسته لجهة وضع حدّ سريع لتورطه في الحروب العربية من سورية الى العراق وصولاً الى اليمن، والعودة إلى إعادة الاعتبار للمصلحة الوطنية وللدولة والتخلي عن سلاحه غير الشرعي لمصلحة السيادة وتمكين الدولة من بسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية». واستنكرت الكتلة بشدة «الاعتداءَ الذي تعرضت له دوريةٌ للجيش في محيط منطقة عرسال»، ودعت الجيش إلى «مواصلة ردع المعتدين والدفاع عن عرسال وأهلها». ونوهت الكتلة ب «المبادرة الكريمة» التي قام بها سفير الإمارات حمد بن سعيد الشامسي بتفقده مبنى مستشفى الشيخ زايد في شبعا وإعلانه العمل على فتح المستشفى في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل. وكانت عقدت مساء أمس، جلسة حوار جديدة بين «المستقبل» و «حزب الله»، برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبرئاسته.